عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تقرير أمريكي يرصد تجربة مصر في الصمود الاقتصادي أمام عاصفة كورونا

نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي تقريرا حول تعامل دول الشرق الأوسط مع التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، متطرقا للدور الإيجابي لمصر في تجاوز هذه الأزمة بنجاح.



 

 

وأكد التقرير أن مصر من أبرز دول المنطقة التي نجحت بشكل كبير في تخطي التداعيات الاقتصادية الخطيرة لتفشي الوباء العالمي.

 

مشيرا إلى أن مصر انفتحت بشكل كبير. وتمكن المصريون في الغالب من مباشرة حياتهم دون قيود. رغم أن التطعيم بطيء حتى الآن، حيث أعطت مصر أقل من جرعة واحدة لكل مئة شخص.

 

وتطرق التقرير إلى أن الحكومة المصرية نجحت في التعامل مع تداعيات  تعطل قطاع السياحة، مؤكدا أن الآثار المباشرة وغير المباشرة لغياب السياحة بسبب الوباء، تمس أكثر من 10 في المئة من العمالة وما يصل إلى 20 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في ذروة السياحة، ورغم ذلك استطاعت مصر احتواء الأزمة.

 

وتطرق التقرير فيما بعد إلى الوضع في البلدان الآخرى بالمنطقة، مؤكدا أن دول الخليج كانت الأكثر تأثرا في بداية الأزمة، وذلك بسبب تراجع أسعار النفط، وتوقف السياحة.

 

وأشار التقرير إلى أن تجميد السفر للحج في السعودية، والسياحة العابرة في الإمارات وقطر، وتوقف هذا القطاع بين عشية وضحاها تقريبا، كان له بالغ الأثر على اقتصاد هذه الدول.

 

بجانب انخفاض الطلب العالمي على الطاقة الذي أدى إلى تراجع أسعار النفط، ما تسبب في تفاقم الأزمة، مع عدم وجود دلالة واضحة على الطريق للعودة إلى مسار الانتعاش.

 

لكن مع الانتقال من فصل الخريف إلى الشتاء، بدأ التحول في الوضع في الخليج للأفضل، حيث أحدثت اللقاحات فرقا كبيرا في دول مثل الإمارات.

 

وكثفت دول خليجية أخرى جهود التطعيم حيث أعطت البحرين 70 جرعة لكل مئة شخص، وقطر 50 جرعة؛ ونتيجة لذلك، ينخفض منحنى الإصابة في البحرين، فيما ظل معدل الإصابة ثابتا في قطر. غير أن السعودية تأخرت جزئيا في ذلك نظرا إلى حجم الدولة وسكانها، لكنها تلحق بالركب ويشهد منحنى العدوى فيها انخفاضا أيضا.

 

وبينما كانت كل هذه الدول تخشى أن تتحول التجمعات في شهر رمضان إلى فعاليات من شأنها أن تتسبب في تفشي فائق السرعة للفيروس، فإن الوتيرة السريعة للتطعيمات تبعث الأمل في أن الأسوأ قد أصبح شيئا من الماضي.

 

ومن جهة أخرى، فإن تعافي أسعار النفط العالمية يعني أن الحكومات لديها وفرة مالية كبيرة لتعزيز الاقتصاد.

 

لقد كان عاما صعبا بالنسبة إلى دول الخليج، لكنه لم يكن عاما كارثيا. 

 

وهناك دول أخرى أقل حظا حيث شهد الأردن ارتفاعا في عدد الإصابات في شهر سبتمبر الماضي، ومع وجود قطاع غير رسمي كبير، كانت مهمة الحفاظ على أجور العاملين وتوفير الغذاء لهم عبئا ثقيلا للغاية في ظل قيود صارمة.

 

وفي العراق، ارتفع عدد الحالات طوال الربيع، وظلت مستويات التطعيم أقل من جرعة لكل مئة شخص.

 

وشهد اقتصاد العراق انكماشا بنحو 10 في المئة العام الماضي، جراء الضغط الذي شكلته تداعيات كوفيد – 19 وانخفاض إنتاج النفط وبيعه بأسعار منخفضة.

 

ولا تزال بعض البلاد تعاني من سياسات داخلية تفتقر للإدارة الجيدة وأصبحت سمة لها، وتفاقمت جراء معارك بالوكالة في البلاد تذكي نيرانها دول مجاورة (إيران تحديدا).

 

وتعرضت إيران لضربة أشد، جراء معاناتها من عدد أكبر من حالات الوباء، وانخفاض عائدات النفط بشكل أكبر، ونظام عقوبات قاس.

 

ويعاني لبنان من أزمة مالية، حيث يعيش حوالي نصف السكان الآن في حالة فقر، وقد وضع الوباء عبئا ثقيلا على منظومة الرعاية الصحية المتردية بالفعل.

 

وحوالي 80 في المئة من سكان سوريا فقراء الآن، ويبدو أن مرض كوفيد – 19 ينتشر سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو المعارضة. فيما لا يزال اليمن على شفا الانهيار تماما، ويمكن أن تكون لأي انهيار في أي من تلك الدول تداعيات على الشرق الأوسط بأكمله.

 

وربما تكون هناك صورة مصغرة لانقسام المنطقة في إسرائيل، التي قادت العالم في التطعيمات السريعة، والتي تعتبر ليست بعيدة عن السلطة الفلسطينية، التي يبلغ معدل التطعيم فيها حوالي ثلاثة في المئة.

 

وبينما تقيّد إسرائيل منذ فترة طويلة دخول الفلسطينيين إلى أراضيها والتزمت بتطعيم أكثر من 100 ألف فلسطيني يعملون في البلاد أو المستوطنات، فإنه يبدو من غير المرجح أن يحترم المرض والبؤس على الجانب الفلسطيني من الخط الأخضر الحدود.

 

وأشار جون ب. الترمان نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي في تقريره إلى أن هناك حقيقة مثيرة للقلق تتمثل في أن هناك تباينا كبيرا بين الدول التي كان أداؤها أفضل في التصدي لفيروس كورونا وتلك التي كان أداؤها أسوأ، وأن هذا سيؤدي إلى تقسيم المنطقة بشكل أكثر وضوحا إلى دول غنية وأخرى فقيرة.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بينما من غير المرجح أن يتسبب الوباء نفسه في حدوث انهيار، إلا أنه أحدث دمارا على وجه التحديد في البلدان الأكثر ضعفا. وبالنسبة إلى الكثير من هذه الدول فسوف يلقي الوباء بظلاله على تطورها على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لعدة سنوات قادمة.

 

واختتم الترمان تقريره بقوله إن الدول ذات الدخل المتوسط والفقيرة في الشرق الأوسط تعتمد على الدعم من جيرانها الأكثر ثراء في أوقات الشدة. لكن هذه المرة قد يكون الوضع مختلفا، حيث تركز دول الخليج على التعافي المحلي والاستثمارات لمواكبة التحول العالمي القادم للطاقة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز