عاجل
الإثنين 3 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خاص/"الحلوس" .. صنايعي المكواة الحديد الوحيد في الإسماعيلية عاشق للمهنة يستشعر مكواته؟!

الحج مصطفي الحلوس
الحج مصطفي الحلوس

يظل الإنسان في سعيا دائما، ورحلة من البحث عن كل ما كان له قيمة أو أصل، وأندثر مع ظهور الحداثة التكنولوجية والتطور الذي قضي علي العديد من المهن  والأصول التي إعتاد المصريين عليها، منذ بداية العشرينات وحتي اوائل القرن العشرين.



 

تأتي علي رأس تلك المهن التي باتت تختفي وتتلاشي تماما من مجتمعاتنا المصرية الأصيلة، ولم يتبقي منها إلا من كان يملك من الإصرار والتمسك بأصول وعادات قديمة.

 

ومن خلال بحثنا عن "مكوجي" ذو طابع الزمن القديم ، داخل محافظة الإسماعيلية، لم نجد إلا الحج مصطفي الحلوس تلك الرجل الذي قارب علي السبعين من عمره، ولم يتخلي عن "مكواه" المصنوعة من الحديد ثقيل الوزن والذي لن يستطيع حمله أو إستخدامه إلا هو فقط.

 

"الحلوس" أقدم مكوجي داخل محافظة الإسماعيلية، فقد ورث تلك الصنعة من والده الحج عبد الله  الحلوس الذي كان يعمل في تلك المهنة منذ عام 1966، فكان الأبن حريصا بصورة يومية ودائمة علي الذهاب الي محل ابيه ليتعلم أصول تلك الصنعة التي أحبها حتي النخاع .

 

وفي تلك الفترة وحيث كان لم يتعد من عمرة 15 أعوام، لاحظ الطفل الصغير تحكم وسطوة "صنايعي المهنة" علي والده، فكان لا يأتي للعمل إلا في الوقت الذي يراه مناسبا له، كما أنه كان كثير الطلب في زيادة ليوميته،.

 

هنا يقرر الطفل الصغير "مصطفي الحلوس" وتحرير والده من تحكم الصنايعي ،بعد أن أصبح محترفا للمهنة، وبالفعل ظل الحلوس يساعد والده في محل المكواة الحديد، حتي وافته المنية عام 1982 ، ويتولي نجله أمر المحل كاملا.

 

كان مصطفي الحلوس يعمل كفني في إحدي الشركات داخل محافظة الإسماعيلية، ولكنه لم يترك مهنته الأساسية طوال فترات عمره وكان يقضي داخل هذا المحل العتيق لساعات طويلة أكثر مما يقيضها في منزلة او مع اسرته،.

 

وحرص الحلوس علي بقاء هذا المحل العتيق كما هو منذ بداية تأسيسه، فالحوائط عليها دهان الزيت القديم، وتلك هي المنضدة التي كان يقوم الحج عبد الله الحلوس عليها بكي الملابس ،اما هذه الرفوف التي توضع عليها "طلبات الزبائن" فلم يغيرها الزمان، أيضا المكان المخصص لتسخين المكواة لم ولن يتغير منه سوي الإستعانة بوسيلة غاز جديدة لتسخين المكواة،.

 

ويقول الحج مصطفي الحلوس: أنا صنايعي المكواة الحديد الأوحد داخل محافظة الإسماعيلية ولا يوجد آخر في هذا المجال في تلك المدينة الصغيرة ، وإعتزازي بتلك المهنة هو الدافع الحقيقي وراء استمراري في العمل بها طوال  سنوات عمري، فكان شقيقي الأكبر مهندس مدني، لم تستهويه مهنة والدي، وأبني أيضا مهندس لا يعرف عن صنعتي في كي الملابس اي شيء، أنا فقط من بين أسرتي من هو عاشق لتلك الصنعة، التي ولم أجد كلمة أكبر من كلمة "عشق" كي أعبر بها عن ماهو بداخلي لهذه المهنة .

 

وينعكس هذا العشق علي، إحساسي بمدي درجة حرارة "المكواة بالرغم من ابتعادي عنها ،فانا أشعر بها،أما وعند ملامستها لقطعة القماش فأعرف متي اضعها أو أرفعها من علي الملابس بالرغم من وضعي قطعة قماش أخري عازلة للمكواة عن الملابس، في هذا المكان أفنيت حياتي في عشق المكواة الحديد، وتؤمني جميع الأهالي بمحافظة الإسماعيلية قاصدين عم مصطفي الحلوس ومكوته القديمة، غافلين بذلك المكواة الحديثة ومكواة البخار، فقد عملت تلك المكاوة القديمة علي ترسيخ اواصر الحب المحبة وخلق شبكة من العلاقات من جميع فئات المجتمع،وهو ما يعتبر الكنز الحقيقي الذي أورثني والدي إياه، ولم يدرك قيمته الحقيقة إلا أنا الحج مصطفي الحلوس أقدم مكوجي مكواة حديد والأوحد في الإسماعيلية.

  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز