

ألفت سعد
أسطح العمارات بين الماضي والحاضر
أتذكر من خلال الصور والأفلام التسجيلية والسينمائية كيف كانت القاهرة فترة الثلاثينيات وما تلاها تضاهي عواصم أوروبا فى طرز مبانيها ونظافة شوارعها وكانت الإسكندرية تتفوق على مدن وموانئ البحر المتوسط الأوروبية فى جميع مظاهر الحياة، حيث كانت ملجأ الأرمن واليونانيين والإيطاليين والفرنسيين حتى مدن و مراكز المحافظات كانت كل منها تتميز بتاريخ و طبيعة اَهلها القانطين بها و كانت النظافة و الرقى و البساطة هى ملامح مصر فى ذلك الوقت و كانت أسطح العقارات فى مصر لا تختلف عن الشكل الحضارى للأبنية والطرق من حيث الاهتمام بالنظافة فكانت أسطح عمارات الاحياء الراقية تتميز بالشكل الجمالى وانتشار أصائص النباتات والأزهار وسطها و على أسوارها لتبدو كحدائق علوية وكذلك أسطح منازل الاحياء الشعبية كانت تستخدم كمناشر للغسيل و جلسات العصارى و السمر فيقوم السكان بتنظيفها و تنسيقها بشكل مستمر ولا يمنع من وجود غية حمام تملأ السماء فتعطى إحساساً مبهجاً بجمال السطح.
للأسف على مر السنوات تبدلت مظاهر الرقى و البساطة و النظافة فى عاصمة مصر و أقاليمها لتحل محلها مظاهر القبح و الاهمال و انتشار القمامة ذات الروائح الكريهة فى الشوارع و الطرقات و لم تفرق بين حى راق و شعبى و بالطبع لم تسلم أسطح العمارات التي تحولت الى مقالب لمخلفات البناء و مخازن للأخشاب و الحديد و امتلأت بالحشرات و القوارض و الزواحف .. و تكفى جولة بسيارة فوق كوبري علوى أو استخدام طائرة هليكوبتر لتشاهد أسوأ المناظر تغطى ثروة عقارية تمثل طراز تاريخى يجب الحفاظ عليه أو مبان فاخرة تباع فيها الوحدة السكنية بالملايين و كلها مهددة بالضياع نتيجة الاستخدام الغير رشيد الأسطح و مواسير المياه أو الصرف الصحي.
اكتب الآن عن الأسطح لأن الدولة بتوجيهات الرئيس السيسي تسعى لإزالة العشوائيات فى كل أنحاء مصر و الحفاظ على المبانى ذات الطرز التاريخية و الاثرية مثل القاهرة الخديوية و أيضاً الحفاظ على الثروة العقارية فليس من الطبيعى بعد اجراءات تجميل وطلاء المبانى و توسعة الشوارع أن تظل الاسطح على حالها السئ على اعتبار أنها غير مرئيّة فلابد أن يتم التفتيش الدوري على جميع العقارات بكل مرافقها من قبل المحليات كما كان يحدث من قبل بقيام موظف الحى ومعه مفتش الصحة للتأكد من الالتزام بمعايير السلامة الإنشائية والصحية ليتم معاقبة وتغريم أصحاب العقارات والسكان المخالفين حرصا على الصحة العامة أو نظافة وسلامة العقار .. نتمنى عودة الوجه المشرق لمباني مصر بتيجانها البراقة أو أسطحها.