عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
أبناء النيل
البنك الاهلي

نائب رئيس جنوب السودان «جيمس وانى إيجا» لـ«روزاليوسف»: حل أزمة «السد الإثيوبى» يحافظ على السلام بالمنطقة

صورة أرشيفة
صورة أرشيفة

من مقر إقامته بأحد فنادق وسط القاهرة المطلة على النيل، وقبل ساعات من ختام زيارته الرسمية لمصر، أكد نائب رئيس جمهورية جنوب السودان جيمس وانى إيجا سعادته لمستوى التعاون والتنسيق والشراكة بين مصر وجنوب السودان فى الفترة الحالية، والتي بدت فى نتائج أعمال أول انعقاد للجنة العليا المشتركة بين البلدين فى القاهرة خلال الأيام الماضية.



نائب رئيس جنوب السودان أشار فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» إلى أن الزيارة المهمة للرئيس عبد الفتاح السيسي لجوبا فى نوفمبر الماضى كانت لها نتائج واتفاقيات كثيرة، وأشار إلى أنه تم توقيع اتفاقيات وبحث عدد من ملفات التعاون فى مجالات كثيرة خصوصًا التعليم والزراعة والطاقة والكهرباء والرى والتعاون الاقتصادى والتجاري، والاستفادة من التجربة المصرية فى الإصلاح الاقتصادى، مع بحث إمكانية زيادة الاستثمارات فى الجنوب خصوصًا فى ملف البترول والتعدين لأن بلاده بها نحو 22 نوعًا من المعادن أبرزها الذهب يمكن الاستثمار فيها.

وكشف جيمس إيجا عن تقديم جنوب السودان مبادرة للوساطة فى قضية سد النهضة، للعودة لمائدة المفاوضات بين الدول الثلاث حفاظًا على أمن واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى تقديم مصر دعمًا للجنوب لبناء سد «واو» رسالة أخوة.

نائب رئيس جنوب السودان، من كبار المسؤولين الذين يحتفظون بارتباط كبير مع مصر خصوصًا أنه خريج كلية التجارة جامعة الزقازيق المصرية سنة 1979، وأشار إلى أن كثيرًا من مسؤولى دولة الجنوب من خريجى الجامعات المصرية، وأوضح فى حواره أن جنوب السودان وهو يحتفل بمرور 10 سنوات على استقلاله واجه تحديات كثيرة أبرزها الحرب الأهلية، لكن الأمور تدعو للتفاؤل فى المرحلة المقبلة بعد اتفاق السلام..وإلى نص الحوار..

 

 بداية نتحدث عن أول اجتماعات للجنة العليا المشتركة بين مصر وجنوب السودان والتي عقدت فى القاهرة بوفد من رئاستك مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، كيف ترى نتائج هذه الاجتماعات التي عقدت على مدى ثلاثة أيام فى القاهرة؟

- فى الحقيقة جئنا فى زيارة لمصر من أجل انعقاد أول اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفى الحقيقة نشكر الرئيس السيسي والشعب المصري على كرم الضيافة، فقد استقبلنا الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث العلاقات المشتركة، وأيضا رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، بجانب لقاءات على المستوى الوزارى.

وتناقشنا خلال هذه الاجتماعات فى مجالات تعاون مختلفة بين البلدين، وكانت هناك العديد من الاتفاقيات المشتركة.

 

 زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المهمة لجنوب السودان فى نوفمبر الماضى، كيف نجحت فى دفع مستوى العلاقات بين البلدين؟

- زيارة مهمة، وترتب عليها نتائج كثيرة، أهمها انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين حاليًا فى القاهرة، وتوقيع اتفاقيات تعاون مشترك فى مجالات مختلفة، بجانب تبادل الزيارات بين المسؤولين فى البلدين، ونحن سعداء بمستوى التنسيق والتعاون مع مصر حاليًا.

 

 ما أبرز هذه الاتفاقيات وتفاصيل مجالات التعاون التي تم نقاشها خلال اجتماعات اللجنة العليا بين مصر وجنوب السودان فى القاهرة؟

- مجالات تعاون متعددة، بداية من مجال التعليم، حيث تم الاتفاق على تقديم مصر بعثات ومنح تعليمية سنوية حوالى 250 إلى 300 منحة فى السنة لجنوب السودان، وأيضًا منح للدراسات العليا فى الجامعات حوالى 50 منحة.

هذا بجانب التعاون فى مجالى الزراعة والنقل وتم توقيع مذكرات تفاهم مشتركة فى هذه المجالات.. ومن النقاط المهمة فى مجال الزراعة هو كيفية دعم مصر لإقامة زراعة فى جنوب السودان تعتمد على الرى وليس على الزراعة المطرية، خصوصا أن هناك أوقاتًا فى السنة قد لا يكون هناك أمطار وبالتالى بعض المناطق تعانى من جفاف، أو فيضانات وبالتالى يجب أن تكون هناك آلية للاستغلال الأمثل للمياه فى جنوب السودان خصوصًا فى الزراعة بالرى.

أيضا كان هناك اتفاق فيما يتعلق بالتعاون التجاري بين البلدين، حيث تم الاتفاق على زيادة عرض المنتجات المصرية فى جنوب السودان، خصوصا بعد نجاح معرض «صنع فى مصر» بجوبا فى منتصف شهر يوليو، وعليه تم الاتفاق على تكرار هذا المعرض .

وعلى مستوى التدريب والتأهيل كان هناك حديث عن نقل الخبرات المصرية فى مجالات ووزارات مختلفة لجنوب السودان، بحيث يكون التدريب فى مصر، أو أن يتم التدريب فى جنوب السودان.. ومن قطاعات التدريب التي تم الاتفاق عليها ملف التدريب فى المجال المصرفى والبنوك، حيث سيتم افتتاح فرع لبنك مصر فى جوبا بجنوب السودان.

ومن الأمور المميزة هو أن التدريب والتأهيل سيشمل كل الولايات العشر فى جنوب السودان خصوصا الولايات الإستوائية وهى جوبا.

 

 الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه معكم أكد أهمية علاقة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وجنوب السودان، فى ظل ما يجمع البلدين من روابط تاريخية، كيف ترى أهمية هذا التعاون؟

- التعاون الاستراتيجى مع مصر أرى أنه فى أعلى درجة حاليًا، ونحن سعداء فى الجنوب بهذا التعاون الرفيع كما هو الحال أيضا بمصر، وعلينا أن نبنى لأن يكون التعاون والتنسيق بين البلدين فى مستويات أعلى أيضًا.

ونحن مستعدون فى الجنوب أن يصل مستوى التعاون الاستراتيجى لأعلى مستوى وأن يتم تنفيذ الاتفاقيات المشتركة بين البلدين، ومستعدون لإبرام اتفاقيات تعاون أخرى فى مجالات متعددة لتحقيق الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

 

 التعاون المصري مع جنوب السودان قائم على الشراكة لتحقيق مصلحة البلدين والشعبين، ما أبرز المجالات التي تم الاتفاق على زيادة التعاون والتنسيق فيها خلال الفترة المقبلة؟

- بالفعل الشراكة هى هدفنا جميعًا، وكما قلت كل المجالات نستهدف التعاون والتنسيق معًا فيها، بداية من التعليم والتعليم العالى، وفى مجال الكهرباء والطاقة، وعلى المستوى الأمنى والتدريب بوزارة الداخلية، وعلى مستوى تحيقيق العدالة والقضاء، وأيضا فى ملف النقل سيكون هناك تعاون فى هذا المجال بالجنوب.

أيضا من الملفات المهمة ملف التعاون فى المجال الاقتصادى، والاستفادة من التجربة المصرية فى الإصلاح الاقتصادى، خصوصا على مستوى وزارة المالية والتخطيط، وعلى مستوى الشراكة مع القطاع الخاص، وزيادة الاستثمارات المصرية فى الجنوب.

 

 ما أبرز وأفضل المجالات المتاحة للاستثمار فى جنوب السودان؟

- هناك مجالات عديدة للاستثمار فى الجنوب لأن هناك موارد كثيرة، وأبرز هذه المجالات الاستثمار فى مجال البترول وأيضا فى مجال المعادن خصوصا الذهب ، وجنوب السودان لدية حوالى 22 نوعًا من المعادن التي يمكن الاستثمار فيها، وهى متواجدة فى ولايات كثيرة بالجنوب.

 

 تحدثت خلال لقائكم بالرئيس السيسي عن الدور المهم الذي قامت به مصر لدعم جنوب السودان فى 3 أزمات وهى جائحة كورونا والفيضانات واجتياح الجراد، ما تفاصيل التعامل المصري مع هذه الملفات؟

- الحقيقة نشكر الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والشعب المصري على دعم جنوب السودان خصوصًا فى مواجهة جائحة كورونا، كان هناك دعم مستمر، وإلى الآن فى توفير التطعيم واللقاحات الخاصة بالفيروس، بجانب الأدوية اللازمة.

وفى ملف المياه والفيضانات أيضًا هناك دعم مستمر من مصر حيث تم الاتفاق على تأهيل قنوات مياه الأمطار فى الجنوب للاستفادة من الموارد المائية فى الجنوب.

 

 فى منتصف شهر يوليو، شاركت فى افتتاح معرض «صنع فى مصر» والذي أقيم بجوبا بمشاركة 27 شركة مصرية، كيف ترى نتائج هذا المعرض واستقبال شعب جنوب السودان للمنتجات المصرية؟

- معرض «صنع فى مصر» كان ناجحًا جدًا، والمواطنون فى الجنوب كانت لديهم فرحة كبيرة بهذا المعرض والمنتجات المصرية التي تم تقديمها لأنه وفر عليهم كثيرًا، بدلًا من السفر لأوروبا أو آسيا للشراء كانت المنتجات متواجدة من مصر وفى جوبا، ولذلك كان هناك إقبال كبير على الشراء.

 

 كيف يمكن البناء على نجاح معرض «صنع فى مصر» لزيادة معدلات التعاون التجاري والاقتصادى بين البلدين؟

- فعلًا هذا ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعاتنا فى القاهرة لزيادة عرض المنتجات المصرية فى الجنوب، حتى نحقق مفهوم الأشقاء والشراكة بمعنى الكلمة.. كما أن جنوب السودان تقع فى منتصف إفريقيا وهذه فرصة لزيادة عرض المنتجات المصرية فى السوق الإفريقية، ولدينا فى الجنوب منطقة تسمى «تالى» هى منتصف القارة الإفريقية.

 

من المشروعات المصرية المهمة فى جنوب السودان هو المركز الطبي المصري فى جوبا، وهو عنوان للتعاون فى ملف الصحة فى السنوات الأخيرة، كيف ترى مردود هذا الدعم؟

- الواقع أنه دعم مهم جدًا لنا ومطلوب، لأننا فى حاجة لدعم فى ملف الصحة، رغم أنه يتم علاج مواطنين كثيرين فى الجنوب، ولكننا نأمل فى زيادة التعاون فى مجال الصحة، بفتح عيادات مصرية فى كل ولايات جنوب السودان لتقديم الدعم الصحي.

ووقعنا اتفاقية لدعم مصر جنوب السودان لعلاج أمراض الكلى، وغسيل الكلى، هذا إلى جانب الدعم المقدم للكشف على فيروس سى ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعلاج مليون إفريقى.

 

 ننتقل لملف التعاون فى مجال المياه، وهو من أعرق مجالات التعاون بين البلدين خصوصًا أن هناك بعثة من وزارة الرى المصرية فى الجنوب منذ عقود، كيف ترى التنسيق بين البلدين فى هذا المجال؟

- مهم جدًا التعاون مع مصر فى ملف المياه، لأن ذلك يساعدنا فى تحديد منسوب المياه فى مجرى نهر النيل الأبيض، فمثلًا العام الماضى كانت هناك فيضانات كثيرة جدًا فى الجنوب، وكان من المهم معرفة وقياس منسوب المياه فى النهر حتى نتوقع حجم الفيضانات وهذا ما يتم مثلًا فى محطات كثيرة سواء فى أوغندا وفى مدينة ملكال.

 

 تسهم مصر فى إنشاء محطات مياه بالجنوب للاستفادة من الموارد المائية، وخلال زيارتكم للقاهرة كانت هناك جولة لكم مع وزير الرى المصري الدكتور محمد عبد العاطى فى منطقة القناطر الخيرية و للمركز القومى لبحوث المياه، كيف ترى أهمية الاستعانة بالخبرات المصرية فى ملف المياه؟

- الزيارة كانت جيدة للغاية، لأنه خلال الزيارة تابعنا كيف تحاول الدولة المصرية الاستفادة بأكبر قدر من مواردها المائية خصوصًا فى الزراعة، وكيف يتم توزيع المياه على محافظات الدلتا لتنظيم عملية الرى والزراعة، هذا بجانب معامل تحاليل المياه والطمى، وكلها خبرات يمكن الاستفادة منها فى الجنوب.

 

 على ذكر ملف المياه، كيف تتابعون تطورات قضية سد النهضة، خصوصًا ما يتعلق بالأمن المائى لمصر والسودان؟

- نحن فى جنوب السودان قدمنا مؤخرًا اقتراح وساطة لمصر وإثيوبيا، لأنهما أشقاء ونحتفظ بعلاقات صداقة مع البلدين، ولا نريد تصعيدًا لأى مشكلة حفاظًا على أمن واستقرار المنطقة، وعليه كان الاقتراح المقدم من جنوب السودان بإجراء حوار ومفاوضات مشتركة للوصول لاتفاق مرضٍ للجميع، نحن نريد أن يكون هناك سلام فى المنطقة، وعليه ندعم مسار التفاوض والحوار بين الدول الثلاث حفاظًا على الاستقرار فى المنطقة، وكافة النقاط الخلافية تتم مناقشتها خلال جلسة التفاوض والمحادثات المشتركة بين الدول الثلاث ولا نريد أن نتطرق لها.

 

 مصر تساعد جنوب السودان فى دراسات إنشاء سد “واو” لتوليد الكهرباء ، كيف ترى هذه الرسالة؟

- هى رسالة أخوية من مصر لجنوب السودان ودعمها فى التنمية وتوليد الكهرباء.

 

 ننتقل لملف الزراعة خصوصا أن هناك دراسات مشتركة لإنشاء مزرعة مصرية فى جنوب السودان، إلى أى مدى وصل التعاون فى هذا الملف؟

- تحدثنا فى هذا الملف لنقل الخبرات المصرية فى ملف الزراعة، خصوصا أن جنوب السودان يعتمد على مياه الأمطار فى الزراعة، ونحن نريد أن نقيم زراعات تعتمد على الرى والمياه بشكل منظم، حتى يساهم فى إنتاج محاصيل زراعية توفر الغذاء لأهل الجنوب أكثر من أى وقت.

 

 خلال مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء قلت :إن 95% من أراضى الجنوب يمكن الاستثمار فيها زراعيًا، ما أبرز الزراعات الممكنة فى الجنوب؟

- محاصيل كثيرة، بداية من زراعة الأرز مع توفر المياه، وأيضًا زراعة البن والشاى وأى أنواع من الخضر والفاكهة.

 

أخيرًا، بعد 10 سنوات على استقلال جنوب السودان، كيف كانت هذه السنوات على دولة الجنوب بما فيها من تحديات كثيرة على مستوى التنمية والأمن والاستقرار؟

- 10 سنوات كانت أكثرها تحديات، خصوصًا الحرب الأهلية التي حدثت فى الجنوب وكانت من أبرز الأزمات فى الجنوب، وحاليًا بعد اتفاق السلام تم وقف هذه الحرب، وحاليًا هى فترة استقرار وسلام فى الجنوب.

ونستهدف فى الفترة المقبلة البناء على اتفاق السلام بالعمل على التنمية وأن يكون هناك مصادر للإنتاج والبناء، وأنا متفائل للفترة القادمة فى جنوب السودان. 

 

نائب رئيس جنوب السودان
نائب رئيس جنوب السودان

 

جيمس وانى إيجا

 

■ نائب رئيس جنوب السودان منذ أغسطس 2013

■ تخرج فى كلية التجارة جامعة الزقازيق بمصر 1979

■ حصل على الماجستير من جامعة قرين ويش البريطانية

■ حائز على شهادة فى العلوم العسكرية من كوبا عام 1987.

■ تولى رئاسة برلمان جنوب السودان حتى أغسطس 2013

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز