عاجل| "سويسرا الشرق" تغرق في الظلام.. وبلاد "الأفيال"ـ "التنين" في الطريق (فيديو)
عادل عبدالمحسن
انطفأت الأنوار في لبنان، التي كانت توصف بـ“سويسرا الشرق”، بعد إغلاق أكبر محطتين للطاقة في البلاد بسبب نقص الوقود، ما أدى إلى إغراق ستة ملايين شخص في الظلام.. وفقاً لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
ربما يعجبك
توقف الإنتاج في محطة كهرباء الزهراني اليوم السبت بعد ساعات من إغلاق معمل “دير عمار” أمس بسبب نفاد إمدادات الديزل.
وأكد مسؤول حكومي لبناني أن شبكة الكهرباء في البلاد "توقفت تمامًا عن العمل ظهر اليوم"، محذراً من أنه من غير المرجح استئناف الإنتاج "حتى يوم الاثنين المقبل أو لعدة أيام".
وقال المسؤول إن شركة الكهرباء الحكومية ستحاول استخدام احتياطي زيت الوقود للجيش لتشغيل محطات الكهرباء بشكل مؤقت، لكن ذلك لن يحدث في أي وقت قريب.
ويعيش لبنان في حالة من الفوضى منذ سنوات بعد استقالة الحكومة في أعقاب الانفجار الضخم في بيروت عام 2020.
من المحتمل أن يكون النقص نتيجة لسوء الإدارة بعد شهور من الخلاف على السلطة بين الفصائل المختلفة في البلاد.
لكن قد يأتي على خلفية نقص الطاقة في جميع أنحاء العالم والمخاوف من نقص الوقود العالمي بعد أن حذرت الهند من أن محطاتها التي تعمل بالفحم قد تنطفئ في غضون ثلاثة أيام فقط، وأن انقطاع التيار الكهربائي يضرب الصين.
قال مسؤولون إن الشبكة اللبنانية توقفت اليوم بعد أن انخفض إنتاج الطاقة إلى أقل من 200 ميغاوات- وهو ما يكفي لتزويد حوالي 5000 منزل فقط بالطاقة.
وفي يوليو، وافق لبنان على اتفاق مؤقت مع العراق لتزويده بالوقود في محاولة يائسة لتخفيف انقطاع التيار الكهربائي ونقص الإمدادات الأساسية.
وتسبب نقص السلع الأساسية في ظهور طوابير طويلة تمتد لساعات في الشوارع، فيما وصفه السكان المحليون بـ"طوابير الإذلال".
ويعتمد الكثير من اللبنانيين عادة على المولدات الخاصة التي تعمل بالديزل، على الرغم من نقص ذلك أيضًا.
وأصيبت البلاد بالشلل بسبب أزمة اقتصادية تفاقمت مع نضوب إمدادات الوقود المستورد. وانخفضت العملة اللبنانية بنسبة 90 في المائة منذ عام 2019.
وتخلف لبنان عن سداد ديونه الخارجية العام الماضي وواجه صعوبات في سداد ديونه للموردين.
وكان البنك المركزي يقصر الائتمان على مشتريات الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود والأدوية.
ولجأ السكان إلى استخدام إمدادات السوق السوداء باهظة الثمن مع انهيار مئات المتاجر والشركات المحلية.
وفي بعض الأحيان، يصطف الناس لأميال لملء سياراتهم، ما يؤدي غالبًا إلى مشاهد فوضوية مليئة بالعنف.
كان انقطاع التيار الكهربائي عنصرًا أساسيًا في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا في عام 1990، ويعتمد البلد الصغير على الوقود المستورد.
لكن المشكلة تفاقمت في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة مشاكل مالية غير مسبوقة، وتفكر في رفع دعم الوقود.
نفاد احتياطيات الفحم في الهند
وفي سياق آخر، حذرت الهند من أن احتياطيات الفحم وصلت إلى أدنى مستوياتها، حيث من المقرر أن تنطفئ المحطات التي تعمل بالفحم في غضون ثلاثة أيام فقط.
وتُظهر البيانات الحكومية أن أكثر من نصف محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في البلاد البالغ عددها 135 محطة لديها مخزون وقود أقل من ثلاثة أيام، وهو ما يقل كثيرًا عن الإرشادات الفيدرالية التي توصي بإمدادات لمدة أسبوعين على الأقل.
وشهدت الأزمة بالفعل إطفاء الأضواء في بعض الولايات الشمالية والشرقية مع مخاوف من أن تكون العاصمة نيودلهي هي التالية- وحذر المسؤولون من أن النقص قد يستمر خلال الشتاء.
وحث رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كيجريوال حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي على تخصيص المزيد من الفحم والغاز لمحطات الطاقة التي تزود العاصمة وسط مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي عن سكان العاصمة البالغ عددهم 20 مليون نسمة.
نتجت ندرة الفحم عن زيادة الطلب من الصناعات التي فاجأت منتجي الطاقة وتباطؤ الواردات بسبب الأسعار العالمية القياسية.
الصين تكافح أسوأ أزمة كهرباء
وفي غضون ذلك، تكافح الصين أسوأ أزمة كهرباء، حيث تعاني البلاد من نقص شديد في مدن الطاقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، واضطرت المصانع إلى الإغلاق أو فتح أبوابها لبضع ساعات فقط في الأسبوع.
كانت الأزمة، التي بدأت قبل أسبوعين، ناجمة عن ارتفاع تكلفة الفحم مع إعادة فتح الاقتصاد بعد كوفيد، ما يعني أن محطات الطاقة كانت تعمل بخسارة وبدأت في الإغلاق.
تم الإبلاغ عن انقطاع التيار الكهربائي في مقاطعة قوانج دونج الجنوبية، لكنه كان أكثر حدة في مراكز التصنيع الشمالية الشرقية في هيلونج جيانج وجيلين ولياو نينج.
وبحسب ما ورد تُرك أصحاب المتاجر في الصين لإضاءة مبانيهم بالشموع وسط انقطاع التيار الكهربائي الأخير الذي استمر ثلاثة أيام والذي أدى أيضًا إلى انهيار شبكات الهاتف المحمول.
يُعتقد أن 16 مقاطعة إضافية تقنن الطاقة بسبب نقص الإمدادات، على الرغم من تجنبها انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
رداً على ذلك، أمرت شانشي- أكبر منطقة منتجة للفحم في الصين- من مناجم الفحم البالغ عددها 98 منجما لزيادة طاقتها الإنتاجية السنوية بمقدار 55.3 مليون طن.
كما ستسمح شانشي بحوالي 51 منجم فحم وصلت إلى الحد الأقصى لمستويات الإنتاج السنوي لمواصلة الإنتاج.
في منطقة الفحم رقم 2 في الصين، منغوليا الداخلية، تم إخبار 72 منجمًا أنها قد تعمل بقدرات أعلى على الفور، شريطة أن تضمن الإنتاج الآمن.
يؤثر نقص الوقود أيضًا على أوروبا وسط ارتفاع في الطلب على الطاقة في جميع أنحاء العالم مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة Covid-19.
جوجل نيوز
