عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية إفريقيا وأصل التسمية (1)

د. إبراهيم محمد مرجونة
د. إبراهيم محمد مرجونة

تعددت الآراء والافتراضات حول أصل تسمية القارة الإفريقية بهذا الاسم، فقد كان اسم إفريقيا يقتصر في البداية على منطقة في شمال القارة، أما بقية أجزائها فكانت لها أسماؤها مثل: برقة، وطرابلس، وبلاد الحبشة، وبلاد السودان.



والسودان هكذا على إطلاقه كان يضم كل أصحاب البشرة السمراء في الحزام الممتد بقلب القارة من الغرب إلى الشرق، ثم تحدد اسم السودان على تلك المنطقة شبه الصحراوية، التي تعرف الآن بغرب إفريقية، ثم أطلقت أسماء أخرى على أصحاب البشرة السمراء في غير هذا الجزء، مثل اسم النوبة على سكان جنوب مصر، واسم الحبشة على إثيوبيا.

 

 

يقول الإصطخري: "وبلدان السودان بلاد عريضة، وليسوا هم بنوبة ولا بزنج ولا بحبشة، ولا من البجة، إلا أنهم جنس على حدة، أشد سوادًا من الجميع وأصفى".

 

 

ويذكر ابن خلدون: "والسودان أصناف شعوب وقبائل، أشهرهم بالمشرق الزنج، والنوبة، ويليهم الزغاوة، ويليهم الكانم، ويليهم من غربهم کوکو، ويتصلون بالبحر المحيط إلى غانة".

 

 

کما تجدر الإشارة إلى أن بعض الكتاب والجغرافيين العرب في العصور الوسطى، كانوا يخلطون بين مصطلحي بلاد السودان، وبلاد التكرور.

 

 

والتكرور إقليم من أقاليم مملكة مالي، وفي ذلك يقول العمري عند حديثه عن مملكة مالي وما بعدها: "وصاحب هذه المملكة المعروف عند أهل مصر بملك التكرور، ولو سمع أنف منه، لأن التكرور إنما هو إقليم من أقاليم مملكته"، والأحب إليه أن يقال: «صاحب مالي، لأنه الإقليم الأكبر وهو به أشهر".

 

 

وقبل الخوض في أصل تسمية إفريقيا، علينا أولًا تحديد جغرافية المنطقة، لأن هناك تضاربًا بين مؤرخي العرب وجغرافييهم حول حدودها، فمؤرخو العرب القدماء اعتبروا مدينة طرابلس أول حدود إفريقية، يليها مباشرة أول المغرب، وهناك من يطلق اسم إفريقية على جميع المغرب.

 

 

ويقول ياقوت الحموي: "إفريقية بكسر الهمزة، وهو اسم لبلاد واسعة وملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس".

 

 

ونقل ياقوت عن البكري قوله: "وحدُّ إفريقية طولها من برقة شرقًا إلى طنجة الخضراء غربا، وعرضها من البحر إلى الرمال التي في أول بلاد السودان".

 

 

بينما يقول ابن أبي دينار القيرواني: "إفريقية من بلاد الغرب، وعند أهل العلم إن أطلق اسم إفريقية، فإنهم يعنون به بلد القيروان".

 

 

ويضيف قائلا: "إن حد إفريقية من برقة إلى طنجة، وعرضها من البحر الشامي إلى الرمال التي أول السودان".

أما العمري فيحددها بقوله: «وإفريقية اسم الإقليم، وقاعدة الملك بها مدينة تونس، وأضيف إليها ملكة بجاية وملكة تدلس.. وطولها من تدلس إلى حدود برقة، وطرابلس أول مدنها مما يلي برقة، وتدلس آخر مدنها ما يلي المغرب الأوسط، وحدّها من الجنوب الصحراء الفاصلة بينها وبين بلاد جناوة المسكونة بأمم من السودان، ومن الشرق آخر حدود طرابلس.. ومن الشمال البحر الشمال ومن الغرب آخر حدود تدلس لجزائر بني مزغنة آخر عمالة صاحب بر العدوة".

 

 

ويتفق أبو الفداء مع المقدسي والإصطخري، ويفهم منهم أن إفريقية في بلاد تونس الحالية، والجزء الغربي من ليبيا، والجزء الشرقي من الجزائر إلى بجاية.

 

 

أما المؤرخون المحدثون، ومن بينهم ويل ديورانت فيذكر: "وكانت قرطاجنة حاضرة الولاية المسماة إفريقية ومحلها الآن شرقي بلاد تونس". 

 

 

أما المؤرخ الإيطالي إيتوري روسي، فيحددها بالمنطقة التي تمتد من قسنطينة حتى طرابلس، وأنها جزء من الأراضي الشاسعة للمنطقة التي تعرف باسم المغرب، وتمتد شرقي طرابلس.

 

 

هذا من جملة ما ذكره المؤرخون قديمًا وحديثًا في تحديد إقليم إفريقية، ورأينا الاختلافات فيما بينهم، ولكن الغالب هو أن إقليم إفريقية في المنطقة المعروفة الآن ببلاد تونس.  

 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز