عاوز أتجوز ولكن...

 أصبحت عبارة عاوز اتجوز ولكن، وتعدد أسباب التردد ظاهره منتشرة بين اغلب شباب هذا الزمان.. كثيرا منهم يدعى خوفه من أخلاق البنات اللاتى أصبحن ينافسن الشباب فى السهر خارج المنزل، والبعض يريدها مثقفة واعية ويخشى من خداع فترة الخطوبة، ليكتشف بعد ذلك خواء عقلها.. والأغلب الأعم يهرب من فكرة الزواج للتكاليف الباهظه، التي ستطلب منه ولا يتخيل كما قال لى أحدهم أن يمنح كل ما يملك وما سيملك لإنسانة غريبة لتتحكم فيه، مما أثار ضحكى واستغرابى، فهذه التي تدعى أنها غريبة ستبنى بها أسرتك الجديدة، وتكون أما لأبنائك.. أما الفئة الأخيرة فهى التي تخشى من الانفصال بعد زواج قصير، لما عايشته مع أصدقاء مقربين.

 فى النهاية الجميع يريد الزواج المضمون الكامل دون النظر إلى أن الكمال لله وحده، كما أن النصيب غلاب، ولكن إذا وضعت بعض الضوابط فى اختياراتك ومعطيات معقولة فمنطقيا ستكون النتائج معقولة. أولًا: لا بد من التكافؤ فى كل الاتجاهات، التعليم والثقافة والأسرة، فالزواج ليس اقتران شاب بفتاة، بل هو تشابك عائلتين، لا بد من التوافق بين طباعهم ليعيش كل الأطراف فى تناغم.. كذلك عليك ممن ترضاها دينا وخلقا، فمن تتحلى بالدين ستطيعك وتتقى الله فيك وفى ذريتك، ولا يغرك جمال الشكل فبالتعود لن تشعر به، والانبهار سيزول أمام تصرفاتها التي قد لا تعحبك.. وأكرر ابحث عمن تعرف دينها ولا تختار دون ذلك بدعوى أنك ستغيرها، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى أحد الصحابة عن الزواج من إحداهن، رغم ادعائه بأنه سبهديها إلى الدين القويم. 

شيء آخر أود أن أوضحه كما قال علم النفس، لا يهم من أكبر، المهم ألا يتعدى الفارق عشر سنوات، وهى عمر الجيل، ولنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة، فالسيدة خديجة، رضى الله عنها، حبه الأول كانت تكبره بـ١٢ عاما، ولم يتزوج عليها طوال حياتها، وأنجب منها كل بناته، كذلك السيدة عائشة، كانت تصغره كثيرا، عشقها وكلم الله فيها أن يغفر له ما فى قلبه.. إذن فالموضوع ليس بالصعب، وإذا كانت أسرتان تتقيان الله فسيتعاونان على إقامة هذا العش دون مبالغة... لا داعى لشبكة مغالى فيها، ويكفى هدية رمزية، وبدلا من إقامة عرس يتكلف الآلاف ولن يخلو من الانتقادات.. اهربا بحبكما وسعادتكما بعد عقد القران إلى مكان جميل، وما أكثر هذه الأماكن فى بلادنا، لتنقشا داخل قلوبكما فى أحلى الذكريات.. ولنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)، وعن أبى هريرة قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض)، وقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، وعن ضرورة الزواج بالمرأة الصالحة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أربع من السعادة المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيئ، وأربع من الشقاء الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء). وقال صلى الله عليه وسلم: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خير من زوجة صالحة، إن أمرها طاعته وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته فى نفسها وماله)، وعن عبدالله ابن عمر أن الرسول قال: (إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

احسنوا الاختيار والنوايا، وتوكلوا على الله، وهو خير معين.