عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سوبر ستار.. وسوبر كوفيد

سوبر ستار.. وسوبر كوفيد

النجومية منحة إلهية، لا أحد يستطيع أن يُحدّد على وجه الدقة لماذا صار هذا نجمًا؛ بينما الآخر وربما الأكثر موهبة وجمالًا وذكاء وقف للأبد فى تلك المنطقة الرمادية؟ نعم النجم يحتاج إلى فرصة، إلّا أنها حتى لو فاتته مرّة سيجد الأخرَى فى انتظاره.



فى نهاية الستينيات رأى ثلاثة من كبار المخرجين- صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وحسين كمال- فى محمود ياسين ملامح نجم مصر القادم.

صلاح أبوسيف رشحه لبطولة فيلم (القضية 68)، وأراد أن يتحدّى الجميعَ بهذا النجم الشاب.. الفيلم إنتاج الدولة، إلّا أن المنتج الفنى رمسيس نجيب، أحد عتاولة صناعة النجوم، اعترض لأن «أبوسيف» أراد أن يقدّم أيضًا فى نفس الفيلم الوجه الجديد ميرفت أمين، تسويقيّا كان رمسيس نجيب يرى أن وجهًا جديدًا واحدًا يكفى وأسند دورَ محمود لـ حسن يوسف، وبَعدها بنحو ست سنوات كرّر أيضًا رمسيس الغلطة نفسها، عندما اعترض على أحمد زكى كبطل لفيلم (الكرنك) بسبب لونه الأسمر، وسخر قائلًا: «كيف تحبه سعاد حسنى!»، ولعب الدور نور الشريف، أحمد لم تتحطم نجوميته عند صخرة (الكرنك) ولا محمود تبدّد عند (القضية 68)، تَحمَّس أيضًا لـ محمود ياسين المخرج يوسف شاهين وأسند له بطولة (الاختيار)، واشترط عليه الاعتذار لـ حسين كمال عن (نحن لا نزرع الشوك)، وتمسَّك محمود بـ(الشوك)، وانطلقت بعدها نجوميته، صار فى أشهُر قلائل هدف كبار المنتجين، وقبل عرض الفيلم أيقن الجميع أنه فتى مصر الأول.

كيف حدث هذا الوميض الخاص؟ لن تجد إجابة مقنعة سوى أن هناك شفرة تواصُل ووهجًا يمنحه الله لبعض عباده، (الله شاور عليه)، مثلًا راهن المخرج شريف عرفة قبل عشرين عامًا فى فيلم (عبود) بطولة علاء ولى الدين، على ثلاثة من الوجوه الجديدة: كريم عبدالعزيز وأحمد حلمى ومحمود عبدالمغنى، سنوات قلائل وأصبح كريم وحلمى نجمى شباك، بينما المحاولات على «عبدالمغنى» كبطل باءت  جميعها بالفشل، لم يكن الأمر بيده ولا بيد المنتجين أو المخرجين، الناس رأت فيه فنانًا موهوبًا، إلا أنهم لن يقطعوا من أجله تذكرة السينما ولن يتصدّر اسمه «تيترات» المسلسل، فهو لا يتمتع بـ«كاريزما» النجم.

قد يحقق البعضُ نجومية الخطوة خطوة، مثل عادل إمام، بدأ مطلع الستينيات وصار نجمًا فى نهاية السبعينيات، فريد شوقى بدأ منتصف الأربعينيات وعرف النجومية مع مطلع الخمسينيات، أنتج لنفسه (الأسطى حسن)، ثم (جعلونى مجرمًا)، وحقق لقب (نجم الترسو)، ثم صار بعدها نجم (الترسو والبريمو).

رشدى أباظة حمل لقب (نجم النجوم) بدأ فى أدوار صغيرة، إلا أن المخرج عز الدين ذوالفقار، رأى فيه النجم الأكثر بريقًا، منحه مع نهاية الخمسينيات بطولة فيلمَى (الرجل الثانى) و(امرأة على الطريق) فأصبح ولايزال هو (الجان) الأول فى السينما.

لا تستطيع أن تضع وأنت مطمئن عمرًا افتراضيّا لهذا الوميض الذي يدفع نجمًا للبقاء سنوات متعددة، ويُسقط آخر بعد سنوات قليلة، وتنتهى تمامًا قدرته على الجذب الجماهيرى، قطعًا اختيارات الفنان تلعب دورًا وقدرته على تغيير البوصلة فى الوقت المناسب والتعامل بمرونة مع كل المتغيرات، تضمن له سنوات نجومية مقبلة، ولكن الخطوة الأولى هى إشارة من الله.

ويبقى على الفنان الذكى أن يملك القدرة على التعامل مع أشواك النجاح، عدد من الفنانين وصلوا إلى ذروة الوهج، إلا أنهم بدّدوا طاقتهم فى معارك جانبية، أخذت الكثير من رصيدهم، كانوا أشبه بمَن يتعرض للفيروس بعد تحوّره فصار أشد وطأة وخطرًا وفتكًا، نجم الشباك عندما يخفق فى التعامل مع أضواء النجاح، يقضى عليه فى لحظات «سوبر كوفيد» الغرور، وأرى مع الأسف «سوبر ستار» يتوَجّه فى الأسابيع الأخيرة  بغشومية صوب «سوبر كوفيد»! 

 

من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز