عاجل
الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

أمهات الشهداء: الإنجازات في مصر تؤكد دماء فلذات أكبادنا لم تذهب هباء 1

والدة الشهيد النقيب عمرو خالد: كان "ضهرى" و"سندى" و"عكازى"

والدة الشهيد النقيب عمرو خالد
والدة الشهيد النقيب عمرو خالد

عاش بطلاً وارتقى شهيداً وكان يقول للمجندين:  "عمرك لربك وقلبك تحت رجليك"



آخر ما كتبه علي الفيس بوك: "أنها ميتة واحدة فلتكن في سبيل الله"

بحزن يغلفه الإيمان والعزيمة تحدثت الحاجة سامية نصر خيال محمود، والدة النقيب عمرو خالد حسين، الذي استشهد علي أرض سيناء الحبيبة جراء حادث إرهابي خسيس بالشيخ زويد يوم ٢٨ يناير 2017 لـ "بوابة روزاليوسف".

وتلقب الحاجة سامية بأم الشهداء، حيث فقدت ابنتها المهندسة هبة شهيدة المرض، تاركة طفلين صغيرين، قبل استشهاد النقيب عمرو بثلاثة أشهر فقط، ورغم آلام الفقد الشديدة إلا أن الحاجة "سامية" لم تفقد إيمانها لحظة بأن الله سيكون عوناً لها، ولم يداخلها الشك أبداً فى قدرة الوطن على الثأر لفلذة كبدها، وأن دماءه لن تذهب هباءً، وإن كان عند خالقه حى يرزق.

وتمر الأيام لتثبت أن إيمانها وثباتها كانا الوقود الداعم والدافع لاجتثاث الإرهاب من أرض سيناء الحبيبة من جذوره، واستكمال تنميتها وتطويرها بعزيمة حديدية لا تكل ولا تمل.

"لم تذهب دماء أبنائنا هباءً" هذا ما تثبته المشروعات القومية التي تنتشر فى أرض مصر طولاً وعرضاً، داهسة فى طريقها أحلام من ظنوا أنها سهلة المنال، وأنها لينة يمكن هزيمتها بالإرهاب الخسيس والتفجيرات الجبانة. 

 

 

 
 

تتذكر  الحاجة "سامية" طفولة ابنها الشهيد، قائلة: إنه ولد بقرية ششتا بمركز زفتي بمحافظة الغربية في 8 أغسطس 1987، وتصفه بأنه كان ملاكاً يمشي علي الأرض، تحلى بكل الصفات الحسنة التي جعلته أهلاً للشهادة، مضيفة "الله كما يصطفي رسله يختار الشهداء". 

وتشير إلي أن النقيب عمرو خالد كان متفوقاً في جميع مراحل دراسته، وكان من بين أوائل الشهادتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة ششتا، وكذلك فى الثانوية العامة التي حصل عليها من مدرسة القرشية الثانوية عام 2004، وكان والده العميد خالد حسن، قدوته طوال حياته، ولهذا كانت ألعابه فى طفولته عبارة عن مسدسات ودبابات وعربات مدرعة، وبمجرد حصوله على شهادة الثانوية العامة فاتحنا فى رغبته بالالتحاق بإحدى الكليات العسكرية ليصبح ضابطاً يحمى تراب الوطن مثل والده.

وبالفعل تقدم الطالب عمرو خالد بأروراقة للكلية الجوية والحربية في آن واحد، واجتاز الاختبارات المؤهلة بنجاح، وفى عام 2007 تخرج في الكلية الحربية دفعة 101 حربية، والتحق بسلاح الاستطلاع التابع لإدارة المخابرات الحربية.

 

 

 

وحصل الشهيد عمرو خالد بعد تخرجه في الكلية الحربية علي العديد من الفرق التخصصية، وتولي العديد من الوظائف، كما سافر لدولة الصين عام 2012 للحصول علي فرقة قيادة بدون طيار. 

وعن علاقته بأشقائه تقول والدته الحاجة سامية، إنه بالرغم من أنه كان أصغرهم، بعد محمد وابنتى هبة يرحمها الله، إلا أنه كان أكثرهم إحساساً بالمسؤولية، فقد كان يخاف علينا "من الهوا الطاير" ويعمل دائماً على تلبية طلباتنا كلما أمكن له ذلك.. كان "ضهري" و"سندي" و"عكازي".   

وبعد نفس عميق من أم مكلومة تقول الحاجة سامية وهى تحبس دموعها: "كان نفسي أفرح بيه ويتجوز، وأشوف عياله وأشم ريحته فيهم".. كان رافضاً تماماً للزواج وقام بفسخ أربع خطوبات، ما جعلنى أتعجب من إصراره على عدم الزواج، وفى إحدى الأيام بعد حديث دار بينى وبينه حول رفضه للزواج قال لى: "يا ماما أنا عروستى فى الجنة من الحور العين"، وعندما لاحظ خوفى وحزنى الشديد من كلامه قال لى بصرامة "انتي عاوزاني أسيب أرملة وعيال أيتام"، وكان ذلك بعد وفاة شقيقته بأسابيع قليلة.

وتتذكر: قال لى مرة عندما فاتحته فى أمر الزواج، وكنت لا أتوقف عن ذلك رغبة منى فى أن أرى أولاده: "منذ أيام كنت أعزى أسرة أحد زملائى الذين استشهدوا فى سيناء، ولم أنسى أبداً حزن ابنه الصغير وهو يسألنى "بابا مش هايرجع تاني ياعمو".. "أنا أخر مرة طلبت منه عربية لعبة ومسدس". 

 

 

 

 

 

وتضيف: لحظتها انقبض قلبي وشعرت أن عمرو مشروع شهيد، لكننى قلت له "بس أنت اتجوز وما حدش يعلم الغيب"، وتشير إلى أنها قابلت الكثيرين من أصدقاء دفعته، وممن كانوا معه فى الخدمة بسيناء وجميعهم أكدوا أنه كان شجاعاً ومقداماً ودائماً ما كان يقول للمجندين "عمرك لربك وقلبك تحت رجليك"، وآخر ما كتبه علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "هى ميتة واحدة، فلتكن في سبيل الله"

وأكدت الحاجة سامية أنها لم تعلم أن "عمرو" طلب نقله للعمل فى سيناء، بعد استشهاد زملاء من دفعته هناك، أراد أن يثأر لهم، ولم يتحدث معى أبداً عن طبيعة عمله أو مكانه، كان "بيوهمني بأنه يعمل فى الإسماعيلية". 

وتتذكر: آخر إجازة له حرص علي عدم الخروج من المنزل إلا في أضيق الحدود، كان دائم الجلوس معنا ومع أبناء أخته، وعلمت بعد وفاته أنه اتصل بجميع أصدقائه وأقاربه قبل سفره للوحدة. 

وأضافت: قبل سفره قبلنى وحضنى بشده، ولحظتها شعرت بخوف شديد، لم يفعلها من قبل، كان يودعنى، وبعد أن أغلق باب المنزل فى طريقه لوحدته عاد مرة أخري بعد دقائق ليسلم على مرة أخرى، وأوصاني علي أولاد أخته قائلاً: "يا ماما أنا قبل ما أسافر ها أروح المقابر لزيارة قبر أختي".

 

 

 

 

فى يوم استشهاد تقول والدة الشهيد النقيب عمرو خالد، أنها شعرت فى ذلك اليوم بغصة في قلبها، وبعد ساعات علمت باستشهاده "كل من حولى كان يعلم، وبعد تردد خوفاً على حياتى من الصدمة أبلغتني زوجة ابني قائلة "يا ماما عمرو استشهد"، لحظتها وجدت من يهتف فى أذني رددي "إنا لله وإنا إليه راجعون"، سيد الخلق سيدنا محمد مات ولَم يخلد، هكذا جاءني التثبيت من رب العالمين فظللت أردد إنا لله وإنا إليه راجعون"، وكنت استغفر كثيراً لكن لوعة الفراق كانت تمزقني، ثم أتذكر منزلة الشهداء عن رب العالمين، فينزل الصبر علي قلبي. 

وتسرد والدة الشهيد بعض الرؤي، منها أنها بعد إتمام مناسك الحج وبعد صلاة الفجر شاهدت ابنها رؤي العين بملابسه الحربية، وكان مبتسماً ووجهه مضيئ مثل البدر، كانه أراد أن يبرد قلبي على فراقه ويطمئنى أنه عند ربه حى يرزق وسعيد بما أتاه الله من فضله.

كما رأيت انني ارتدي جِلبابا جميلًا تسر له العين وحذاء من لؤلؤ وبجانبي ابنتي هبه وترتدي فستانا جميلا وهي مبتسما ومعها أطفالا وكانهم أبرار الجنة ويرتدون ملابسا بيضاء ومعهم الشهيد، وتتسع بوابة المنزل بالأنوار التي لا تستطيع العيون رؤيتها من كثرة الإضاءة، ويبتسم والد الشهيد وكأن الكل في موكب روحاني. 

 

 

وأنهت حديثها بالدعاء للرئيس عبد الفتاح السيسي بقولها حفظه الله ورعاه وأعانه علي حمله الثقيل، حيث إنه يصلح ما أفسده السابقون، حيث إن بوادر التنمية الشاملة سواء في سيناء وحملات التطهير قد ظهرت والتنمية العمرانية والحملات الطبية وإصلاح القري والريف.   

وأشارت الحاجة سامية أن الدولة تدعم أسر الشهداء، حيث تقوم بتكريمهم كل عام وإطلاق كثير من المدارس  والكباري بأسماء الشهداء، بالاضافة للبعثات الحج والعمرة وخلافه لافته أنه تم إطلاق اسم مدرسة بمركز الحسينية بمحافظة شمال سيناء باسم الشهيد عمرو بالاضافة الي بناء مسجد في احدي الكتائب باسم ابنها ومدرسة بالقرية ششتا مسقط رأسه متمنية أن يتم الاحتفال بيوم الشهيد في كافة المحافظات كي يتعرف أمهات الشهداء علي بعضهم البعض والمواساة في الاحزان. 

كما دعت الشباب، بضرورة التكاتف والوقوف بجانب القيادة الحكيمة الرشيدة، وعدم الانصياع بدعاوي التحريض والتخريب والهدم وضرورة دعم الاستقرار.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز