
أثينا تودع موسيقار الإنسانية إلى مثواه الأخير

عادل عبدالمحسن
تودع اليونان اليوم، الجمعة، الفنان والفيلسوف والمناضل، موسيقار الإنسانية، الموسيقار اليوناني الكبير ميكيس ثيودوراكيس، الذي شارك في تلحين النشيد الوطني الفلسطيني، عن 96 عامًا في أثينا.
ميكيس ثيودوراكيس.. بعد مسيرة حافلة تطوي صفحته
واشتهر ثيودوراكيس بتأليف موسيقى فيلم "زوربا" الشهير، عام 64 التي صدحت في أنحاء العالم أجمع.
ويعدّ الراحل، المولود في جزيرة خيوس في بحر إيجه، أشهر المؤلفين الموسيقيين اليونانيين، وفي رصيده مجموعة واسعة جدّاً من الأعمال، وتحوّل رمزاً للمقاومة على مرّ الأجيال، حيث ناضل من أجل بلده إبان الحرب العالمية الثانية وناصر كل حركات التحرر.
وكان إسهامه الأهم في إعادة التوزيع الموسيقي للنشيد الوطني الفلسطيني عام 1981، في خطوة عبَّر من خلالها عن تضامنه مع القضية الفلسطينية العادلة، في حين وضع الملحن الفلسطيني حسين نازك التوزيع الموسيقي النهائي للنشيد عام 2005.
تعليقاً على خبر وفاته، صرحت وزيرة الثقافة اليونانية، لينا ميندوني، بأن المؤلف الموسيقي، ميكيس ثيودوراكيس، الذي رحل عنّا، كان "معلّماً ومثقّفاً وراديكالياً".
كان لـ”ثيودوراكيس” دور كبير في زيادة الوعي العالمي بمحنة اليونان، خلال حقبة الديكتاتورية العسكرية (1967-1974). حيث تناولت أعماله الموسيقية الكثير من الأناشيد والأغاني الحماسية التي تستند إلى الأعمال الشعرية اليونانية الرئيسية، والتي ظل منها الكثير من ضمن أدبيات اليسار اليوناني لعقود. بالإضافة إلى السيمفونيات وعشرات الأعمال السينمائية، التي على رأسها فيلم "زوربا اليوناني"، الذي قام ببطولته، الممثل الأمريكي الشهير، أنتوني كوين.
وقال أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في رثاء موسيقار الإنسانية التقيت ميكيس ثيودوراكيس في الثمانينيات عندما زرت "أندرياس باباندريو"، ورفاقه في مرحلة الانتخابات اليونانية، خلال مرحلة المد الاشتراكي في أوروبا من "كرايسكي" في النمسا شرقاً إلى "فيليبي جونثاليث" في إسبانيا وفرنسوا ميتران في فرنسا غرباً.
قال قذاف الدام، طلبت التعرف على هذا العبقري، ودعاني لتناول الغداء في منزله المتواضع في أثينا، الذي يطل على "اكروبوليس"، وقضينا ساعات طوال حدثنا عن إعجابه بـ"القذافي"، وبروحه الثورية وشجاعته في مواجهة الدناصير.. ولقد وجدت في هذا الموسيقار روحاً مرحة وثقافة قل مثيلها وخبرة في تاريخ الشعوب، واستمرت علاقتنا وتواصلنا لعقود، وستبقى ذكراه وموسيقاه ومواقفه حية ومشرقة ومشرفة لليونان، وإضافة لما تحمله أثينا من إرث حضاري.