عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سر الخشوع وأركان الخضوع

الخشوع... هو حالة نفسية.. تأمر بها اعضاء الجسم النفس.. فى امر عكسى لأوامر النفس للجسم.... ... النفس هى تلك الطاقة التي تحرك الجسد وتأمر خلاياه بالتمدد والإنقباض.



 

 مثال» النفس هى من تأمر اليد بالامتداد لتناول الطعام عند شعور المعدة بالجوع…

 

مثال٢» عندما تنام وتغلق عينك..  تنشط خلايا المخ والقلب لتجعل الدورة الدموية مستمرة ويتحرك الجهاز التنفسي والهضمى..  دون تدخل العقل الواعى..  وبين ذلك يعمل المخ تلقائيا بترجمة اشارات الطيف (الأحلام)  كما تعمل الحواس الأربعة (الشم واللمس والتذوق والسمع)  فى غياب الحاسة الخامسة النظر وكذلك غياب الحاسة السادسة.. الفكر الواعى..وتنشط الحاسةالسابعة(الاستنباط التلقائى).. او (الإدراك الحسى التلقائى) ... ..... انها النفس التي تحرك الجسم فى الوعى واللاوعى... .... هى الآمرة.. المسيطرة...  لكن خطورتها..  تكمن فى اتباع أوامرها كاملة.... فإن الاستجابة لمجرد السمع يضع العقل فى متاهة لملايين الاصوات المنطلقة حول الجسم... ويكون الخشوع فى هذه الحالة..  هو الانتباه لبعض الاصوات المعينة وتجاهل بقيتها..  وتسمى هذه الحالة بخشوع السمع..  بمعنى خضوعه لصوت معين ينتبه له حسيا وادراكيا... كذلك فى حاسة الشم والبصر.. 

 

 

فان الروائح والمناظر من حولنا..  تجعل البعض ينفر والاخر يعيد نفس الاحساس..  وهذه استجابة لطاقة النفس التي اتحدت مع الجسد وجعلته يحب شيئا ويكره الاخر... وتحديد الحاسة يكون نابع من ارادة الجسم..  وليس النفس.. بمعنى ان الجسم يخضع حاسته لشئ معين..

 

 

  وينفر بحواسه من شئ آخر..  فما أجمل ان تخضع بحواسك كاملة للخالق الذي خلق نفسك التي تأمرك بأن تستجيب لرغباتها.

 

 

وهنا يكون الخشوع لله وحده..  ان تجعل جسمك يأمر محركته(النفس) بأن تتوقف عن شهواتها..  وتكبح جماحها... .... لكن الذي يحدث عادة هو..  الاستجابة للنفس..  وهذا يسمى الخضوع الى الهوى.. .... وتلك النفس تستجيب للحواس التي تحركها..  فهى ترتعب من البصر..  وتنفر من المناخ..  وتتألم من الجوع.. 

 

 

وتصرخ من اللمس.... لو تركنا النفس..  حرة..  هى سوف تقيد نفسها بحواس الجسم.. وبالتالى فان النفس ستقوم بعملية مجاهدة لتخضع هى لما تحبه..  ويكون الصراع بين العقل الواعى والنفس فى تلك اللحظة.. ينتصر العقل الواعى على النفس اذا كان طهرا من الافكار المريضة.. . وتتغلب النفس على العقل الواعى فى حالة امتلاء العقل بالمردود السئ العكسى للقيم والأخلاق... .. مثال... عندما يشعر الجسم بالجوع.. فإن النفس تأمر العقل الواعى المريض..  بإرتكاب جريمة من اجل اشباع الرغبة... لكن العقل الواعى المتفتح  ..  قد يطضر لتحمل الم الجوع ولا يقدم ابدا على فعل شئ مخالف للأعراف والقوانين..

 

 

 الخشوع للأمر الواحد.. واجبار النفس على اطاعته..  يسمى خنوع.. والخنوع هو..   التذلل بكل الحواس وجعلها بلا تأثير على المردود النفسى..  وعدم الاستجابة لأى من متطلبات الحواس..  حتى التغلب على شعور البرد والجوع والعطش .. وهو يأتى بعد مرحلة الخضوع..  .. والخضوع هو تأخير مطلب النفس على مطلب العقل.. وجعل الاحساس الشعوري..  مهزوما امام الفكر... ... وهنا.. الأمر كله يترتب على العقل الواعى.... فانك ان رفضت بعقلك الخضوع الى شئ معين..  سوف تخضع نفسك تلقائيا الى نقيضه....

 

... فالأنسان الذي يخضع لشهوة الطعام مثلا..  لا يصبر ابدا على تحمل الجوع... ويتذلل بحواسه كاملة فى سبيل تحقيق تلك الشهوة... فلا يعنيه شعور الثقل والتخمة والاحباط البدنى...ولا يعنيه مظهره الجسمانى.. ويتقبل الذم فى تلك الناحية... على النقيض..  الانسان الذي يخضع لشهوة المظهر.. يخضع حاسته ويتحمل الجوع ويقوم بتمارين شاقة يداوم عليها لساعات..  ويمل من الجلوس بلا حركة.

 

 

حاسة واحدة..  تجبر باقى الحواس على الخضوع لرغبتها... ..... وهنا تاتى اركان الخضوع.... خضوع لشهوة معينة..  سواء كانت..  طعام..  مظهر.. سمع..  بصر..  لمس..  .. كلها حواس تريد فرض شعورها على باقيتها... ... وتجعل الجسم فى حالة نفور اذا ارادت حاسة اخرى فرض شعورها.... ... ويأتى دور الخضوع النفسى..  فى التحول الى خضوع للمخلوق... هو الكارثة بعينها... فأنت تهتم بمظهرك من اجل مخلوق يراك.(شهوة الشهرة) تتذلل الى مخلوق يصنع لك الطعام (شهوة الإمتلاء) تتحمل الاهانة... فى سبيل تحقيق مكسب دنيوى(شهوة المال) تتحمل المشقة.. من اجل ارضاء مخلوق..(شهوة السلطة) تقاسى الاهوال.. من اجل العزوة والكثرة العددية (شهوة البنين) .... الخ~~ ....

 

 

لكن العقل الواعى المدرك للحقائق.. يحاول الموازنة بين الشهوات..  فلا يضع لشهوة معينة زمام الأمور... وهذا لا يتحقق أبدا..  الا اذا ارجعت النفس لخالقها .... ان الله جعل لنا حواسا..  وجعل تقسيم وجودها فى الجسم على حسب اولوياتها..  فى الأعلى المخ الذي يوازن بين الامور.. وفى المقدمة العين التي ترى وتقدر وفى الخلف الأذن التي تسمع وتجعل العين تنتبه وفى الوسط القلب..  الذي يدير العمليات بكاملها واسفل منه المعدة التي لا تهدأ ابدا وفى الأسفل الحواس التكامليه التي من المفترض ان تكون متحكم فيها بشدة حسب ترتيبها المتدنى...

 

 

 

 الحاسة الأكبر..  الباقية..  التي ستحاسب عن جميع الحواس هى حاسة الفكر... وموقعها بين المخ والقلب وتشمل العين والأذن... فإن اخضعتها لحاسة متدنية..  كان هذا خضوعا مذموما..  وان اخضعت الحواس المتدنية لحاسة العقل. 

 

كان هذا خشوعا محمودا...  فإخنع لله بكامل حواسك ترتقى وتنجو ولا تخضع نفسك لشهوات زائلة فانية. .  لأن المظهر والامتلاء والشهرة والمال والبنين.والسلطةوالنفوذ .  كل ذلك فانى..  ولا يدم الخلود هو اعلى وارقى متطلبات النفس... واذا اردت الخلد فلا تبحث عنه فى مكان فانى... بل ارتقى لتصل الى الخلد فى جنة الخلد.... دمتم بخير طالما خيرتم عقولكم على شهواتكم... 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز