عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. شاكر عرفات يكتب : عن اليوم العالمي للغذاء.. إنه يومك أنت

د. شاكر عرفات
د. شاكر عرفات

في السادس عشر من شهر أكتوبر كل عام، يحتفي العالم أجمع بيوم الغذاء العالمي؛ حيث تحتفل منظمة الأغذية والزراعة كل عام بهذا اليوم وهو يوم تأسيس المنظمة عام 1945م. في هذا اليوم تنظم حوالي 150 دولة من جميع أنحاء العالم فعاليات بغرض التوعية والعمل على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي من أجل خفض عدد الجوعى من حيث إتاحة الغذاء الآمن والمغذي للجميع. حيث يهدف يوم الغذاء العالمي لتسليط الضوء على توفير الغذاء ومكافحة الجوع والآثار المترتبة عليه، أيضًا تسليط الضوء على أثر نقص الغذاء على الفقراء في دول العالم، وقد عمدت منظمة الأمم المتحدة، من خلال منظمة (الفاو) إلى اعتبار يوم السادس عشر من شهر أكتوبر من كل عام للاحتفال عالميًا باليوم العالمي للغذاء. ويُعد هذا اليوم فرصة لإظهار الالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والقضاء على الجوع بحلول عام 2030.



الحق في الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وهدفه تزويد الدول النامية بالغذاء، من خلال الاستثمار في النظم الغذائية، والتنمية الريفية، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية، مثل التغيرات المناخية، ومعالجة بعض أسباب الهجرة، وقد تم تحقيق هذا الهدف على مدى العشرين عاما الماضية، حيث نجحت 72 بلداً في تخفيض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع بحلول عام 2015 ميلادي، وبذلك فإن احتمال وفاة طفل قبل سن الخامسة انخفض إلى النصف تقريبا، كما انخفضت معدلات الفقر المدقع إلى النصف منذ عام 1990 ميلادي.

إن النظام الغذائي والزراعي المستدام هو نظام يتمتع فيه الجميع بمجموعة متنوعة من الأغذية المغذية والآمنة بكميات كافية وأسعار مناسبة، لا يعاني فيه أحد من أي شكل من أشكال سوء التغذية. وهو نظام تكون فيه الأغذية متاحة وأيضًا ينخفض معدل الهدر والفاقد من الغذاء، وتكون فيه سلسلة الإمدادات الغذائية أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الأزمات والصدمات، مثل التغيرات المناخية أو كوفيد-19 التي يعاني منها العالم خلال العامين الماضيين، وواقع الأمر أن النظام الزراعي والغذائي المستدام يعني إنتاجا أفضل وبيئة أفضل وتغذية أفضل وحياة أفضل للجميع.

إن العمل الجماعي في 150 دولة والتعاون فيما بينها هو ما يجعل يوم الغذاء العالمي أحد أكثر الأيام احتفاء به في تقويم الأمم المتحدة. فمئات الفعاليات وأنشطة التوعية والتثقيف تجمع بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام وجميع المواطنين. وهي تعزز الوعي والعمل في جميع أنحاء العالم من أجل أولئك الذين يعانون من الجوع، ومن أجل الحاجة إلى ضمان أنماط غذائية صحية وآمنة للجميع.

في السنوات القليلة الماضية تبنت القيادة السياسية في مصر التوسع الأفقي والرأسي في الإنتاج الزراعي، وذلك من أجل توفير غذاء آمن وبسعر مناسب لجميع المواطنين والمقيمين. حيث أطلق فخامة رئيس الجمهورية مشروع المليون ونصف المليون فدان، تلاه أيضًا مبادرة 100 مليون شجرة زيتون، ثم مبادرة 2,5 مليون نخلة، إلى جانب مشروع الصوب الزراعية، هذا بالإضافة إلى مشروع مستقبل مصر ومراكز تجميع الألبان، وأخيرا الدلتا الجديدة وغيرها.. كل هذه المشاريع تستهدف زيادة الإنتاج الزراعي الأفقي. على الجانب الآخر كان هناك دور مهم وفعال من الباحثين بمركز البحوث الزراعية نحو زيادة إنتاجية وحدة المساحة مع الحصول على أعلى جودة مع الأخذ في الاعتبار ترشيد استهلاك المياه، من خلال أساليب الري الحديثة وتبطين الترع واستنباط أصناف جديدة تتناسب مع البيئة المصرية مقاومة للآفات والأمراض للحد من استخدام المبيدات لتوفير غذاء مطابق للمواصفات القياسية خالٍ من الملوثات وآمن صحيًا ومطابق لمتطلبات الهيئة القومية لسلامة الغذاء.

إن الاهتمام بتوفير غذاء آمن وصحي ومغذٍ نجد أنه أولوية بالنسبة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فلم يخل لقاء أو حوار إلا وتحدث سيادته عن الإنتاج والتصنيع الغذائي؛ حيث أطلق العديد من المبادرات من شأنها المحافظة على صحة وسلامة المواطنين، ولعل آخرها مبادرة "حياة كريمة"، التي أصبحت الآن مبادرة كل مواطن، فهي مبادرة تستهدف أمة كاملة وليس أفرادًا محددين.

إن سلامة الغذاء وإتاحته بأسعار مناسبة أولوية أولى للقيادة السياسية والبرهان على ذلك إنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وأيضًا مدينة الصناعات الغذائية بمدينة السادات.

هذا العام يوم الغذاء العالمي، الذي يوافق 16 أكتوبر مختلف على الأرض المصرية؛ حيث أصبح الإنتاج الغذائي أولوية والتصنيع الغذائي في تطور، والغذاء متاح بأسعار مناسبة.

وأخيرًا.. عندما نرغب في حياة أفضل فهذا يحتاج إلى غذاء آمن وصحي من إنتاج أفضل ومستدام، وذلك يحتاج إلى بذل الجهد والعرق والعمل بروح الفريق، من أجل مستقبل وحياة أفضل لبلادنا. كل عام وصناع الإنتاج والتصنيع الغذائي في العالم في تقدم من أجل عالم خالٍ من الفقر والجوع.

 

مدير معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز