عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وزير الأوقاف: أذرع الدولة كثيرة تبني وتطور وتحمي وباب الاجتهاد مفتوح

محمد مختار جمعة
محمد مختار جمعة

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الدولة المصرية دولة مؤسسات ولها أذرع كثيرة منها ما يبني كل ما هو جديد وأخرى تطور كل ما هو قديم ويد تحمي، وأن بناء المدن الجديدة سيتيح الفرصة لحياة أفضل لسكان المدن التاريخية والقديمة بتخفيف الضغط على خدماتها. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد الإمام الشافعي رضي الله عنه بمحافظة القاهرة اليوم تحت عنوان:"الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره" بحضور الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ومحافظ القاهرة خالد عبد العال، وعدد من المسؤولين مع مراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية.



وقال وزير الأوقاف"إننا عندما نفتتح اليوم بالتعاون مع وزارة الآثار، مسجد الإمام الشافعي بعد صيانته وترميمه، إنما نؤكد تأكيدا عمليا، إننا في الوقت الذي نعني فيه ببناء المساجد في المجتمعات العمرانية الجديدة، فإننا نعنى نفس العناية وأشد بمساجدنا الأثرية والتاريخية ولاسيما مساجد العلماء ومساجد آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو نفس النهج الذي تسير عليه الدولة المصرية العظيمة، فهي تبني الجامعات الجديدة وتطور جنبا إلى جنب جامعاتها العريقة، وحين تنشئ المدن الجديدة تطور جنبًا إلى جنب المدن القديمة وعواصم المحافظات وقراها".

وأكد أن بناء المدن الجديدة سيتيح فرصا أفضل لتطوير المدن القديمة، وتخفيف الضغط على خدماتها؛ ما يسهم بلا شك في تحسين الأحوال المعيشية للمقيمين بها، فعين هنا وأخرى هناك، ويد تبني هنا وأخرى تطور هناك، مضيفا: "فلتحيا الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة".

وقال جمعة" إن الحاجة إلى الاجتهاد والتجديد قائمة إلى يوم القيامة، وأن رب العزة لم يخص بالعلم ولا بالفقه قومًا دون قوم ولا زمانًا دون زمان، وننظر بعين الاحترام والتقدير للأئمة الأربعة ونؤمن بحاجتنا الملحة إلى الاجتهاد لمعالجة مستجدات عصرنا".

وأضاف" أن الكمال لله وحده، وأن العصمة لأنبيائه ورسله، وأن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وكان الإمام الشافعي (رحمه الله) يقول : "إذا صح الحديث فهو مذهبي" ، وكان يقول في تواضع جم وتقدير لآراء الآخرين: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب"،يجب علينا أن ننظر بعين الاحترام والتقدير إلى تراثنا وعلمائنا وأئمتنا السابقين".

وتابع" إننا في حاجة إلى التجديد المستمر لعصرنا أكثر من أي وقت مضى نظرا لكثرة المستجدات وتتابعها ، مؤكدا أن ما كان راجحًا في وقت أو زمان أو مكان معين قد يصبح مرجوحًا إذا تغير الزمان أو المكان أو الحال، وهو ما أكده صاحب هذا المقام تأكيدًا عمليًا عندما أفتى هنا في مصر في بعض المسائل بخلاف ما كان قد أفتى به في العراق، نظرًا لتغير البيئة والأحوال آنذاك ، فعرف مذهبه في العراق بالمذهب القديم، ومذهبه في مصر بالمذهب الجديد.

 

وقال وزير الأوقاف" إننا في حضرة ومقام عالم جليل وفقيه عظيم، وأديب كبير في الفقه والعلم، يقول الإمام أحمد بن حنبل عن قول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)"إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا" فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى، والشافعي (رحمه الله) على رأس المائة الثانية.

وأشار إلى أن الشافعي رحمه الله قد أفنى حياته في العلم والفقه، وكان أديبًا وشاعرا، يقول رحمه الله: أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ ** سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ // ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ ** وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ، ويقول أيضًا: أأبيتُ سهران الدُّجى وتبيتهُ ** نوماً وتبغي بعدَ ذاكَ لحِاقي، كما كان رحمه الله سخي النفس كريم اليد، يقول : وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ ** فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ // وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا** فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ // وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن** إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ // إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ ** فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ. ويقول المزني: دخلت على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ فقال الشافعي: أصبحت من الدنيا راحلاً ، وللإخوان مفارقًا، ولسوء عملي ملاقيًا، ولكأس المنية شاربًا وعلى الله واردًا، ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشد قائلًا : لمَّا قسا قلبي وضاقَت مذاهبي** جعلتُ رجائي نحوَ عفوِكَ سُلَّما // تَعاظَمني ذنبي فلمَّا قَرَنته** بعفوِكَ ربِّي كانَ عفوُكَ أعظما.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز