عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عبد الرحمن يوسف يكتب: رُخصة الأبوّة

عبد الرحمن يوسف
عبد الرحمن يوسف

يعاني المجتمع فى يومنا هذا من حالة انسلاخ شديدة عن القيم الّتي أصلها الشرق، وأصبحنا في حالة ميل إلى الغرب بعلمانيته الوقحة، وبالشّكل الّذي يؤدّي إلى الهاوية.



 

في الشّرق نجد أنّ دور الأسرة شيء أساسيّ، بينما دورها في الغرب ثانويّ، فالابن أصبح لا علاقة له بأسرته عند بلوغ سنٍّ معيّن، إلّا أنّ الأمر تعدّى ذلك وأصبح الأب منسلخًا عن ابنه منذ نعومة أظافره، نعم نحن نعلم جميعًا أنّ الحياة مليئة بالمشاغل، لكنها مشاغل لا تستحق بشتّى أنواع متاعها أن نخسر مجالسة أبنائنا.

 

بالطّبع بعد طرح هذه المشكلة لا بد أن يتبادر إلى ذهنك تساؤل، وهو كيف نعالج هذه المشكلة، في البداية لابد من طرح سؤالٍ مفتاحيّ، وهو ألم تسأل نفسك:  هل آن تكتسب قلبًا سعيدًا؟ ولاكتساب ذلك القلب عليك أن تسطّر عهدًا جديدًا بينك وبين ابنك، ويكون الشاهد عليه هو الله سبحانه وتعالى، حتّى يكتسب هذا العقد صفة الأبدية إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.

 

أشبه لك هذا العقد برخصة القيادة، حتى تمتلك حريّة القيادة لسيّارتك دون ممانعة من أجهزة الشّرطة، عليك أن تداوم على تجديدها حتّى لا تلاحقك أجهزة الشرطة تارة وتتهرب منها تارة أخرى، وتعرض نفسك للمساءلة، أيضًا أشبه هذا العقد بالوديعة البنكيّة، فعندما ترغب في تنمية الأموال الّتي بحوزتك عليك باستثمارها في صورة وديعة بنكيّة، ثمّ تأتي بعد فترة من الزمن لتجد أنّ هذه الوديعة أصبحت تدرّ عليك أرباحًا إضافيّة.

 

ها أنا قد شبهت لك هذا العقد بأشياء دنيويّة لا قيمة لها، فما بالك بابنك الّذي لا يقدّر بثمن، وهذا يؤدّي بنا للقول بأنّ أغلى الأشياء هي الّتي لم ندفع مقابلها أيّ شيء، بينما أتفه الأشياء هي الّتي دفعنا فيها كل شيء.

 

إلى كل شابّ يشرع إلى الزواج إن كان جادًا في تأسيس أسرة، عليه أن يكتب عهدًا بينه وبين الله فحواه قسم عظيم، وهو: "أقسم بالله الّذي رزقني هذا الطّفل وأوكلني على رعايته أن أعمل جاهدًا على نفسي، ومذكرًا ذاتي حتّى أبني فيه إنسانيته ليكون نافعًا في كل عمل صالح لأهله ولوطنه".

 

ختامًا تذكر أنّ الأولاد هم مدرسة تتكون من أفضل معلمين يعلموننا في كل لحظة حتى نصبح الأفضل، وتعلّم أنْ تنتقي من هذه الدنيا ما تحتاجه حقًا لتبني غدًا أفضل.

 

معيد بقسم العلوم السياسية – جامعة حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز