
اعتراف رَيَّاب

قصة: محمد بروحو
على ضفاف نهر سَحَّ ماؤه، استحممنا معًا في ضوء قمر وضَّاح، نُجدل حَبْلَ الوُدِّ.
قلت: الآن حَصَّلتُ شهادة، ووفرت مالًا، وحظيت بمنصب حكومي، وآنست أصحابًا بارين أوفياء، ونادمت رفاقًا طاهرين عفيفين، وعاشرت معارف أصيلين أثيلين، وآلفت بطانة ورعين صادقين.

بتأفف قالت: وما الفائدة من شهادة بلا نِتَاجٍ، ومن مال حُصل من غِواية، وبهيتة، ومناصب مُغتصبة، ما سترت عورة سائل ولا ذليل، ومعارف اكتنف حياة سلالاتهم شُبهة والتباس، وأصحاب أَثِروا على ختلٍ وخداعٍ، ورفاقِ عُهرٍ وفُجورٍ.
قلت: وما بعد..؟
قالت: ضع شواهدك، ومالك، ومناصبك، ومعارفك، وأصحابك، ورفاقك، على هامش حياتك.
وابتر جدوها من نفسك وروحك، وابني حصنًا من الثقة والثبات، واغن عوالمك بوضوح وصراحة.
سأرحل الآن، لن تعثر على أثري، إلا بعد أن تطهر نفسك من الجنس ويغتسل وجدانك من قذارة ووَضَر، وينضج اعتقادك، وتبتهج مهجتك، وتتفتح كما تتفتح زهور براري سائبة.
وكانت آخر ليلة قضيناها معًا، ولم نلتقِ بعدها أبدًا.
ولم أعثر لحد الساعة على ما يوثق نصري، ومازلت تائهًا أبحث عن جُذور حقائق أُهملت في سراب أحلام وأوهام، أرشف كؤوس ذل وهوان.