‎الحضور الجماهيري.. وأروع الأهداف 

‎لم أر منذ سنوات عديدة مباراة رائعة بين قطبي كرة القدم الأهلي والزمالك مثل المباراة الأخيرة التي انتهت بفوز الأهلى بخمسة أهداف مقابل ثلاثة للزمالك.

استحق الأهلى الفوز عن جدارة رغم أن الشوط الثاني شهد انتفاضة زملكاوية أسفرت عن إحرازه الأهداف الثلاثة، واستمتع الجمهور القليل الذي حضر المباراة بحلاوة الأهداف، وأيضاً الملايين الذين شاهدوها عبر الشاشات، فالجمهور يضفى حلاوة وجمالاً للمباريات، ويدفع اللاعبين ويحفزهم لأداء أفضل، بالإضافة لتحقيق عائد اقتصادي للأندية يساعدها في الإنفاق على متطلبات اللعبة واللاعبين.

8 أهداف في مباراة واحدة استمتعت بها الجماهير، وهذا أمر نادر بين الأهلي والزمالك، فقد رأينا أهدافا رائعة ملعوبة بحرفنة لا نراها فى الملاعب المصرية إلا قليلاً، وتزداد حلاوة وجمالاً مع صيحات الجماهير التي تعشق اللعبة الحلوة حتى لو كانت من النادي المنافس، وتتحقق المتعة عندما يلتزم الجمهور بأصول وقواعد التشجيع بعيداً عن الإسفاف وإطلاق الكلمات الجارحة ضد الخصم، وبعيداً عن الشغب أو التصرفات التي تعكر صفو اللقاءات، وكنت اتمنى كما يتمنى غيرى أن يكون لقاء قطبي الكرة بحضور جماهیرى أكبر يملأ المدرجات، ويضفى علي اللقاء رونقاً وجمالاً بالتصفيق للأهداف الجميلة والألعاب الحلوة، وما أكثرها في اللقاء الأخير، مثل الهدف الرائع لشريف بتمريرة أروع بكعب عمرو السولية، والهدفين الأروع لديانج، وكلها أهداف أهلاوية تفاعل معها الجمهور ‎وأيضا الهدف الرائع الذي كان بمثابة قذيفة بقدم مصطفى فتحى في مرمى الأهلي، إنها أهداف رائعة ستظل في ذاكرة الجماهير ولن تنساها، ولابد أن نشيد بطاقم التحكيم المصري بقيادة محمد عادل، الذي أدار اللقاء بتفوق يثبت أننا لا نحتاج لللاستعانة بحكام أجانب في مثل هذه اللقاءات.

وقرار رابطة الأندية بعودة الجماهير للملاعب بأعداد قليلة لا تتجاوز ألفي مشجع للفريقين، قرار صائب، ويعد بداية للعودة الـطبيعية تدريجياً إذا التزمت الجماهير بالانضباط وقواعد وأصول التشجيع وقواعد الأمن، مع عدم السماح بتسلل المشاغبين والمخربين، أو الذين يستغلون المباريات لأهداف سياسية خبيثة.

في الحقيقة الحضور الجماهيري مهم للغاية، لكن أمن الوطن والحفاظ على أرواح الناس أهم، ومن الطبيعي أن تكون هناك فترة لحضور جماهيرى طفيف إلى حين التأكد من نجاح التجربة، واحترام قواعد وأصول الـتشجيع، وحتى نرى ملاعبنا مثل ملاعب أوروبا، بالتنظيم الرائع، والحضور الجماهيرى يملأ المدرجات بصيحات وهتافات تحفز وتشجع، ولا تنفر أو تبث العنف والبلطجة، وأمن الوطن وحياة الناس في المقام الأول.. وحفظ الله مصر وشعبها.