عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية مدرسة التكرور بالقاهرة

د. إسماعيل حامد اسماعيل
د. إسماعيل حامد اسماعيل

شهدت العلاقات بين كل من مصر وبلاد التكرور (سكان غرب إفريقيا)- بحسب روايات مؤرخي المماليك- تطورا لافتا، ويعتبر عصر سلاطين المماليك (648-923هـ/ 1250-1517م) من أكثر العصور الإسلامية ازدهارًا في مصر، حيث انتقلت "الخلافة العباسية" في ذلك إلى مدينة القاهرة أيام السلطان الظاهر بيبرس (658– 676هـ) بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة (العباسية) على أيدي جحافل المغول (التتار)، ومن ثم صارت مدينة القاهرة أيام سلاطين المماليك العاصمة الكبرى للإسلام منذ ذلك الوقت. 



وقد تعددت الجاليات الإفريقية القادمة من بلاد السودان جنوب الصحراء الكبرى عامة في مدينة القاهـرة عبر العصور، لا سيما أولئك القادمين من "بلاد التكرور" (أي السودان الغربي)، ولا ريب أن الأزهر لعب دورًا مهمًا في جذب الكثيرين منهم، لما له من مكانة علمية، ودينية وثقافية فريدة في العالم الإسلامي. 

وصار لكل جالية من تلك الجاليات التي استقرت بالقاهرة رواق بالأزهر الشريف، وارتبط بأهل تلك الجالية من العلماء وطلبة العلم. 

وكانت جالية التكـرور من أهم تلك الجاليات التي كان لها رواق خاص بها داخل الأزهر الشريف، وكان يعرف بـ"رواق التكـرور" أو "رواق التكارنة" (أو التكاررة). 

واستفاد أهل التكرور إبان قدومهم للقاهرة مع موكب الحج القادم من بلادهم، انتظارًا لخـروج موكب الحج المصري، بالذهاب إلى أروقة الأزهر من أجل الدراسة على يد علمائه الكبار، ذوي المكانة والشهرة الكبيرة بين علماء المسلمين، ريثما يتحرك موكب الحج، ومنهم من كان يؤثر الإقامة بمصر بعد ذلك. 

وقد استقرت جماعات من التكرور بأرض مصر منذ وقت بعيد، وقبل قرون من زمان السلطان منسا موسى، حيث كانت تعيش جاليةٌ كبيرة من تلك البلاد في القاهرة منذ آواخـر عصر الدولة الأيـوبية، وأقاموا لهم مدرسة خاصة منتصف القرن 7هـ/ 13م تعرف باسم "مدرسة ابن رشيق"، بهدف تدريس المذهب والفقه المالكي، وطلب من واحد من أشهر العلماء بمصر في ذلـك الوقت- واسمه الشيخ علم الدين ابن رشيق- أن يُدرس فيها للطلاب من بلاد التكاررة الموجودين بأرض مصر. 

يقول المقريزي (ت: 845هـ/ 1441م) عن تلك المدرسة ومكانتها: "هذه المدرسة للمالكية، وهي بخط حمام الريش من مدينة مصر..". 

وكان "شعب الكانم"- فيما تذكر المصادر- من طوائف التكرور، لما وصلوا إلى أرض مصر سنة بضع وأربعين وستمائة قاصدين الحج، دفعوا للقاضي علم الدين مالًا بناها به ودرس بها، فعرفت به، وصار لها في بلاد التكرور سمعة عظيمة، وكانوا يبعثون إليها في غالب السنين المال".   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز