عاجل
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

قبائل الطوارق

قبائل الطوارق
قبائل الطوارق

لم تكن المعطيات الطبيعية والمناخية لموطن قبائل صنهاجة الصحراء تساعد على قيام زراعة، وبالتالي لم تكن تساعد على استقرار البشر، من ثم كان الترحال أهم سمات نمط عيش بربر الصحراء، ومنهم الطوارق، وظل الرعي أساس اقتصادهم، فكانوا دائمي البحث عن الماء والكلأ لماشيتهم، وهي ظروف دفعتهم للاحتكاك بالقبائل السودانية المستقرة. 



ينتسب الطوارق إلى صنهاجة، وهم ظواعن في الصحراء رحالة لا يطمئن بهم منزل وليس لهم مدينة يأوون إليها، ومراحلهم في الصحراء مسيرة شهرين ما بين بلاد السودان وبلاد المغرب الأقصى، وهم على دين الإسلام، وقد اختلف المؤرخون في نسب الطوارق، فمنهم من نسبهم إلى حِمير، ومنهم من رفعهم إلى قبائل لمطة ومسوفة، ومنهم من يرى أنهم هجين من العرب والبربر. 

 

 

وانقسم الطوارق عدة أقسام، وفي هذا الصدد يقول ابن خلدون: "هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون المواطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب.. واتخذوا اللثام خطامًا تميزوا بشعاره بين الأمم، وعفوا في تلك البلاد وكثروا وتعددت قبائلهم من كدالة، ولمتونة، فمسوفة، فوتريكه، فزغاوة، ثم لمطة أخو صنهاجة كلهم ما بين البحر المحيط بالمغرب إلى غدامس من قبيلة طرابلس وبرقة".

 

 

وعمل كثير من الطوارق في التجارة عبر الصحراء، وعلى طول طرق القوافل الرئيسة كمسؤولين عن حماية القوافل وتأمينها، وتخصصت مجموعة منهم في النقل النهري، وأخرى تعاونت مع الأنظمة المستقرة في التجارة الصحراوية، كما عملوا في حرفة الزراعة وشاركوا الفولاني في تربية رؤوس الماشية، واحترف البعض الآخر من الطوارق الغصب واللصوصية، حيث كانوا ينقضون في فترات الضعف والفوضى على مملكتي مالي وصنغي، ويعملون فيهما النهب، وقد ساعدهم على ذلك كثرة ترحالهم، وكان القائمون بهذه الأعمال من طبقة الرقيق والأقنان من الطوارق، ومن المرجح أن هذه العناصر كانت عاجزة عن كسب رزقها ولهذا اتجهت إلى احتراف أعمال السلب والنهب.

 

 

وقد شهد الطوارق عدة صراعات مع بعض حكام السودان الغربي، حيث حاولوا الانفصال عن مملكة مالي الإسلامية واتخذوا من مدينة تنبكت قاعدة لهم، بعد قيامهم بالاستيلاء عليها عام (873ه/ 1433م) ونصّبوا عليها حاكمًا تابعًا لهم يُسمى "تنبكت كي محمد نض"، وذلك مقابل أن يدفع جزية مقدارها ثلثي موارد المدينة.

 

 

وعندما ارتقى سني على عرش مملكة صنغي (869-898ه/ 1464-1492م) اتبع محمد نض سياسة هادئة معه، ولكن بعد وفاته تولى ابنه عمر الحكم، والذي كان يرفض نفوذ سني علي، فتحالف مع الطوارق ضده لكن بعد أن انقضى التحالف أرسل عمر يستغيث بسني علي، الأمر الذي جعل سني علي يقوم بإرسال جيشٍ كبير استولى على المدينة عام (873ه/ 1468م)، وكان سني قد قرر الاستيلاء على تنبكت لكونها قاعدة لقبائل الطوارق الأعداء اللدودين له، وبسبب هذا العداء تدهور وضع ومكانة قبائل الطوارق في مملكة صنغي، ويرجح مما سبق أن الطوارق هم بربر صنهاجة اختلطوا بالعناصر السودانية، ونقلوا الإسلام إلى تلك المناطق وأسسوا مدينة تنبكت.   

 

مدرس التاريخ والحضارة الإسلامية – جامعة الأزهر  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز