والدة الشهيد عقيد أ. ح محمد سمير إدريس فى حديث خاص لـ بوابة روزاليوسف

ابنى تمنى الشهادة ونالها بعد أن قطع إجازته عندما سمع بضرب "كمين الغاز"

يعد غرس القيم والأخلاق والانتماء وحب الوطن، فى الصغر، من أهم أساسيات التربية التي تضمن تخريج أجيال قادرة على قيادة قاطرة الإصلاح الاقتصادي والسياسي فى أى بلد.. هكذا بدأت الحاجة أميمة محمود عبد الحميد، والدة الشهيد عقيد أركان حرب محمد سمير إدريس، حديثها لـ "بوابة روزاليوسف". 

وتقول الحاجة أميمة: التنمية والارتقاء بمستوي المعيشة والاهتمام بصحة المصريين جعلني أقول أن "دم ابني ماراحشي هدر"، وأكدت أن الدولة اتخذت كثيراً من الإجراءات، وحزمة من السياسات التي جعلت مصر تقف علي المسار الصحيح في وقت قصير، بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي  التي وصفت عهده بعد الإنجازات غير المسبوقة.

ودللت علي ذلك بما يحدث علي أرض الواقع من شبكة طرق وكباري، واصفة إياها بأنها تفوق الخيال، مثل طريق العلمين والجلالة، وأيضا المحاور المختلفة،  وتروي أم البطل أنها خلال زيارتها لمطروح انبهرت بكمية المزارع علي جانبي الطريق، كما انبهرت بمبادرة حياة كريمة، التي تخترق مصر من شمالها إلى جنوبها، ومن الغرب إلى الشرق، واصلة إلى القرى والنجوع، لصنع حياة تليق بأبناء مصر وشعبها البطل.

الشهدي عقيد أ. ح محمد سمير إدريس مع أسرته

ووجهت كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلة "سر ونحن معك، وورائك" ومثلما تقول إن الشعب في عينيك، خاصة أهالي الشهداء، فأنت أيضاً في قلوبنا وأعيننا وفوق رأسنا.

وأشادت بتكريم الرئيس السيسي لأمهات الشهداء، م}كدة أن مصر لا تنسي أبطالها البواسل. وتتذكر والدة الشهيد البطل: كان والد محمد حريصاً علي أن أن يسرد على أبناءه قصص البطولات التي قام بها جنودنا البواسل فى حرب أكتوبر المجيدة، بالإضافة لأخذهم فى رحلات لزيارة "تبة الشجرة بسيناء" وهو موقع كان من أحصن وأقوي الأماكن الحربية الإسرائيلية التي تمكنت القوات المصرية من دكها، وهو من ضمن الحصون التي تم إقامتها علي طول خط قناة السويس، تقوم القوات الإسرائلية من خلالها بمراقبة الضفة الغربية للقناة، وقصف مواقع الجيش المصري، واستطاع الجيش المصري إسقاطها.

وتضيف: كان إبنى الشهيد العقيد أركان حرب، محمد سمير إدريس، يشرد بذهنه عندما يستمع من والده لتلك البطولات، وطوال حياته كان منبهراً بالجيش وأبطاله البواسل، وملأ يديه كثيراً بتراب أرض الفيروز، ودعا أن يكون ضابطاً بالقوات المسلحة، والخدمة فى سيناء، وأن يستشهد علي أرضها. 

الشهيد عقيد أ. ح محمد سمير إدريس مع الشهيد العقيد أحمد المنسي

وتوضح الحاجة أميمة، أن إبنها حقق حلمه وخدم بسيناء واستشهد على أرضها، وكان يرحمه الله بارعاً في الألعاب القتالية والسباحة تمهيداً للتأهيل لدخول الكلية الحربية، وبالفعل عندما حصل فى الثانوية العامة علي مجموع 96% أصر علي التقدم للكلية الحربية، لتحقيق حلم حياته، وتم قبوله فى 1 نوفمبر 1997، وكان طوال سنوات دراسته بالكلية الحربية طالباً متفوقاً. 

وأضافت الأم المكلومة أن ابنها تقدم أثناء خدمته بطلب للخدمة فى سيناء، وتم قبول طلبه عام 2013، وشرف بالمشاركة فى العيد من المداهمات والتمشيطات على أرض الفيروز، وكان له ولزملاءه دوراً كبيراً في القضاء علي الكثير من البؤر الإرهابية. 

الشهيد عقيد أ. ح محمد سمير إدريس

ونظرا لكفاءته تم تكريمه خلال 6 أشهر ثلاث مرات، من القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربي. وتتذكر الحاجة أميمة: كان في إجازة عندما سمع بضرب كمين الغاز بسيناء، فانتفض وأصر علي قطع إجازته لمساعدة زملائه، قبل ذلك كان حريصاً على توديع أهله وأقاربه، وزيارة قبر والده. وتستكمل: لا أنسي ارتماءه في حضن أكثر من مرة، وقوله "عاوز اشبع منك، ماتزعليش كلها أيام وراجع". وبالفعل عاد سالماً يوم 11 ديسمبر 2016 متأثرا بجروح، إثر انفجار غرب مدينة الشيخ زويد بجنوب سيناء، لكنه دخل في غيبوبة أثناء علاجه واستشهد بعد ذلك بأيام قليلة.

زوجة الشهيد عقيد أ. ح محمد سمير إدريس

وأشارت أم البطل إلى أن مصر ستظل شامخة، ولن تتأثر بأي شائعات مغرضة، هدفها شق الصف، وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وطالبت الشباب بضرورة العمل المتواصل حتى يرفعوا من شأن الوطن، وأن ينظروا إلى من قدم دماءه عن اقتناع تام فداء لمصر وأهلها وأشادت الحاجة أميمة بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمهات الشهداء، قائلة إن مصر لا تنسي أبطالها، مشيرة إلى تكريمها كأم مثالية.