عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: مفاتيح السعادة

نشوى سلامة
نشوى سلامة

كل شيء فى هذه الدنيا له أبواب نطرقها حتى نصل لأخرى، تظل تأخذنا تباعاً إلى ما لا نهاية، أو الى أن ينتهى بنا العمر، وكما أن هناك أبواباً هناك أيضاً مفاتيح لها، كلنا نمتلكها، ولكن لسنا جميعاً نجيد استخدامها، ربما نتعثر قليلاً، ربما نجهل الطريقة، ربما قد حُرمنا اقتنائها، ويالشقائهم من حُرموا.



تلك الأبواب هى مراحل حياتنا، بما فيها من أمل وألم، ونحن نجتاز واحداً لنعبر لآخر، أو نختبىء خلف واحد ولا نلحق بآخٍر، أو نحتمى بواحدٍ من آخر، أو نظل نبحث ورائهم جميعاً حتى نجد ما  نسعى إليه، وما ينتظرنا، حتى لو كان آخر باب.

وحتى السعادة صار لها أبواب، وكذا مفاتيح، فمن منا يدرك مفاتيح سعادته، ولنصحح الجملة: من منا أدرك بالفعل مفاتيح سعادته؟

هناك آراء كثيرة حول مفهوم السعادة، وتحديداً الشعور بالسعادة، فقد تمتلك كل مقوماتها لكنك لا تستشعرها، تُرى ماهذه المقومات؟ هناك فريق يرى أن السعادة فى الحياة المترفة والمال الوفير والعيش بسهولة، لا مشاكل، لا منغصات، وقد بنى ذلك الفريق رأيه استناداً لدراسة أحوال بعض الفئات، فهل هناك فجوة بين الواقع والدراسة؟ أقصد طبعا بين المظهر والجوهر.

وهناك فريق أيد وبشدة أن الشعور بالسعادة نابع من التشبع بالرضا عن النفس، وعن الغير، الرضا بما تمتلك وبما امتنع، الرضا الذي يسمو بأصحابه فتجدهم كالمتصوفون، معنا على الأرض لكن روحهم متعلقة بسماء الكون، وأنا بالطبع أميل إلى هذا الفريق. 

ومع ذلك فهناك موطناً آخر للسعادة لم نلتفت إليه، هو داخلنا، فى قلوبنا، فى تركيبة شخصيتنا، والسؤال هو هل أريد أن أكون سعيدة أم لا؟ هل شخصيتى تستطيع أن تسعد بمفردها دونما انتظار من يسعدها؟ هل قلبى ينبض فقط إذا تنفس أحدهم.. خلاصة القول: هل لابد أن أعلق سعادتى فى رقاب من حولى؟ لا والله، وإذا فعلت فقد أضعت بيدى مفتاح سعادتى، وسأظل أبحث عنه طيلة حياتى، فما أنا بالمرتاح، ولا أنا بالسعيد .

وهذه هى أحوال الناس، أزواجاً يلقون باللوم على بعضهم لأنهم لا يشعرون بالسعادة، كيف ذلك؟ هل كنت السعيد وتزوجتها فأتعستكَ، ما هذا العبث، وهذه الأم التي تستجدى سعادة من أولادها هل سألتهم قبل إنجابهم فى رغبتهم للمجىء لهذه الدنيا مثلاً؟! وهذان العاشقان اللذان ما إن انتهت لذة العشق إلى أن كاد الحب أن يختفى، أو بالأحرى انتهى، هل كان ذاك أول وآخر الأبواب أمامكم مثلاً؟!

 الزوجان لا يريدان السعادة من داخلهم، بل يتسولاها من بعضهما، ولذا يتبادلان الاتهامات، ربما لو فعلا العكس لظهرت السعادة عليهما، وتوقفا عن الشكوى، وهذه الأم لِمَ تنتظر رد الجميل، ألستِ سعيدة من داخلك بأنهم أبنائك؟! والمحبان اللذان فقدا شغف البدايات لأن كليهما اعتمد على الآخر، تاها عن الباب، وأضاعا مفتاحه.

مفتاح سعادتك ياصديقى بداخلك أنت فقط ، أنت تعلم أن هناك أشياء صغيرة تسعدك فإفعلها، وتفاصيل تخصك وحدك تجعل قلبك يرقص، لا تهملها، وأموراً بعينها تجعل روحك تحلق فى السماء، وعقلك يسمو،  استمر بها.. كل هذه الأشياء تُشبع سعادتك وتنميها إذا غُلفت بتمام الرضا النابع من داخلك، فإذا أردت فعلاً أن تمسك بالسعادة فتش عنها بداخلك.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز