عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. علي موسى الموسوي يكتب: التسول حول العالم

د. علي موسى الموسوي
د. علي موسى الموسوي

لا تزال التواريخ المنسيّة تقص لمتصفحها أحداثاً وظواهر عالمية تعيد اجترار نفسها وحياتها بكامل التفاصيل والهوامش البشرية، ومنها ظاهرة التسول عالمياً، والتي لا يزال الجدل والغموض يحيط بأسباب انتشارها وتاريخ تمددها المُرعب.



 

البعض التقط نظرة تحليلية أكد من خلالها أن الأزمة الاقتصادية العالمية وراء ذلك الشيوع الغريب، والبعض الآخر يرى أن دول أوروبا الشرقية كانت سبباً رئيسياً فى انتشار الظاهرة وتدعيمها عبر سياسات متخبطة وطبقية.

 

أما الآلية التفكيكية لأوضاعِ وطرق التسول في العالم، فنجدها مختلفة ثقافياً ومتباينة جغرافياً، ففي الهند مثلاً هناك مدينة خاصة بالمتسولين، لها قوانينها وطرق للعيش داخلها، وفي البلاد التي تمزقها الحروب والصراعات الطائفية والمذهبية، يختار المتسولون على الأغلب أماكن العبادة وأرصفة الطرقات. 

 

وفي أوروبا التي تشهد تمركز المتسولين داخل أنفاق المترو، والساحات العامة، وقرب المتاحف، ومنهم من يقدم عروضاً سحرية، وهناك من يستعرض بحركات بهلوانية، وآخر بأعمال فنية، لكن الأكثر جذباً وسخرية هي اللافتات التي تحمل تعليقات غريبة ومضحكة، يتفنن المتسولون في كتابتها وعرضها أمام الناس، واضعين بجوارهم صندوقاً صغيراً لجمع النقود، فما بين الرسم والموسيقى وتأدية الألعاب السحرية وارتداء الملابس الغريبة ورسم الوجوه بالألوان المختلفة لجذب السياح، والتقاط صور "السيلفى"، يبتكر متسولو الدول الأوروبية طرقهم الخاصة للحصول على الأموال، وهم يحرصون على الجلوس على أرصفة الطرقات واضعين علبًا من البلاستيك أمامهم يكتبون عليها عادة عبارات مثل "أنا جائع" أو "الرجاء المساعدة"، وغيرها من العبارات المؤثرة.

 

وتُشير المعلومات بهذا الخصوص إلى أن القسم الأكبر من أمثال هؤلاء في أوروبا هم من بلدان أوروبا الشرقية، أو ما يسمى مجتمعات الغجر، ويعد جلوسهم على الأرصفة والممرات المزدحمة أمراً مدروساً بعناية، لأنه يعرضهم لزحام المشاة وبالتالي تزيد في الواقع فرص جني المزيد من الأموال، كما يتعمّد المتسولين أحيانًا استخدام أطفالهم بهدف إيقاف المشاة في الطرقات، والإصرار على طلب المال لحاجتهم لسداد مصاريف العودة إلى بلادهم، ويضطر المار للاستجابة رغبة في التخلص منهم، علماً بأن المارة الذين يتعاطفون ويتبرعون للمتسولين بشكل مستمر هم الذين جعلوا منهم ظاهرة اجتماعية خطيرة، تقلق المجتمع الأوروبي، ومشكلة اجتماعية مرشحة للتفاقم باستمرار، خاصة مع صعود أحزاب اليمين المتطرف في بعض بلدان الاتحاد الأوروبي، والفجوة الاقتصادية الحاصلة بين بلدان أوروبا الغربية والشرقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز