عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. علي موسى يكتب: الرحمة ربّة النفوس

د. علي موسى
د. علي موسى

تُبلسمُ بدفئها العلاقات مع الآخرين وتعضدها بروحِ الاتصالِ الوجداني، وبدونها تُصبح الحياة جافة جداً وتفقدُ قيمتها ولا يصبح للاحاسيسِ بها والعواطفِ اي معنى، فلو تراحم الناس فيما بينهم ما بقي بين طياتِ الوجودِ محتاج ومكسور لان تراكيب القسوة وتراتبها في المجتمعِ هو من ينتج تلك الشرائح المجتمعية المُهدمة.



 

وكما هو حال ايُ ظاهرةٍ مُنتجةٍ لفئةٍ كبيرةٍ من الفقراءِ نجدها تنبع من دوافعٍ ومسبباتٍ عديدة وعلى تماسٍ مُباشر بارضيةِ النفوس الثرية روحاً لا جيباً لان الكرم واستشعار المحتاجين ينبع من ذاتِ الانسانِ لا من جيبهِ، ومن يُراعي كرامة السائل وتعففهِ ويحرص حرصاً شديداً على اخفاءِ وجههِ او اخفاء جنسيته، كما هو الحال في بعض المعالجات الانسانية النبيلة التي نشاهدها من أصحاب المحال في الوقت الراهن وهم يخصصون أماكن مُعينة للمحتاجين ويضعون فيها مواد غذائية توزع مجاناً، والبعض يذهب لبيوتهم سراً من أجلِ زرعِ البسمةِ على وجوههم.

 

كل هذا دليل على الرحمةِ في قلوبِ هؤلاء علماً بأن الرحمة لاتشترى ولا تلقن بل هي ربّة في أعماقِ القلوبِ النقية تفرض على الجميع رسالتها وبصمتها بأدوارٍ مختلفةٍ لاكمالِ سلسلةِ الحياة التي كلما قدمت فيها خيراً واسعدت بها قلباً ورسمت ضحكة سوف تكون سفيراً وصانعاً للجمال والإحسان ورسولاً للمحبةِ والسلامِ وغيمة تمطرُ عطاءً وسخاء أو لعلك وردة بيضاء تبثُ أريج عطرها وخيرها أينما حلت باعتبار ان خير الناس أنفعهم وان جمال الحياة ونظامها يبدأُ بالتعاونِ والرحمةِ والعطف لأن الصفات الانسانية وجوهرها ليست ديناً وإنما رتبة اخلاقية يصلُ لها البشر بالتكامل الانساني.

النرويج- الموسوي  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز