عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مش وقت الربح الحرام!

مش وقت الربح الحرام!

الميا والهوا.. هما سر الحياة! وقد نتمكن من الاستغناء عن العنصر الأول لفترة قصيرة.. ولكن الهواء لا يمكن الاستغناء عنه ولو لدقائق.. حيث يتنفس الإنسان والكائن الحي؛ ما بين 16 إلى 20 مرة في الدقيقة الهواء المحمل بالأكسجين.



 

فهل يعقل أن تتحكم شركات أو أفراد في سر حياة الإنسان؛ أو تدخل في موجة الجشع ومحاولة تحقيق الربح الحرام؛ نتيجة امتلاكها إكسير الحياة.. في تلك الفترة العصيبة التي نمر بها جميعا؛ ولا تقف عند حد معين سواء كان غنيا أو فقيرًا؛ وزيرًا أو غفيرًا؛ كبير السن أو صغيرًا؛ مريضًا أو سليمًا.

 

“الله سبحانه وتعالى” إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.

 

وبالتالي لا أحد بعيد عن الإصابة.. وطبعا عرفتم أتحدث عن إيه؟ أزمة كورونا كوفيد-19؛ في الموجة الثانية.. وتزايد الإصابات والطلب على استهلاك سر الحياة وهو الأكسجين.. والمتاجرات غير الآدمية في سعر الأكسجين حتى وصلت الأنبوبة إلى ما يزيد على ألفي جنيه والإيجار يتجاوز مبلغ 300 جنيه.. فماذا يمكن قوله؟

 

وذلك في الوقت الذي قامت فيه شركات كثيرة بمضاعفة إنتاج الأكسجين لتوفير الاحتياجات المطلوبة؛ بعد ارتفاع الاستهلاك اليومي من الأكسجين الطبي الذي كان يتراوح بين 200 و250 ألف لتر، بينما ارتفع الاستهلاك اليومي ليتراوح بين 400 و600 ألف لتر يوميا، طبقا لتقديرات وزارة الصحة مع تزايد أعداد مصابي فيروس كورونا.

 

وبالفعل؛ سبحان مبدل الأحوال فقد كانت أسطوانات الأكسجين، من المستلزمات الطبية قليلة الاستخدام؛ والطلب عليها محدود، مقارنة بالمستلزمات الطبية الأخرى، ولكن فجأة تضاعف الطلب على شرائها مع اشتداد كورونا، وازدياد الحاجة إلى أجهزة تنفس صناعي لبعض الحالات، نظرًا لتدهور حالتهم، كما زاد الإقبال بشكل كبير على مصانع الغازات الصناعية التي تنتج غاز الأكسجين، حيث لم تعد تلجأ إليها المستشفيات المتعاقدة معها فقط، إنما أصبحت السبيل لكثير من الموزعين والمرضى الذين يترددون عليها من مختلف المراكز والمحافظات لتعبئة أسطوانة الأكسجين.

 

ويا ليتنا نعلم؛ أن الله يجعلنا نمر بالأزمات.. حتى نتذكر نعمه علينا.. حيث يحكي رجل أجنبي كبير السن 80 عاما أنه أصيب بالفيروس وكان في حاجة إلى الأكسجين وتم توافره في المستشفى؛ حتى تم شفاؤه بأمر الله؛ وعند سداد فاتورة العلاج بالمستشفى.. كان رقما كبيرا بآلاف الدولارات! فسأل المريض مدير المستشفى لماذا تلك الأرقام العالية؟ قال له: ثمن استهلاك الأكسجين للقدرة على التنفس طوال فترة العلاج. فخرّ الرجل الأجنبي بصورة تلقائية في الأرض ساجدا مثلما يرى المسلم عند الصلاة. فسأله الطبيب لماذا تعمل ذلك؟ أجابه: لأنني عشت سنوات حياتي أتنفس الأكسجين في الهواء دون مقابل من ربنا.. والآن عرفت قيمته عندما مرضت.

 

فبالله عليكم كيف نتحكم ونتاجر في دواء مهم لإنقاذ حياة المريض اسمه أسطوانة الأكسجين وتطبيق مبدأ "اخطف واجرى" كفرصة لتحقيق ربح على حساب أرواح الناس المريضة؛ بعد أن أصبح الحصول عليها في الوقت الراهن أمرًا شاقًا؛ سواء لارتفاع سعرها بشكل مبالغ فيه أو لعدم توافرها من الأساس في المستشفيات والصيدليات.

 

وألستم معي؛ أننا لسنا في وقت الفهلوة المصرية؛ بل في وقت التكاتف للخروج من عنق زجاجة تلك الأزمة.. من خلال تقديم كل فرد ما يستطع تقديمه فإذا كانت زكاة الفطر تم إجازة تقديمها قبل حلول شهر رمضان المبارك؛ فمن الواجب مراعاة الضمير على تصرفاتنا؛ والضرب من حديد على كل من يتاجر ليس بقوت الحياة وإنما بالحياة نفسها!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز