عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

من عادات وغرائب شعب الأشانتي في غانا

د. رحاب سمير
د. رحاب سمير

يُعد شعب الأشانتي- Ashanti، من أشهر الشعوب التي تقطن في بلاد غرب إفريقيا، وتحديدًا دولة غانا الحالية، وهذا الشعب ينسب لذات الإقليم (إقليم الأشانتي) أو ربما يحمل الإقليم- في الغالب- اسم الشعب.



 

ويشتهر هذا الشعب من ناحية أخرى باسم (أشانتي كوتوكو)، وذلك نسبة لأحد الفرق الرياضية الغانية المعروفة، الذي كانت له مقابلات رياضية عديدة مع الأندية المصرية في البطولات الإفريقية، لا سيما إبان حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.

 

ويقع إقليم "الأشانتي" ضمن أرض غانا حاليًا، وحتى يومنا هذا لا يزال للأشانتي عاداتهم وتقاليدهم، ولا يزال لهم حاكم، هو ملك "الأشانتي"، ويسكن في الإقليم شعب الأكان- Akan People منذ قرون بعيدة، ويتكون الإقليم من العديد من الزعامات ذات الحكم الفيدرالي، التي تكونت منذ القرن الحادي عشر الهجري/ القرن السابع عشر الميلادي.

 

وكان شعب الأشانتي يمثل تهديدًا كبيرًا للمستعمرين الأوروبيين، لا سيما الإنجليز، خاصة فيما يرتبط بالحركة التجارية التي ازدهرت على سواحل المحيط الأطلنطي، وقد بقي الحال على هذا حتى تمكن المستعمرون الإنجليز من الانتصار على زعماء الأشانتي، وبذلك خضع الأشانتي لهم.

 

وقد اشتهر شعب الأشانتي بالذهب، ولهذا عرف بأنه شعب الذهب في غانا، التي اشتهرت منذ القدم بأنها بلاد الذهب، أو ساحل الذهب.

 

 

خريطة توضح موقع إقليم الأشانتي في غانا

 

وتقدم لنا إحدى الأساطير الشعبية في دولة غانا- وهي المعروفة بأسطورة "الثعبان المقدس (بيدا) وأمطار الذهب"- تصورًا شعبيًا لأصل الذهب في مملكة غانا القديمة (469-600هـ)، وأن مناجم الذهب في هذه البلاد يرجع أصلها إلى بقايا رأس هذا "الثعبان المقدس" بيدا، المشهور في غانا، والذي قتله أحد الشباب ويدعى ممادو (أي: محمود) أو أمادو (أي: أحمد) بحسب الروايات الغانية القديمة.

 

ولا تزال تأثيرات تلك الأسطورة الغانية القديمة موجودة، إذ إن قبائل الأشانتـي تعتقد- حتى يومنا هذا- بوجود ما يسمى "البراز الـذهبي"، وهو باللغُة المحلية "سو– سوم"، أو ما يُعرف بـ"روح الأشانتي".

 

صورة توضح زعماء الأشانتي

 

ويعتقد شعب الأشانتي أن ذلك "البراز الذهبي" رمزٌ مقدسٌ، وهو يذكرهم بعبادات أسلافهم وعقائدهم، وهم يعتقدون أنه نزل من السماء، وهو فيما يقال يعتبر نمطًا من أنماط التواصل بين الأرض والسماء، ويحتفظ شعب "الأشانتي" بهذا "البراز" بحسب معتقدهم القديم، ولا يُسمح لأحد بأن يلمسه، وهم يدافعون عنه حتى الموت خوفًا من فقدانه.

 

ويعتقد أن فكرة هذا "البراز المقدس" حسب عقيدة "الأشانتـي" ربما يُشير بشكلٍ أو بآخر لتأثـيرات "أسطورة الثعبان المقدس"، إذ لما قُتل الثعبـان "بيدا" صعدت رأسه إلى السماء، ثم سقطت على الأرض كالأمطار في شكل الـذهب، ولعلهم يؤمنون بأن هذه الأمطار كانت قد خرجت من جسد ذلك الثعبان المقدس، ولهذا فإنهم يدعونها باسم: "البراز الذهبـي".

 

ويذهب البعضُ إلى أن قتل الثعبان المقدس (بيدا) ربما يُشير إلى نوع من الصراع الـذي وقع في مملكة غانا، ما بين "الـديانة التقليدية" (الـوثنية) التي يرمز لهـا "الثعبان" من ناحية، وبين التحول إلى الـدين الإسلامي من ناحية أُخرى، ويُشار إلى ذلك التحول بشكلٍ واضح لا لبث فيه نحو الإسلام من خلال قتل الثعبان على يد الشاب (المُسلم) المدعو "مامادي" (أي: محمود).

 

ويقال- بحسب البعض من الباحثين- إن شعب الأشانتي هم من الشعوب التي تذيع بينها عادات أكل لحوم البشر، مثل بعض الشعوب الإفريقية الأخرى، وهو أمر غير يقيني على الإطلاق.

 

كلية السياحة والفنادق - جامعة حلوان  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز