أقارب ضحايا الطائرة المنكوبة يروون اللحظات الأخيرة.. واستخراج رفات بشرية
عادل عبدالمحسن
يواصل الغواصون الإندونيسيون أعمال البحث في بحر جاوة عن حطام وأمتعة ركاب على أمل العثور على الصناديق السوداء للطائرة التي تحطمت يوم السبت وعلى متنها 62 شخصًا.
ربما يعجبك
وتُظهر مقاطع “فيديو” تحت الماء لمهمة الإنقاذ الغواصين وهم يفحصون الكمية الهائلة من الحطام من طائرة "Sriwijaya Air Boeing 737-500" التي يقول المحققون إنها كانت لا تزال سليمة عندما اصطدمت بالبحر.
كانت حقيبة الظهر الخاصة بالأطفال من طراز Marvel من بين العناصر المؤلمة التي عثر عليها فريق البحث أثناء بحثهم بين حطام الطائرة التي سقطت على بعد 10 آلاف قدم في دقيقة قبل تحطمها.
وكان جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 62 راكبا اندونيسيا، من بينهم سبعة أطفال وثلاثة أطفال.
يعمل حوالي 2600 فرد في جهود البحث، حيث تقوم عشرات السفن والمروحيات بنقل أجزاء من الجسد وقطعة ملتوية من الحطام وملابس الركاب من المياه الضحلة بعمق 75 قدمًا. ويتم نقل أكياس الجثث المليئة برفات بشرية إلى مستشفى للشرطة حيث يأمل المحققون في التعرف على الضحايا من خلال مطابقة الحمض النووي من رفاتهم مع أقاربهم الأحياء.
ولم يتمكن المحققون حتى الآن من تحديد سبب تحطم الطائرة بعد أربع دقائق فقط من إقلاعها من جاكرتا، لكنهم يقولون إنهم يعرفون موقع الصناديق السوداء في البحر.
ومن المرجح أن يساعد استرداد الصناديق البرتقالية الزاهية -مسجلات صوت وبيانات الرحلة في قمرة القيادة -في تفسير سبب هبوط الطائرة بهذه السرعة. وصُنعت لتعيش في أعماق شاسعة وفي درجات حرارة شديدة، وهي مزودة بمنارة يمكنها إرسال إشارة لمدة شهر واحد.
وتسجل الأجهزة معلومات حول سرعة الطائرة وارتفاعها واتجاهها بالإضافة إلى محادثات طاقم الطائرة، وتساعد في تفسير ما يقرب من 90% من جميع الحوادث، وفقًا لخبراء الطيران.
كان قائد الطائرة، أفوان، البالغ من العمر 54 عامًا وأب لثلاثة أطفال، مثل العديد من الإندونيسيين باسم واحد، طيارًا سابقًا في القوات الجوية مع عقود من الطيران تحت حزامه.
وقال ابن أخيه فيرزا ماهارديكا لـ"بي بي سي" إندونيسيا إن الطيار غادر المنزل بسرعة في يوم الرحلة، مشتكى من أن "قميصه لم يتم تسويته، في حين أنه عادة ما يكون أنيقًا حقًا".
كما اعتذر أفوان لأطفاله عن اضطرارهم إلى مغادرة المنزل للصعود إلى الطائرة المنكوبة. ووصف بأنه مسلم متدين كان حريصًا دائمًا على مساعدة الناس في مجتمعه ببوجور
قال فرزا مهارديكا: 'كان رجلًا طيبًا جدًا. كثيرا ما كان يعطي النصيحة والنصيحة الحكيمة كان شخصية بارزة في حيه وكان معروفًا بلطفه.
وقال محقق من لجنة سلامة النقل الوطنية الإندونيسية "KNKT" إن الطائرة ربما تحطمت عندما اصطدمت بالمياه بسبب الحطام الذي تم العثور عليه حتى الآن.
وقال نورشيو أوتومو اليوم الاثنين "لا نعرف على وجه اليقين لكن إذا نظرنا إلى الحطام فسنجد أنه مبعثر في منطقة ليست واسعة للغاية."
وأضاف "من المحتمل أن يكون قد تمزق عندما اصطدم بالمياه لأنه إذا انفجر في الجو، فسيتم توزيع الحطام على نطاق أوسع"
وقال محللون في مجال الطيران إن بيانات تتبع الرحلات أظهرت أن الطائرة انحرفت بشدة عن مسارها المقصود قبل أن تدخل في غوص حاد، مع سوء الأحوال الجوية وخطأ الطيار وخلل ميكانيكي من بين العوامل المحتملة.
تابع ستيفن رايت، استاذ أنظمة الطائرات في جامعة تامبيري الفنلندية: "حدث شيء مثير للغاية بعد الإقلاع"، فالسرعة الجوية منخفضة للغاية ولم تتسارع الطائرة إلى السرعة الصحيحة للرحلة المستمرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه الكشف عن الرسائل والمنشورات النهائية المؤلمة للركاب الذين شاركوا الصور على متن الطائرة قبل تحطمها. نشرت راتيه ويندانيا صورة سيلفي مع أطفالها الثلاثة وهم يضحكون بينما كانت العائلة تستقل الطائرة من العاصمة الإندونيسية. قالت: وداعا يا أهلي. نحن في طريقنا إلى المنزل في الوقت الحالي. ونشر شقيقها عرفانسياه ريانتو على إنستجرام صورة للعائلة "صلوا من أجلنا". وقال إن عائلته كانت تخطط في الأصل للقيام برحلة مختلفة لكنهم تغيروا في اللحظة الأخيرة.
ومثل العشرات من الأقارب اليائسين الآخرين، هرع إرفانسياه إلى مطار سوكارنو هاتا في جاكرتا في وقت متأخر من يومي السبت، الأحد، كان لا يزال يأمل في الحصول على أخبار جيدة عن أخته وأربعة أفراد آخرين من عائلته على متن الرحلة، بمن فيهم والديه.
وقال عرفانسياه للصحفيين: "نشعر بالعجز ولا يسعنا سوى الانتظار ونأمل في الحصول على أي معلومات قريبا." وانت شقيقته وطفلاها في نهاية إجازة استمرت ثلاثة أسابيع وكانوا في رحلة تستغرق 460 ميلًا إلى بلادهم في بونتياناك بجزيرة غرب كاليمانتان.
قال عرفنسياه: "لقد كنت أنا من أوصلهم إلى المطار، وساعدت في تسجيل الوصول وحقائب السفر... أشعر أنني ما زلت لا أصدق هذا وقد حدث بسرعة كبيرة".
كما كانت على متن السفينة ديندا أميليا، التي كانت قد ذهبت إلى جاكرتا في إجازة عيد ميلادها الخامس عشر، والبحار أنجا فرناندا أفريون الذي أصبح أبًا لأول مرة الأسبوع الماضي، والزوجين المتزوجين حديثًا إحسان عدلان حكيم وبوتري وحيوني.
وسافر أجوس مينارني ومحمد نور خليفات الأمين إلى جاكرتا لحضور جنازة والد أمين وزيارة ابنهما في مدرسة داخلية.
وفقدت عائلة مكونة من خمسة أفراد أيضًا من الرحلة، مع رزقي وحيودي، 26 عامًا، وزوجته إنداه حليمة بوتري، 26 عامًا، وابنهما البالغ من العمر 7 أشهر، ووالدة وحيودي وابن عمه على متن الطائرة. كان من المقرر أن يسافروا إلى الوطن في 5 يناير لكنهم أجبروا على إجراء اختبار Covid"ـــ"19 الذي أخر رحلتهم حتى يوم السبت.
قال يوديانسيا يونس شقيق مينارني إنه سيعتني الآن بأطفال الزوجين المراهقين الأيتام. كما يُخشى وفاة الأب ورجل الأعمال يوهانس سهيردي بعد أن قام برحلة عمل إلى جاكرتا وكان من المقرر أن يعود إلى عائلته.
الوصية الأخيرة
وقالت زوجته سوسيلاواتي بونجاهيلاريا لشبكة "CNN" إنها تحدثت معه قبل وقت قصير من الإقلاع. وقالت: "كانت رسالته الأخيرة لي ألا أنسى اصطحاب ابننا إلى الطبيب لأنه يعاني من الحمى". قالت إن ابنها البالغ من العمر خمس سنوات يسأل باستمرار عن مكان والده.
وقدم الرئيس جوكو ويدودو تعاطفه مع جميع الضحايا يوم الأحد. وقال "نبذل قصارى جهدنا للعثور على الضحايا وإنقاذهم ونصلي جميعًا من أجل العثور عليهم". كانت بانكا ويديا نورسانتي، وهي معلمة بالمدرسة الإعدادية في بونتياناك، عائدة بعد إجازة في بلدتها تيجال في وسط جاوة. في بونتياناك، روى زوجها رفيق يوسف الإدروس آخر اتصال له معها.
قال: "كنت أمزح بالقول إنها عندما وصلت بونتياناك كنا نأكل الساتي معًا". اتصلت بي عبر Whatsapp في الساعة 2.05 مساءً بالضحك. كانت تستقل الطائرة بالفعل وقالت إن الأحوال الجوية لم تكن جيدة. قلت صلوا كثيرا من فضلك. وقال صياد يدعى صليحين لـ”بي بي سي” إنه كان في البحر عندما شاهد تحطم الطائرة في المياه بالقرب من سفينته. سقطت الطائرة مثل البرق في البحر وانفجرت في الماء. كانت قريبة جدًا منا، شظايا نوع من الخشب الرقائقي كادت أن تصطدم بسفينتي.
كنا نظن أنها قنبلة أو تسونامي منذ ذلك الحين رأينا تناثرًا كبيرًا من الماء. "كانت السماء تمطر بغزارة وكان الطقس سيئًا للغاية... لقد صدمنا للغاية ورأينا مباشرة حطام الطائرة والوقود حول قاربنا."
قال سكان محليون في جزيرة مجاورة إنهم سمعوا دوي انفجارين قبل اكتشاف قطع معدنية وكابلات وشظايا بنطلون جينز تطفو في البحر.
الطائرة المفقودة هي من طراز أقدم من طائرة بوينج 737 ماكس التي تعرضت لحادثين قاتلين سابقين -بما في ذلك تحطم شركة ليون إير الإندونيسية في عام 2018 والذي أسفر عن مقتل 189.
وقال وزير النقل بودي كاريا سومادي إن الرحلة المنكوبة تأجلت لمدة ساعة قبل أن تقلع في الساعة 2.36 مساءً. لكن الطائرة اختفت عن الرادار بعد أربع دقائق، بعد أن اتصل الطيار بمراقبة الحركة الجوية ليصعد إلى ارتفاع 8839 مترا.
لم تقل سريويجايا إير، التي تطير إلى وجهات في إندونيسيا وجنوب شرق آسيا، سوى القليل عن الطائرة، التي كانت تقلها في السابق شركة كونتيننتال إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز. لم تسجل شركة الطيران الإندونيسية أي حادث تحطم قاتل منذ أن بدأت عملياتها في عام 2003.
اقرا أيضاً: شهود عيان يروون اللحظات الأخيرة للطائرة الإندونيسية المنكوبة ..تعرف على التفاصيل
جوجل نيوز
