عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

قررت حواء أن تكون سعيدة، فالسعادة تأتي من داخلنا ولا ينبغي أن نستمدها من الآخرين، لذا صارت تفتش عن السعادة بداخلها، تحاول أن تنظر لكل شيء بعين الجمال فهذا بحد ذاته سعادة، وأدركت حواء أنه يمكنها الحصول على السعادة بأبسط الأشياء من فنجان قهوة أو حتى قطعة شوكولاته لذيذة. 



 

فالإنسان قد يسعد بأشياء لا قيمة لها عند غيره ولكنه يشعر بأنه يملك الدنيا بوجودها، وذلك بسبب شعوره بالرضا، فإذا لم تشعر حواء بالسعادة، لن يمكنها أن تسعد من حولها سواء كان الزوج أو الأطفال لأن سعادتها تنعكس عليهم. 

 

فإذا وجدت أيها الرجل أن حواء تنسحب من الحياة التي تشاركك إياها، فتأكد أنها حاولت كثيرا البقاء وترميم كل الشروخ التي حدثت في جدار العلاقة دون جدوى..لقد قابلت سيدة رقيقة، أم لطفلين، ومهندسة ديكور لديها حس فني عال. 

 

نجحت في الحصول على شهادة الدكتوراه أثناء فترة زواجها، كرست حياتها كلها لرعاية زوجها وأطفالها ثم اكتشفت بعد مرور عدة سنوات أنها ليست سعيدة في حياتها، صارت لا تعرف نفسها عندما تنظر الى المرآة.. اختفت الابتسامة من على شفتيها في ظل عدم وجود أي نوع من التفاهم بينها وبين شريك حياتها، فهي بالرغم من وجود الزوج، تشعر كثيرا بالوحدة، بل تكاد لا تتذكر آخر مرة جعلها تبتسم...لقد تحولت من شخصية هادئة الطباع الى شخصية عصبية، لا تهدأ الا عندما تغادر المنزل. 

 

كان لابد في النهاية أن تتحرر من هذا الزواج حتى تعود الى طبيعتها وتقوم بالتحليق في السماء مجددا بالرغم من محاولته كسر جناحيها...لم تستسلم وقررت أن تبحث عن سعادتها في مكان آخر. 

 

ليس هناك ما يجبرك يا حواء على قبول حياة لا تريدينها أو تقديم تنازلات لمن لا يستحق، فأنتى يا عزيزتي تستحقين السعادة..أعلم جيدا كم تتألمين بسبب اختيارك الخاطئ الذي جعل ثقتك في نفسك تهتز طويلا لكن تأكدي يا عزيزتي أننا نتعلم من تجاربنا المؤلمة، وعندما تعودين بذاكرتك للماضي وتستحضرين الذكريات الأليمة، ستدركين كيف جعلتك تلك الأحداث تتقدمين للأمام.. 

 

فكل نهاية هي بداية لشيء آخر، وكل مخرج هو مدخل في مكان آخر.. 

 

كل يوم يا حواء هو فرصة جديدة..فلا تقفى في مكانك، اسعى دائما فالطريق لا يأتي اليكى،والحلم لا يجرى ليسقط بين يديكى.

 

وتأكدي يا عزيزتي أن هناك مكاسب قد تحصلين عليها عندما تخسرين بعض الناس فليس كل ما نفقده خسارة، فالاستغناء عمن لا يدرك قيمتنا بمثابة مكسب بل حياة جديدة تفتح أبوابها لنا...ربما ما زالت بعض الذكريات تمر أمامك بين الحين والآخر وأسوأ ما فيها ليس الألم، وانما بقائها وحيدة في صدرك. 

 

 لا داعي للقلق يا عزيزتي، ستتجاوزين هذا الأمر، ركزي فقط على حياتك المستقبلية واشحنى نفسك بالطاقة الإيجابية وتذكري أنكى قادرة على تحقيق أي شيء تحبينه...قاومى يا حواء الحنين الى الماضي بالتخطيط للمستقبل وقررى تقدير حسنات حياتك الحالية، وربتي على كتف نفسك قائلة: 

 

أنا أتقبل ذاتي الآن وأسامحها على أخطاء الماضي...أنتى بحاجة الى استعادة الشعور بالسعادة وقد تجدينها في بيت جديد أو في رؤية الأبناء يكبرون، وكلها أشكال أخرى من السعادة تختلف عما مر بكى في الماضي..

 

المهم يا عزيزتى هو أن يظل الأمل في داخلك ينبض بالحياة،ولتجعلي آمالك وليس آلامك هي التي تشكل مستقبلك.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز