عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كل الحكايات تبدأ وتنتهى إلى سعاد حسنى!!

كل الحكايات تبدأ وتنتهى إلى سعاد حسنى!!

رحل صفوت الشريف لنعيد قراءة حكايته مع سعاد حسنى، كل القصص التي عاشها صفوت تشعرك أن العامل المؤثر وربما الوحيد هو علاقته مع سعاد، فى البداية اغتال أو خطّط لاغتيال عمر خورشيد، لأنه طالبه بأن يبتعد عن مطاردة سعاد، وأن عبدالحليم تراجع عن الزواج منها بسبب الأشرطة التي يحتفظ بها صفوت، شاهدها عبدالحليم فأوقف كل شىء، العائلتان (حسنى وخورشيد) جددا العزاء فى سعاد وعمر، انها مجرد (فتفوتة)، صارت وليمة والكل ينهش ويغرز أنيابه.



 

أتابع على أكثر من موقع قصصًا مختلقة عن سعاد حسنى، تتناول مذكرات سعاد كما كتبتها بخط يدها، أو عن طريق صحفى محترف، غادرتنا سعاد قبل نحو 20 عامًا، وطبقًا للأوراق الرسمية بسبب حادث انتحار فى لندن، بينما الحكايات المتداولة، تؤكد أن هناك من قتلها.. بحجة أن لديها أسرارًا قررت فجأة أن تبوح بها.

 

طوال السنوات الماضية ونحن نقرأ من أقرب الناس إليها أنهم يحتفظون بالكثير، ولا نرى فى النهاية حتى القليل، ممكن مثلًا نقرأ كلمة تهنئة بخط يدها توجهها لأحد من أبناء أشقائها فى عيد ميلاده، مجرد رسالة مقتضبة، إلا أن ما نتابعه الآن، حكايات ممتدة زمنيًا، شملت ثلاثة عهود من رؤساء الجمهورية عبدالناصر والسادات ومبارك، كما أدخلوا أيضًا العقيد معمر القذافى طرفًا أصيلًا، طلب أن يدفع الملايين لشراء الأشرطة المزمع أنها التقطت لها.

 

الجزء الوحيد الحقيقى فى كل ما تابعناه هو محاولة تجنيد سعاد حسنى، مثلما فعلوا مع آخرين، لديكم مثلًا فاتن حمامة، التي قررت الهرب إلى بيروت قبل هزيمة 67 بعام أو اثنين، وباءت كل المحاولات لإعادتها بالفشل، بينما مع سعاد حسنى يبرز اسم صفوت الشريف رئيس هيئة الاستعلامات فى نهاية زمن السادات، ووزير الإعلام الأسبق فى زمن مبارك، والذي كان أحد رجال المخابرات خلال حقبة عبد الناصر، يحمل رتبة مقدم وباسم حركى (موافي)، فى التحقيقات ذكر أنه بعد محاولات لم تكلل بالنجاح رفضت سعاد العمل، وكان المطلوب منها أن تقدم تقريرًا عن زملائها لمعرفة مدى ولائهم للنظام، ومن الممكن أيضًا أن يتم استغلالها فى بعض المهام الأخرى، تذكروا أن عمر الشريف هو أول من مهد زيارة الرئيس أنور السادات لتل أبيب، عندما تواصل مع مناحم بيجين وسأله كيف ستستقبل السادات؟ أجاب وكأنه (المسيح عليه السلام)، وهو ما دفع السادات لاستكمال كل تفاصيل الرحلة وإلقاء خطابه فى الكنيست.

 

من يعرف سعاد يدرك تمامًا أنها من المستحيل أن تتنفس بعيدًا عن الفن، السياسة ليست أبدًا لعبتها ولا ملعبها، تحاول بقدر المستطاع الابتعاد عن المناطق الشائكة، ليس فقط مع الدولة، ولكن حتى داخل الوسط الفنى، سعاد لا تشارك فى أى صراع مع الزملاء، فهل تدخل بمحض إرادتها فى معركة مع جهاز حساس؟.

 

السنوات التي قضتها فى لندن مع نهاية التسعينيات غيرت من ملامحها الكثير، العديد من الفنانين الذين شاهدوها فى تلك السنوات لم يتعرفوا عليها، إلا فقط من نبرات صوتها، مما كان يثير بداخلها الكثير من المخاوف، السندريلا لم تعد سندريلا، كانت سعاد فى حالة إنكار للزمن، لعبت بطولة الفيلم الشهير ( خاللى بالك من زوزو) عام 72 وكان عمرها وقتها 30 عامًا، وتؤدى دور فتاة فى العشرين، وظلت سعاد متوقفة نفسيًا عند هذا الرقم، وعلى جهاز (الأنسرماشين) احتفظت بأغنية (زوزو النوزو كونوزو)، أصيبت بالعصب السابع، استتبع العلاج بـ(الكورتيزون) فزاد وزنها، وسجلت لإذاعة (بى بى سي)، رباعيات صلاح جاهين، بعد أن أوقف رئيس الوزراء المعاش الذي كانت تدفعه لها الحكومة. كل الملابسات تؤكد أنها انتحرت، ولهذا رفض النائب العام المصري قبل بضع سنوات الطلب الذي تقدم به عدد من ورثة سعاد لإعادة تشريح رفاتها، ورغم ذلك فإنهم لم يتوقفوا عن تكرار الطلب، تم تزوير قبل بضعة أعوام وثيقة زواجها من عبد الحليم حافظ.

 

الكل يحكى ويفتى ويجرح، وينالون من سيرتها، لديهم فقط فتفوتة أحالوها إلى وليمة شيطانية والكل يغرز وينهش فيها أنيابه !! 

 

من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز