خمسينية تلجأ لعزل نجلها بغرفة حديدية لإصابته بمرض غريب.. "إليك التفاصيل"
الدقهلية - مي الكناني
أيام قاسية تعيشها "أم محمد"، صاحبة الـ54 عامًا، بعد إصابة نجلها الوحيد بانفصام في الشخصية، ولم تفقد الأمل يومًا في علاجه، أو تستسلم لظروفها القهرية وتتركه يواجه مصيره، بل لجأت لحيلة أخرى لتتمكن من السيطرة عليه.
ربما يعجبك
داخل شقة صغيرة في الطابق الأرضي بإحدى حواري عزبة الشال بمدينة المنصورة، تسكن الأم رفقة ابنتيها ونجلها، والذي خصصت له غرفة أشبه بالسجن، بابها حديد يصعب عليه كسره، ومكبل اليدين والقدمين، هكذا تخيلت الأم أنها تحمي فلذة كبدها، وتسيطر على فرط حركته وعنفه الزائد.
تارة تجده هادئا، وأخرى تنتابه حالة هياج شديدة تغيبه عن وعيه، ويتعدى بالضرب على أسرته، ويكسر ويدمر ما يقابله دون تفكير.
تروي الأم معاناتها وتقول، إن نجلها يبلغ 35 عامًا، وكان يعمل مبلط سيراميك، وقبل 16 عامًا ظهرت عليه أعراض عزلة مفاجئة، وترك عمله ومنزله، وأقام بالمقابر وأسفل الكباري.
وتضيف أنها عرضته على أكثر من مستشفى وطبيب، لكن لم يتوصل أحد لسبب مرضه، كما عرضته على شيوخ دون أي جديد.
وتشير إلى أنه تم إيداعه بمستشفى دميرة للصحة النفسية لمدة 3 أشهر فقط، وأكد الأطباء أنه مصاب بانفصام بالشخصية، وقرروا خروجه لعدم جدوى العلاج وسوء حالته.
وتتابع أن والد محمد كان الوحيد القادر على كبح جماحه، والسيطرة عليه وقت ثورته، لكنه توفي منذ 3 سنوات، وتركها تواجه مصيرها المظلم بمفردها.
حاولت الأم السيطرة على الابن مثلما كان يفعل زوجها، حتى فاض كيلها، فهو غير مدرك ما يفعله، وينهال عليها بالضرب كالوحش، ولا تستطع صده، ما دفعها للتفكير في حبسه داخل غرفة بباب حديدي، وتكبيل يديه وقدميه، والتعامل معه من خلف "السجن الافتراضي"، خوفا على حياتها، وحتى لا يؤذي نفسه.
تستطرد الأم حديثها وتقول: "هعيش معاه إزاي، مفيش أم تحبس ابنها، بس دا حماية ليه لأنه مش في وعيه، دي الطريقة الوحيدة اللي قدرت أشيل أذاه عني وعن الناس، وعن نفسه بردو، هنا هو تحت عيني، وبدخله الأكل جوة الأوضه وبياكل بشراهة جدا، بس رافض العلاج".
وتؤكد الأم المكلومة أنها لا تعمل، وتعيش بمعاش قيمته 900 جنيه تنفق منه على ابنتيها وابنها، مناشدة المسؤولين بوزارة الصحة بعلاج نجلها، قائلة: "يتعالج بس دا كل اللي عيزاه، المفروض هو راجلي الوحيد بعد موت أبوه، لكن ظروفه كدا".
جوجل نيوز
