العالم يتأهب.. حرب متوقعة بين الصين وهذه الدولة "تفاصيل"

أثار البيان الرسمي لوزارة الخارجية التايوانية، الصادر قبل ساعات، والذي بث رسائل تحذير شديدة اللهجة للصين، جدلا كبيرا خلال الساعات الماضية، حول إمكانية نشوب حرب بين البلدين.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الصين أرسلت مزيدًا من الطائرات المقاتلة إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية في استعراض متزايد للقوة، حيث تعهد وزير خارجية تايوان بأن الجزيرة ستقاتل حتى النهاية إذا شنت الصين هجومًا.

وقالت وزارة الدفاع في تايبي إنها سارعت بإرسال الطائرات لبث رسائل تحذير بشأن التوغل الأخير، والذي شمل 12 مقاتلة صينية.

ارتفع استخدام الصين لمثل هذه التدريبات إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي كوسيلة للضغط على تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها بكين جزء من أراضيها. وتعهدت بالاستيلاء على الجزيرة يومًا ما بالقوة إذا لزم الأمر.

جاء التوغل الأخير في وقت تمر فيه تايوان بأحداث عصيبة، بعد وقوع أسوأ حادث قطار في البلاد منذ عقود، والذي أسفر عن مقتل 50 شخصًا، ما دفع الصين لإرسال رسائل تعزية للشعب التايواني، ثم حشدت طائراتها على الجانب الآخر لتهديد الجزيرة.

واتهم وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، بكين يوم الأربعاء بإرسال "إشارات مختلطة للغاية" من خلال إبداء التعاطف مع تحطم القطار أثناء إغراق الجزيرة بمقاتلاتها. قال وو: "أود أن أقول إن هذه السياسة تهزم نفسها".

ازدادت التهديدات الصينية بشكل كبير منذ فوز الرئيسة التايوانية، تساي إنغ وين، في انتخابات عام 2016، لأنها ترفض فكرة أن الجزيرة جزء من "الصين الكبرى".

وشكت تايوان من تكرار أنشطة بكين العسكرية في الأشهر القليلة الماضية؛ إذ تتوغل القوات الجوية الصينية يومياً تقريباً في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية.

في العام الماضي، قامت الطائرات الصينية بعدد قياسي من عمليات التوغل في منطقة الدفاع الجوي التايوانية (ADIZ).

وحذر بعض المحللين والمسؤولين العسكريين الأمريكيين من أن التوترات بلغت أعلى مستوياتها منذ منتصف التسعينيات.

وقال وو إنه لا توجد مؤشرات تذكر على أن الصين مستعدة لتخفيف توغلها منذ أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه. وقال: "إذا قمت بحساب عدد الطائرات الصينية القادمة إلى منطقة ADIZ الخاصة بنا لهذا العام، فإنها ازدادت بشكل كبير عن نفس الفترة من العام الماضي".

وقال وو، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بسبب احتمالات نشوب صراع. وصرح للصحفيين في مقر الوزارة «حسب فهمي المحدود لصنّاع القرار الأميركيين الذين يراقبون التطورات في المنطقة، من الواضح أنهم يرون خطر احتمال أن تشن الصين هجوماً على تايوان». 

وأضاف «نحن مستعدون دون شك، للدفاع عن أنفسنا وسنخوض الحرب إذا تعين علينا خوضها... وإذا تعين علينا أن ندافع عن أنفسنا إلى النهاية سندافع عن أنفسنا إلى النهاية».

على الجانب الآخر، قال متحدث عسكري صيني، إن القوات المسلحة الصينية رصدت وراقبت سفينة حربية أميركية أبحرت عبر مضيق تايوان، اليوم الأربعاء.

وقالت البحرية الأميركية، إن المدمرة «يو إس إس جون ماكين» عبرت مضيق تايوان في إجراء «روتيني»، وذلك في إطار الالتزام الأميركي بحرية الملاحة في المحيطين الهندي والهادي، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت البحرية في بيان «سيواصل الجيش الأميركي الطيران والإبحار والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي».

وتقول الصين، إن أنشطتها حول تايوان تهدف إلى حماية السيادة الصينية. وقد أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تحركات الصين، وقالت إن التزامها تجاه تايوان «ثابت كالصخر».

وازداد التوتر بين تايوان والصين بعد أن فرضت الولايات المتحدة، الداعمة لتايوان، عقوبات على الجيش الصيني في الأعوام الأخيرة، إلى جانب الحرب التجارية بين البلدين وتعزيز تايوان والصين المتزايد لوضعيهما العسكري في بحر الصين الجنوبي.

وتدهورت العلاقات بين الصين وتايوان أكثر منذ تسلم تساي إينغ ون، رئاسة تايوان في عام 2016، وتنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يميل للاستقلال.

تتمتع تايوان حالياً بحكم ذاتي على الرغم من أن بكين تعدها إقليما متمردا على سلطة جمهورية الصين الشعبية الكبرى و"لا يجب أن تتمتع بأي نوع من الاستقلال".

أما تايوان فترى أنها الأحق في حكم كل من تايوان وجمهورية الصين الشعبية.

وكان الرئيس الصيني قد قال أكثر من مرة في خطابات مختلفة إن: "الطرفين- في إشارة إلى الصين وتايوان- يمثلان جزءا من العائلة الصينية"، وإن مطالب استقلال تايوان كانت تيارا معاكسا للتاريخ لا مستقبل أمامه".