عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عبد الله كمال.. "الألمعي" المحفور في الذاكرة

عبد الله كمال.. "الألمعي" المحفور في الذاكرة

7 سنوات مرت على رحيل أستاذ جيلنا، الذي رحل في ريعان الشباب، واستطاع أن يكون أستاذًا لجيلٍ من الصحفيين في مصر المحروسة.



 

7 سنوات يعيش بيننا

اليوم الأحد 13 يونيو 2021، تمر 7 سنوات على رحيل الكاتب الصحفي الكبير مقامًا وقيمة، الصغير سنًا، الألمعي والمتألق عبدالله كمال، أستاذي وأستاذ جيلي، الذي تزيد سنوات رحيله لمعانه وبريقه، على عكس طبيعة الأشياء، أن كل راحل يُنسى إلا هو يظل عصيًّا على النسيان بمواقفه ومهنيته.

منذ أيام قلائل كنا في سيرته مع عدد من الزملاء في "بوابة روزاليوسف"، بحثًا عن مكانته بين عمالقة المهنة محمد حسنين هيكل، ومحمد التابعي، وعباس محمود العقاد، ومكرم محمد أحمد، وإبراهيم عيسى، وعادل حمودة، فكان تقييمي أنه يتفوق على البعض منهم، ويقف على قدم المساواة مع البعض الآخر من هؤلاء العباقرة، وأزعم أنه تقييم ليس متحيزًا، وإن كنت أقل من أن أكون في موقع المقيم لهؤلاء العباقرة.

في الذكرى الأولى لرحيل الأستاذ عبد الله كمال، كنت قد كتبت في صحيفة "البوابة نيوز"، اليومية، مقالاً عنونته بـ"من ذا الذي ينساك وأنت في الذاكرة"، ومرت الأيام والشهور ونقضي العام تلو العام، وأثبتت الأيام أنه عصي على النسيان، ولم أكن فيما كتبت سوى إقرار واقع، ولم أكن مبالغًا في شغل أستاذي عبد الله كمال حيزًا في عقلي ونفسي ولمَ لا وهو الأستاذ المعلم الذي كان يعاملنا بقسوة وكشيمة ، وحنو، المعلم الحريص على مستقبل تلاميذه.

ليس سهلًا، أن أكتب عن القيمة والقامة عبدالله كمال، أمام هذا الرجل تتوه وتتبعثر الكلمات، وتعجز مفردات اللغة، وصف رجل وأستاذ، أجاد في مهنته وأمسك بتلابيبها ونواصيها، حتى تبوأ مقعد الأستاذية، عن جدارة واقتدار.

لم يبخل يومًا بعلمه علينا، وكان دائمًا حريصًا على تأهيلنا مهنيًا، مُصرًا على أن نكون الأفضل بين أبناء المهنة في مختلف المؤسسات الصحفية في مصر المحروسة، حتى أصبحنا نلقى احترامًا وتقديرًا، دونًا عن بقية أبناء المهنة، لا لشيء سوى أننا تلاميذ عبد الله كمال، المعتصمين بمهنيتنا بما نهلناه من معين الكاتب الصحفي الكبير عبد الله كمال، الذي نهل من كل حدبٍ وصوب.

 

كنت كثيرًا ما أستغرب، وأتساءل متى نهل أستاذنا عبد الله كمال، كل هذه الثروة اللغوية، لقد اختصر سنوات عمره القصيرة، ليسبق المعمرين الذين يعيشون من السنوات دهرًا أو يزيد.

اختصر سنوات عمره في إنتاج صحفي يعجز عن إنتاجه عصبة من أصحاب القلم في المهنة، رحل عبد الله كمال ومرت السنوات، وبقي نابضًا بين تلاميذه وأصحاب المهنة، ليؤكد أنه عصي على النسيان.

في السنوات الأولى من وفاته، كنت أحرص مع عدد من الزملاء على زيارته في قبره، وفي آخر مرة كنا في زيارته أتذكر أن أحد الزملاء قال موجهًا حديثه إلى الأستاذ عبد الله ونحن أمام مقبرته: “سنأتي العام المقبل”، ولكن رددت أنا قائلًا: “يا أستاذ عبد الله هذه آخر زيارة لنا”، لأنني كنت أعرف أن هموم الدنيا ستأخذنا، لم ننسه ولكن لم نزره منذ ذلك الحين، وأتمنى أن يأتي يوم نقوم بزيارة، وإن شاء الله يكون ذلك يوم عيد ميلاده في شهر نوفمبر المقبل.. رحم الله أستاذنا الراحل عبد الله كمال.

 

 

عبدالله كمال صنايعي المهنة

 

 

  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز