
عاجل| قرية عملاق الهندسة المعمارية تعود بعد ٧٠ عاماً.. والتحطيب "العود" صعيدي

عادل عبدالمحسن
المهندس المعماري الشهير حسن فتحي، صاحب نظرية إنشاء المباني من بيتئها والذي سافر لألمانيا، حتي يكون بين من يقدرون نظريته ورؤيته في البناء.
قرية حسن فتحي طراز معماري من البيئة الأقصرية
هذا العملاق، ترك في مدينة القرنة بالأقصر، واحدة من ابداعاته قرية تحمل اسمه بناها بنظام "القباب"، هذه القرية عادت مؤخرا إلى مسرح الأحداث، بمشروع احياء وترميم المبانى التراثية بقرية القرنة وهى المسرح، الخان، والمسجد.
والمشروع يعد تجربة رائدة للحفاظ على ارث ثقافي ومعماري هام، ونموذجا مميزا للعمارة البيئية التي تستخدم الخامات المحلية لضمان بقائها وإدارتها بشكل جيد وتبني فكر الحفاظ علي التراث المعماري والعمراني غير الاثري من خلال إعداد القوانين والتشريعات المنظمة لذلك مع اعادة تقييم الموجود منها لتتناسب مع المعايير التي تحددها الاتفاقيات الدولية المشاركة فيها مصر.
وتعد فنون العمارة مرآة الشعوب في كل حقبة زمنيةروصون التراث الانساني المادي بكافة اشكاله احد اشكال ترسيخ الهوية.
كانت وزيرة الثقافة، ايناس عبدالدايم، قد تفقدت أعمال ترميم القرية ووجهت بسرعة الانتهاء من عملية الترميم وفق الخطة الزمنية الموضوعة تمهيدا لافتتاح المرحلة الاولي من المشروع نهاية العام الجاري٢٠٢١، استعدادا لإقامة مهرجان التحطيب في موطنه الاصلي بالقرية وتفعيل كافة الانشطة الثقافية من خلال المسرح وملتقيات التصوير ومراسم الفنانين التشكيلين.
وشددت وزيرة الثقافة على اهمية سرعة البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لانهاء المشروع بالكامل بنفس معايير الجودة لتكون واجهة لتنمية السياحة الثقافية والبيئية وتتحول القرية الي مزار ثقافي وسياحي عالمي، مشيدة بما تم تنفيذه من اعمال الترميم وبدور ودعم اليونيسكو للحفاظ علي الطراز المعماري والبيئي المصري لرائد فن العمارة المهندس حسن فتحي مما يؤكد حرص مصر للحفاظ علي تراثها المعماري الفريد.
من جانبه، قال رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، المهندس محمد ابو سعدة، إن عملية الترميم في المرحلة الاولي استغرقت ما يقرب من 24 شهرا وفق معاير دقيقة للوصل الي الشكل الحالي بعد تاثر وانهيار المباني الذي دام لسنوات طويلة مؤكدا ان جهاز التنسيق الحضاري بالتعاون مع محافظة الأقصر وضع رؤيه بصرية لتطوير المنطقة المحيطة للتناسب مع القيمة المعمارية للقرية.
يذكر ان مشروع احياء وترميم المبانى التراثية بقرية القرنة سعت وزارة الثقافة إلى تنفيذة من خلال الجهاز القومى للتنسيق الحضارى للحفاظ علي أحد أهم مشاريع المعماري الرائد حسن فتحي ليس علي مستوي ما يلقاه من شهرة واهمية علي المستوي الوطني والعالمي بل ايضا لما يمثله مشروع القرية الذي تم تنفيذة 1948 من محاولة إلي ايجاد وصياغة مفردات العمارة المحلية في صورة هندسية ومعمارية تصبح قابلة للتطبيق والانتشار، ولما يمثله فكر المشروع من الاعتماد علي الخامة والايدي العاملة المحلية في اطار اقتصادي و فني ومهني وأصبح نموذجا يحتذي به علي مستوي العالم، وتتوافق اهداف المشروع مع المعايير القومية والدولية نظرا لما يتميز به اسلوب البناء الذي راعي طبيعة الخامات المحلية والظروف المناخية في الوجه القبلي ويشمل ترميم المركز الثقافي وهو ما يمثل عودة لممارسة انشطة ثقافية وفنية تخدم قطاع عريض علي مستوي جنوب مصر ومحافظة الأقصر ويعد اعادة توظيف الخان واستثماره كاستديوهات للفنانين واعادة فتح البازرات وكذلك الخدمات التي تحتاجها القرية أحد أهم التجارب في إعادة التوظيف والارتقاء بالمباني واعتبار مركز القرية بما يضم من الجامع والخان.
والمركز الثقافي احد نقاط الجذب السياحي والثقافي في أهم المناطق المسجلة علي التراث العالمي، كما لعبت وزارة الثقافة دورا هاما في التعاون مع الجهات الحكومية ممثلة في محافظة الأقصر ووزارة السياحة والآثار وكذلك الجهات الدولية ممثلة في منظمة اليونسكو فى لفت الانظار إلى أهمية المشروع هذا الى جانب دورها فى تسجيل المباني المتبقية من تصميم القرية الأصلية ضمن سجلات الحفاظ على المباني ذات القيمة المتميزة، ويجرى حاليا جهود لتسجيل المنطقة التراثية بالقرية ضمن المناطق ذات القيمة المتميزة كما تقوم وزارة الثقافة بإعداد مشروع تشغيل المباني لتكون منطقة القرنة مركزا النشاط الثقافي بالبر الغربي باستكمال الأرتقاء بالفراغ العمراني المحيط بالقرية وترميم باقي مبانيها.