عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. وإتيكيت دعوة الضيوف

فن الدبلوماسية.. وإتيكيت دعوة الضيوف

يتميز مجتمعنا العربي الأصيل بأعلى مراتب البروتوكول والاتيكيت في استقبال الضيوف، وتخبرنا مضايف ومجالس قبائلنا عن مدى الانضباط والاحترام والكرم ورحابة الصدر والابتسامة وحلو الكلمة، عند استقبالهم.



 

وتتميز أغلب الشعوب العربية بتلك الصفات، والتي منها أيضًا الاحتفاء بالضيف والوقوف على خدمته منذ لحظة وصوله ومن معه إلى حين مغادرتهم، ومن العادات العربية أن يجلس الضيف في صدر المَضِيف، وعن يمين المُضيف، وأن يُقدم له الطعام والشراب له أولًا، ثم بقية الحضور، لكن ينقص تلك العادات بعض الأمور الأكاديمية والفنية الحديثة، والغالبية معذورون لعدم معرفتهم بالمراسم والأعراف الدبلوماسية التي أصبحت سمة من سمات النجاح وحسن الخلق في العصر الحديث.

 

كما أن الكثير من المدارس الدبلوماسية في مختلف بقاع العالم، اقتبست من العالم العربي الكثير من العادات الكريمة والطيبة.

 

إن إتيكيت استقبال الضيوف من مختلف الدرجات والصنوف (نساء أو رجالًا) رسميًا/ شخصيًا/ عائليًا/ صباحًا، مساءً/ زيارة عمل/ زيارة مجاملة/ زيارة صديق/ زيارة خاصة/ كلها لها إتيكيتها الخاص، خاصة في عالمنا العربي والإسلامي، ولها سماتها المعروفة بالتقيد بتعاليم ديننا الحنيف، وعاداتنا الأصلية، حتى طبيعة ألوان الملابس، صباحية أو مسائية.

 

ومن أهم بنود الإتيكيت في استقبال الضيوف، أن يكون الضيف على الجهة اليمنى من المستضيف منذ اللحظة الأولى لاستقباله من باب البيت أو المكتب، وأن يجلس أيضًا إلى اليمين في غرفة أو حجرة الضيوف أو المكتب، وفي الزيارات الرسمية يكون السكرتير أو مدير المكتب هو المكلف باستقبال الضيف من السيارة إلى أن يصل إلى مكان اللقاء، وفي التوديع فإن على المضيف توديع ضيفه إلى الباب الرئيسي لمكان الإقامة (البيت أو الدائرة الرسمية)، ومن الأفضل أن تقوم أنتَ بنفسك بفتح الباب لضيوفك في الدعوات العائلية والاجتماعية حصرًا، واحرص على نظافة منزلك بصورة دائمة، وذلك لتتجنب إحراج نفسك، ونسّق مواعيد ضيوفك بحيث يكونون متقبلين لبعضهم البعض، وتجنب استضافة الأشخاص الذين يوجد بينهم تنافر في الرأي حتى لا تكون سببًا في حدوث المشاكل بينهم، مع الاهتمام بأطفالهم إن وجدوا، وعدم المبادرة بمصافحة المرأة المحجبة إلا إذا بادرت هي بالمصافحة.

 

ومن أهم بنود الإتيكيت في استقبال الضيوف، أن يحدث ذلك والابتسامة تعلو وجهك، فهي مفتاح القلوب، كما أنها من أرقى الأساليب في التعامل مع الأفراد، وكذلك فإن نبرة ومستوى الصوت علامة من علامات الضيافة، وعلى الضيوف عدم الجلوس طويلًا بعد فترة الغداء أو العشاء ما قد يسبب إحراجًا للمضيف.. أجلسْ ضيوفك في غرفة مريحة واهتم بأن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة، وابتعد عن استعمال الهاتف النقال أمام الضيف إلا في الحالات الطارئة فقط، واترك مجالًا للضيوف ليتحدثوا واستمع لهم بإنصات واهتمام، إذا انسكب شيء من الضيوف على الأرض أو على أثاث الغرفة، لا تتذمر، بل استقبل الأمر بابتسامة لطيفة ورقيقة.

 

إذا كان ضيوفك متزوجين فلا تقم باستدعاء ضيف أعزب معهم، تحاشَ وضع الرجلين على بعضهما وهزهما أمام الضيوف، ولا تحاول أن تظهر أمام ضيوفك بمستوى أعلى من مستواك، ذلك يثير التساؤلات ويسيء إليك، ولا تتكلم عن نفسك وتفوقك في أي مجال، ويفضل تجنب وضع الملح الزائد في الأكل أو البهارات أو الأشياء الحارة، فقد لا تسمح بذلك حالة ضيفك الصحية، ويكون تقديم المشروبات حسب ذوق الضيف، وحسب عاداتنا الإسلامية والعربية، بالإضافة إلى عدم إجبار الضيف على أكل أنواع بعينها من المأكولات أو الفواكه أو أي شيء آخر، مع ضرورة الإصغاء الكامل للضيف والتفاعل معه بالكلام، وإفساح المجال للبقية بالنقاش، مع تفادي الحديث في المواضيع الحساسة، مثل الدين والمذهب، والأمور المالية مثل الراتب، والمخصصات، والقروض.

 

وتحدد طرق استقبال الضيوف حسب موضوع الزيارة وهدفها ونوعية الزائرين (رسمية/ عائلية/ اجتماعية/ شخصية/ نسائية/ مختلطة)، ويفضل أن يحدد وقت الزيارات دائمًا بجميع أنواعها بين الساعة 10 صباحًا إلى 12 ظهرًا إذا كانت زيارة مجاملة، وكذلك مساءً بين الساعة 6 إلى الساعة 8، أما إذا كانت هناك مأدبة غداء أو حفل عشاء وقت استقبال الضيوف يستند إلى عمق العلاقة، وطبيعة الزيارة وتاريخها، وصلة القرابة.

 

دبلوماسي سابق

عضو جمعية الصحفيين العمانية  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز