أ.د. أحمد فاروق رجب يكتب: الرياضات الجاذبة للاستثمار

أصبحت الرياضة أحد المجالات الأكثر جاذبية لرؤوس الأموال واهتمام القوى الاقتصادية، وتحولت من مجرد نشاط تستمتع به الجماهير إلى صناعة تقوم على علوم متخصصة في الترويج الإعلامي، الذي يدر مئات المليارات من الدولارات على الرياضة، بل إنه كأسلوب يمثل قوة دفع لتطوير مهارات اللاعبين وتحسين وضعية الأندية واللاعبين، من هذا المنطلق لا بد من التفكير في بعض الرياضات الجاذبة للاستثمار التي يمكن أن يكون لها عائد قومي قوي علي الرياضة والاقتصاد المصري.

منها إنشاء حلقة لسباقات السرعة للسيارات (فورميولا) في عام 2019 حيث حظيت بتزايد مطّرد في الإستثمارات والعائد المادي، حيث حققت ملياري دولار من بيع حقوق البث التليفزيوني، كما أسهمت الأسواق الخمسة الأولى بأكثر من مئة مليون دولار من ذاك حقوق البث التليفزيوني وهي: البرازيل، ألمانيا، إيطاليا، إنجلترا، وهولندا، وزادت صفقة بيع حقوق البث التليفزيونية لسباقات الفورمولا1 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بزيادة قدرها 228%، وزادت أعداد المشاهدة التليفزيونية الإجمالية بمقدار 9% وزادت أرقام المتابعين إلى أكثر من أربعمائة مليون، وإجمالي المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي بلغ أكثر من واحد وثلاثين مليون متابع.

واستطاعت إضافة ثلاث حلبات جديدة إلى سباقات الفورمولا، وهي حلبة إيمولا الإيطالية ونوربرجرينج الألمانية، بجانب حلبة بورتيماو البرتغالية، ومن أشهر الحلبات العربية حلبة الصخير البحرينية: انضمت إلى روزنامة بطولة العالم عام 2004، وهي مستمرة حتى الآن تستضيف حلقات السباق وبنـجاح تنظيمي حيث تُشير التقديرات إلى أن إيرادات سباق الفورمولا1 في البحرين تشكل ثلاثة في المئة من الدخل القومي لمملكة البحرين، وبلغت عام 2008م نحو ستمائة مليون دولار، وعائدات النقل التليفزيوني التي بلغت عشرة ملايين دولار. أما حلبة إمارة بني ياس التي تكلف بناؤها أربعة مليارات درهم إماراتي، تستضيف ثمانية فعاليات رئيسية من الاتحاد الدولي للسيارات، بجانب سباق جائزة أبوظبي الكبرى، أما حلبة مدينة جدة الساحلية المميزة، لتكون وجهة الفورمولا1 الجديدة بدءًا من عام 2021 بعد الانتهاء من مشروع القدية الذي يهدف إلى بناء مشروع مدينة ترفيهية مع حلبة احترافية مصنفة لاستضافة سباقات الفورمولا 1 وإقامة جائزة كبرى للبطولة في حلبة دائمة، وقد عقدت صفقة بقيمة بلغت ما يقارب ثلاثين مليار ريال ستدفعها شركة Liberty Media  الإعلامية لتتملك نسبة 35% بالمئة منها.

كما أن سباقات الدراجات النارية، وهي سباقات تنظم بواسطة اتحاد سباقات الدراجات النارية الدولي (FIM) الذي يمثل تسعون دولة مقسمة على ستة اتحادات قارية ومن أشهر حلباتها حلبة ويلز التي بلغت ميزانيّتها أكثر من ثلاثمائة مليون جنيه استرليني، وفرت حوالي ستة آلاف فرصة عمل، وتجذب حوالي سبعمائة وخمسين ألف زائر كل عام ودخلاً يبلغ حوالي خمسين مليون جنيه استرليني بالنسبة للاقتصاد المحلي لويلز. أما حلبة لوسيل الدوحة قطر افتتحت عام 2004 وتستضيف بطولات العالم للدراجات النارية، وبلغ حجم استثماراتها أكثر من تسعمائة مليون دولار.

ودخلت الرياضة الإلكترونية السباق في واقع عالمنا الرياضي، وبالتأكيد فإنها في الوقت الحالي تنمو وتتحول إلى ظاهرة، وألعاب الفيديو هي ألعاب تحول الرياضة الجسدية إلي رياضة افتراضية في محاولة لمحاكاتها، وتشير آخر التقديرات بأن صناعة الألعاب الإلكترونية‌، قد تجاوزت مائتان مليار دولار في عام 2020 وتضاعفت بسبب جائحة كورونا؛ حيث يوجد فيه نحو مئة وسبعين مليون مستخدم في مقابل عشرة ملايين لاعب للألعاب التقليدية، فيما تعد آسيا أحد أكبر المناطق المستهدفة من هذه الألعاب، والهاتف المحمول هو المنبر الأول لممارسة الألعاب الإلكترونية، حيث يستخدمه 51% من اللاعبين، وقد عكست توصيات منتدى شباب العالم في مصر عام 2018 برعاية ورؤية ثاقبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد أهمية توطين صناعة الألعاب الإلكترونية‌ في مصر ودوّل المنطقة، خاصة بقرار الرئيس بتدريب عشرة آلاف شاب من مطوري الألعاب الإلكترونية في مصر.  

 أستاذ الإدارة الرياضية كلية التربية الرياضية للبنين بالقاهرة جامعة حلوان