عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دورين أسعد: أستعد للترشح لولاية ثانية لـبروسار وأتطلع لزيارة القاهرة قريبا

حصري .."بوابة روزاليوسف" تحاور أول عمدة في كندا من أصل مصري

دورين أسعد
دورين أسعد

يحتفل المصريون في كندا بـ "شهر التراث المصري"، يوليو من كل عام، الذي كان قد تم تحديده من قبل مقاطعة أونتاريو الكندية في عام 2019، وبهذه المناسبة نقدم نموذجاً مصريا للنجاح في كندا، دورين أسعد، تلك المصرية لأبوين مصريين هاجرا إلى كندا في سبعينيات القرن الماضي، واستطاعت هي من خلال الانخراط في الحياة السياسية، أن تفوز بمقعد، عمدة مدينة بروسار الكندية في مقاطعة كيبك، لتكون بذلك أول عمدة لمدينة كندية من أصل مصري. 



 

"بوابة روزاليوسف" أجرت حواراً مع  دورين أسعد بخصوص علاقتها بوطنها مصر وهويتها المصرية وكيفية تشكيل شخصيتها الناجحة والمميزة.

 

  لقد كشفت دورين أسعد أنها انقطعت عن زيارة مصر منذ نحو عشرين عاماً بسبب انشغالها  في بناء مستقبلها المهني وتربية أطفالها في كندا، لكنها في نفس الوقت تفتخر بالتراث المصري كما تعتبر أنها قضت أسعد أوقات حياتها في مصر بين أقربائها حينما كان متاحاً لها زيارة مصر في صيف كل عام وهي صغيرة. مشيرة إلى أنها كانت تنوي زيارة مصر مؤخراً مع زوجها وأبنائها لكنها عجزت عن إتمام تلك الزيارة بسبب انتشار وباء كوفيد-19. وأضافت أسعد أنها تتابع الفنون المصرية كلما سمح الوقت لها، وتعتبر عادل إمام وأحمد حلمي أفضل الممثلين كما تستمع لموسيقى عمرو دياب، وهي معجبة برجل الأعمال المصري نجيب ساويرس وتتمنى لقاءه في يوم ما. 

 

 

 وعن إدارتها لمدينة بروسار الكندية التي ترأسها، قالت دورين أسعد إنه من المهم بالنسبة لها إشراك المواطنين من سكان المدينة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على مدينتهم ونوعية حياتهم. كما كشفت عن أبرز التحديات التي واجهتها في الفترة الماضية وهو انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام في أثناء انتشار كوفيد 19، ولكنها استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة من خلال اختيار الطريقة المناسبة لإدارتها. فضلاً عن أنها صارحتنا عن أنها مشغولة هذا الصيف في التحضير لحملة الانتخابات المقبلة حيث تطلب ولاية ثانية رئيساً لمدينة بروسار الكندية، كما كشفت لنا أهم إنجازاتها التي استطاعت تحقيقها في فترة رئاستها للمدينة.

 

وإلى نص الحوار:

 

- كيف تُعرِّفين نفسك للقاريء المصري؟

 

- أنا خريجة الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسب من جامعة مونتريال. عملت كمتخصصة في تحسين الأعمال للعديد من الشركات الكبرى، حيث طبقت نهجًا يعتمد على البيانات ومنهجية إزالة العيوب في أي عملية. وأنا الآن عمدة مدينة بروسار حيث أقيم فيها منذ عشرين عامًا، وقد قررت الانضمام إلى المشهد السياسي بسبب حبي لمدينة بروسار. فأنا عضو في مجلس المدينة منذ عام 2009، وعملت في العديد من لجان مجلس المدينة، منها لجنة الأسرة وكبار السن، ولجنة الثقافات، ولجنة البيئة الاستشارية، ولجنة التنمية المستدامة، واللجنة الاستشارية للتخطيط العمراني، حيث أضع العائلات والمواطنين دائمًا في صميم أولوياتي. ومن جهة أخرى أنا رئيسة منظمة إسباس موني "Espace MUNI" وهي منظمة غير ربحية تستهدف مساعدة المدن في جميع أنحاء مقاطعة كيبيك في وضع السياسات والبرامج للعائلات.

 

- أين ولدتِ؟ وما مدى علاقتك بمصر؟

 

- لقد ولدت في كندا، وعشت فيها طوال حياتي. عائلة أمي من الإسكندرية وعائلة والدي من شبرا، هاجر والداي إلى مدينة كيبك في كندا في سبعينيات القرن العشرين وحافظا دائماً على ارتباطنا بمصر.

 

 

- كيف تعرفتي على مصر؟ وما هي أهم ذكرياتك عنها؟

 

- كنت أزور مصر في صيف كل عام حينما كنت صغيرة مما سمح لي بمعرفة مصر وحبها بفضل الوقت الذي أمضيته مع العائلة والأصدقاء، وقد تعلمت التحدث باللغة العربية المصرية. أسعد أوقاتي قد قضيتها في مصر، ومن أعز ذكرياتي فيها زيارة الأحباء، وزيارة الأهرامات، والذهاب إلى النادي مع العائلة، وتناول الطعام مع الأصدقاء على الشاطيء.

 

- منذ متى توقفتي عن زيارة مصر؟

 

- لسوء الحظ، بمجرد تخرجي من الجامعة وخطوبتي وزواجي لم تتح لي الفرصة لزيارة مصر بسبب الانشغال في بناء مستقبل مهني وتربية الأطفال، لقد تسارعت السنوات بشكل كبير حيث مر نحو عشرين عاماً على آخر زياراتي لمصر، ولكنني أنوي زيارتها قريباً مع زوجي وأبنائي حتى يتمكنوا من تجربة نفس الشعور بالانتماء إلى الهوية المصرية الذي سوف يبهجهم حينما يكتشفون موطن أجدادهم.

 

- متى تنوي زيارة مصر؟

 

- كنت أنوي زيارة مصر في الماضي القريب حيث أنني حجزت رحلة طيران بالفعل متوجهة إلى مصر مع زوجي وأبنائي، لكن بسبب ظهور وباء كوفيد 19 وانتشاره لم نتمكن من إجراء تلك الزيارة، فاضطررنا لإلغاءها وهذا أحزنني جداً. آمل أن أستطيع القيام بهذه الزيارة في أقرب وقت ممكن عند التفرع، فأنا مشغولة هذا الصيف في التحضير لحملة الانتخابات المقبلة حيث أطلب ولاية ثانية رئيساً لبلدية بروسار الكندية. آمل أن أتمكن من زيارة مصر في الصيف التالي.

 

- هل لكِ علاقة حالية بالثقافة والفنون المصرية؟

 

- نعم، أحب مشاهدة الأفلام المصرية عندما يتاح لي الوقت. عادل إمام وأحمد حلمي الممثلين المفضلين لديَّ، وأستمع إلى موسيقى عمرو دياب. وأنا معجبة بنجيب ساويرس وأتمنى لقاءه في يوم ما.

 

- من هو الشخص الذي يمثل قدوتك في الحياة؟

 

- كلا والداي يمثلان قدوتي في الحياة. أمي حصلت على درجة الماجستير في مجال الهندسة الكهربائية، وهي واحدة من أروع الأشخاص الذين عرفتهم على الإطلاق. أعتقد أن حبها للعلوم دفعني إلى الحصول على درجة البكالوريوس في مجال الرياضيات التطبيقية والعمل كخبير تحسين. أما عن أبي فقد كان أستاذاً جامعياً حاصل على درجة الدكتوراه في مجال العلوم السياسية. شجعني حبه للسياسة وقدرته على التدريس وإلهام طلابه على الانخراط في العمل السياسي في بلدية بروسار.

 

- كيف استطعتي الجمع بين الثقافتين المصرية والكندية؟

 

- لقد نشأت في أسرة سمحت لي بالاستفادة من الثقافتين، المجتمع الكندي الفرنسي، والمجتمع المصري. أنا فخورة جداً بالتراث المصري، وأعلم أن مصر هي أم الدنيا وهي مكان خاص للغاية. وكوني مصرية يجعلني جزءاً من شيء خاص يجعلني متميزة ليس في اللغة والعادات فقط ولكن أيضاً في صفات اللطف والكرم وروح الدعابة التي يتميز بها المصريين. أما عن كندا فأنا أفتخر بأنني ولدت وترعرعت فيها، قابل والداي تحديات ثقافية ومناخية ولغوية حينما شرعوا في حياة جديدة في مدينة مونتريال مثل جميع المهاجرين الجدد. لكن أسرتي نجحت في الجمع بين الانتماء للمجتمع الكندي والانتماء للثقافة المصرية، وأنا أحيي من تحلى بالشجاعة لاغتنام فرص النجاح خارج مصر مع حفاظه على حبه لمصر في قلبه.

 

 

- كيف استطعتي إدارة شؤون مدينة بروسار الكندية في الفترة الماضية؟

 

- أنا أقدر وأحترم ثقة شعب بروسار بتصويتهم لصالحي في الانتخابات، هذا التصويت الذي جعلني عمدة هذه المدينة الرائعة، لذلك من المهم بالنسبة لي إشراك المواطنين في اتخاذ القرارات التي تؤثر على مدينتهم ونوعية حياتهم. سوف أظل أعتمد على مشاورات المواطنين في عملي، تلك المشاورات التي تمكنْت من إثبات نجاحها منذ بداية ولايتي.

 

- ما هي أبرز التحديات التي واجهتك في ممارسة عملك باعتبارك عمدة لمدينة بروسار؟ وكيف تغلبتي على هذه التحديات؟

 

- تمكن المواطنين في مدينة بروسار من إظهار دعمهم لي وثقتهم بي خلال إدارتي للعديد من المواقف. ومن أبرز التحديات التي واجهتنا في الفترة الماضية أزمة انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام خلال موجات الحر الصعبة، في أثناء انتشار وباء كوفيد 19، وقد تمكننا من خلال ثقة ودعم المواطنين في المدينة من اختيار الطريقة المناسبة لإدارة هذه الأزمة على أعلى مستوى.

 

- هل أثرت أزمة وباء كوفيد 19 على استمرارية إدارتكم لمدينة بروسار وإنشاء المشاريع المختلفة؟

 

-  لا، على الرغم من انتشار الوباء تمكننا من إتمام العديد من المشاريع، منها تنشيط الشوارع المهمة، والجسور العلوية، والمجمع المائي الذي طال انتظاره مع إمكانية الوصول الشامل. كما أكملنا بناء مبنى إدارة مدينة بروسار "Brossard City Hall" في إطار زمني معقول في حدود الميزانية المتاحة. من أبرز المشروعات الحديثة والشهيرة التي نجحنا في بنائها، منتزه التزلج في بروسار، الذي تم افتتاحه في شهر أكتوبر من عام 2020، وقد تلقينا تعليقات إيجابية تؤكد جودة تصميمه وتلبيته لتوقعات ممارسي رياضات الرول في مدينة بروسار والمنطقة المحيطة بها، وعلى الرغم من أزمة كوفيد 19 استطعنا إنهاء هذا المشروع ورأينا الحماس تجاهه من الكثيرين، لذلك نقول لأنفسنا بفخر أن المهمة قد أنجزت.

 

- الإدارة المالية لأية مدينة تعتبر من أبرز التحديات أمام رؤساء المدن وقياداتها.. كيف ترين إدارتك للشؤون المالية لمدينة بروسار؟

 

- من خلال الإدارة السليمة والمسؤولة للمدينة، تمكنا، كما وعدنا خلال حملتنا الانتخابية، من إجراء تجميدين ضريبيين، كما ضمنت إدارتي الإدارة السليمة للمالية العامة حيث أنها تحقق فائضاً طفيفاً كل عام.

 

- على المستوى البيئي.. ما هي الإنجازات البيئية التي حققتيها خلال مدة رئاستك لمدينة بروسار؟

 

- لقد حرصنا على تخضير أحياء مدينة بروسار من خلال زراعة أشجار إضافية، كما عملنا على تقليل الجزر الحرارية وهو معيار مهم للغاية سوف نأخذه في الاعتبار عند إتمام أي مشروع جديد في المدينة، أيضا استطعنا تنفيذ نظام جمع مخلفات الطعام في جميع أنحاء مدينتنا.

 

- ما هي أبرز القضايا الاستراتيجية المحلية الرئيسية التي نجحتي فيها؟

 

- لقد تمكنا من إظهار مكانة مدينة بروسار والترويج لها، بالإضافة إلى إنشاء وسائل النقل الحديثة وأبرزها القطار الكهربائي بهدف توسيع الطرق السريعة لدينا وهي قضيتنا الرئيسية في هذا الشأن، كما  استثمرنا عدة ملايين من الدولارات في إعادة تنشيط الحدائق، بناءً على خطة رئيسية للحدائق والمرافق المصممة والمطورة بهدف توفير مساحات خضراء يسهل الوصول إليها، مرحة ونشطة وساحرة ومريحة لعائلات مدينة بروسار، تعزز أنماط الحياة الصحية.

 

- كيف تعاملتي مع وباء كوفيد 19؟ وما هو الهدف الرئيسي لإدارتك خلال انتشاره؟

 

- مرورنا بوباء كوفيد 19 هو تحدي غير مسبوق، حيث أنه وباء عالمي من نوع خاص، وقد كان هدفي خلال انتشاره هو الحفاظ على الخدمات داخل مدينة بروسار في بيئة دائمة التغير، مع تكييف الإجراءات الداخلية للحفاظ على سلامة المواطنين واستمرارية الخدمات التي اعتادوا عليها. الآن نحن فيما يعتبر المنطقة الخضراء للوباء، مما يسمح لنا بإعادة فتح بعض الخدمات داخل المدينة، إلا أننا حريصون دائما على ضمان استعدادنا إذا ضربتنا موجة أخرى من الوباء.

 

 

- بما أنكِ نموذج مصري مثالي للنجاح المهني.. ما هي نصيحتك التي يمكن أن تقدمينها للشباب المصري؟

 

- نصيحتي لكل شاب أن يعمل ويجتهد، لتحقيق طموحة، وأن يعمل دائمًا لخلق إضافة جديدة لقدراته، فالفشل لا يعرف طريقه لمصمم على النجاح، ولا تنتظر أن يأتيك شيء جيد وأن جالس في مكانك لا تفعل شيء، بل النجاح يتطلب تجربة بدائل والعمل في مجالات آخرى إذا لم يحالفك الحظ في مجالك،  والإصرار على النجاح.

 

  - ما هي نصيحتك التي تقدمينها للمهاجرين من المصريين؟

 

- نصيحتي لأولئك الذين يعيشون في الخارج هي أن يكونوا منفتحين على فوائد بلدهم الجديد المختار، دون أن يفقدوا دروس الحياة والقيم التي نشأوا عليها في وطنهم الأم مصر، كما يقولون "العشب دائمًا أكثر خضرة على الجانب الآخر"، وهذا يعني أن الأشياء ربما ليست دائمًا مثالية في الموطن الجديد للمهاجرين، ولكن الشيء المثالي الذي أراه ويجب أن يتذكره كل مهاجر، أن هناك دائمًا منزل للعودة إليه في مصر، الوطن الأم، هي الجانب الآخر الأكثر خضرة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز