عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد خليفة يكتب: جماليات الخطوط العربية بأنواعها وخطوط النجمة الثمانية الجديدة والفنان عبداللطيف كلوب

أحمد خليفة
أحمد خليفة

تاريخ الإبداع الفنى فى الخطوط العربية هو إبداع موجود فى كل أثر عربى وإسلامى وكل زخرفة ونقش بجداريات ومخطوطات ولوحات بأشكال إبداعية مبهرة بكل الدول التي دخلتها الحضارة العربية الإسلامية والمتاحف العالمية بأشكال فنية ساحرة وخلابة التي تخطف الأنظار من جميع الجنسيات فى أشكال هندسية رائعة. 



 

 وهناك عشرات الآلاف من الفنانين التشكيليين والخطاطين على مدى عشرات القرون الماضية منذ انتشار الدين الاسلامى والثقافة العربية منذ أكثر من ١٤ قرنًا، الذين قاموا بإنتاج وإبداع هذه الأشكال الفنية، وهذا النوع المميز من الفنون التي تشكل الخط العربى، ومنهم الفنان عبد اللطيف كلوب أحد الفنانين المبدعين فى هذا الفن وصاحب الافكار الخلاقة فى هذا المجال، والذي قام بإنتاج حوالى ما يقترب من ٦٠٠ لوحة منذ ١٩٦٦ وحتى الآن.

 

والذي أضاف لفنون الخط العربى تصاميم هندسية جديدة ومبتكرة  للأبجدية العربية وتتفيذ لوحات الخط العربى بطبقات كارتون بارزة مقطوعة بالكاتر وبدرجات ألوان متدرجة، وأقام ١٥ معرضًا فنيًا، والفنان عبد اللطيف محمد حسين كلوب والحاصل على بكالوريوس علوم القاهرة رياضيات عام ١٩٧٥، وشهرته عبد اللطيف كلوب مواليد ٢٧ نوفمبر ١٩٥٠، وشارك على مدى مسيرته الفنية بجميع معارض جامعة القاهرة من عام ١٩٧٠ حتى عام ١٩٧٥ بالمركز الاول  على الجامعات، وله العديد من المعارض الشخصية منها الأوبرا ١٩٧٧، والكويت ١٩٨٧ والإمارات ١٩٩٧، وساقية الصاوى ٢٠٠٨، و الأوبرا ٢٠٠٩ والأوبرا ٢٠١١، ساقية الصاوى ٢٠١٢،  الأوبرا ٢٠١٤.

 

وفن الخطوط العربية هو فن وتصميم الكتابة فى مختلف اللغات تستعمل الحروف العربية بالأقلام والورق، أما أعمال ولوحات الفنان عبد اللطيف كلوب، تحولت إلى مجسمات ذات أبعاد مختلفة التدرجات اللون الازرق ودرجات اللون البنى بعد أن تحول عشقه وشغفه لفن الخط العربى إلى حروف مجسمة من الكارتون الملون، وخشب الأبلكاش فى معظم أعماله الإبداعية المميزة.

 

ولأنه نشأ فى أسرة متدينة ووالده الذي كان أحد مشايخ الازهر، وكانت بداياته فى مراحل تعليمه الأولى، عندما جذبته الآيات القرآنية المكتوبة؛ ليجد نفسه يقوم باستنساخها بواسطة عمل مربعات على الورق، ولجأ إلى إضافة أشكال غير متداولة على الخطوط المستنسخة، باستخدام مادة قش القمح مثلا، وعقب التحاقه بكلية علوم القاهرة قسم رياضيات عام ١٩٧٥ بدء فى الخروج من دائرة استنساخ الخط العربى إلى تصاميم جديدة ومبتكرة خاصة به.

 

وكانت دراسته لها بالغ الأثر على مايقدمة من فنون جديدة للخط العربى، بعد أن استخدم فى لوحاته أشكال هندسية جديدة مختلفة الألوان، مستعينًا بالمسطرة والبرجل، فضلا عن تطبيق النظريات الرياضية التي درسها على تجسيد الخطوط المتوازية للرسومات، وخلال فترة عمله بدولة الإمارات العربية المتحدو، انضم الى جمعية الفنون التشكيلية هناك، وشارك فى مسابقة عام ١٩٩٧ بأحد أعماله بلوحة خطية استغرق تنفيذها  ٧٠٠ ساعة، وقام باستخدام خام الكرتون الملون فى تنفيذها، وقام باستخدام الحاسوب فى الكتابة وتشكيلها، وإدخال أبجديات جديدة على برمجته، مثل فنط النجمة.

 

واستطاع أن يكتب المصحف الشريف بالخط العثمانى، وتم تكريمه من مجمع الملك فهد، بجانب عدد من المتخصصين، وقام بعمل عدد من المعارض بمصر والكويت والإمارات، كان آخرها فى أتيليه القاهرة.

 

  تمتاز الكتابة العربية بأنها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب، ويقترن فن الخط بالزخرفة العربية حيث يستعمل لتزيين المساجد والقصور، كما أنه يستعمل فى تحلية المخطوطات والكتب وخاصة نسخ القرآن الكريم، وقد شهد هذا المجال إقبالًا من الفنانين المسلمين بسبب نهى الشريعة عن تصوير البشر والحيوان خاصة فيما يتصل بالأماكن المقدسة والمصاحف.

 

تعددت آراء الباحثين حول الأصل الذي اشتق منه الخط العربى، وهي في مجملها تتمحور حول مصدري اشتقاق أساسيين، الأول: تبناه معظم مؤرخو العرب قديمًا ويقول بأنه مشتق من الخط المسند، والذي عُرف منه أربعة أنواع هي الخط الصفوي نسبة إلى تلول الصفا، والخط الثمودي نسبة إلى ثمود سكان الحجر، والخط اللحيانى نسبة إلى لحيان، والخط السبئي أو الحميري الذي وصل من اليمن في جنوب الجزيرة العربية إلى الحيرة ثم الأنبار ومنها إلى الحجاز غرب الجزيرة العربية، ولم يستند القائلين بهذا الرأي على آثار مادية أو نقوش أثرية.

 

 والاتجاه الآخر: تبناه البحث العلمي الحديث ومعظم علماء اللغويات العرب والمستشرقين ويقول بأن الخط العربي مشتق من حلقة الخط الآرامى لا المسند، وقالوا: إن الخط الفينيقى تولد منه الخط الآرامي ومنه تولد الهندى بأنواعه والفارسى القديم والعبرى والمربع التدمرى والسريانى والنبطى.

 

 وقيل إن الخط العربى قسمان الأول: كوفى وهو مأخوذ من نوع من السريانى يقال له الأسطرنجيلي؛ الآخر: النسخي وهو مأخوذ من النبطى، وقد تلقى العرب الكتابة وهم على حالة من البداوة الشديدة، ولم يكن لديهم من أسباب الاستقرار ما يدعو إلى الابتكار فى الخط الذي وصل إليهم، ولم يبلغ الخط عندهم مبلغ الفن إلا عندما أصبحت للعرب دولة تعددت فيها مراكز الثقافة، ونافست هذه المراكز بعضها بعضا على نحو ما حدث فى الكوفة والبصرة والشام ومصر فاتجه الفنان للخط يحسنه ويجوده ويبتكر أنواعًا جديدة منه.

 

   وكان العرب يميلون إلى تسمية الخطوط بأسماء إقليمية لأنهم استجلبوها من عدة أقاليم فنسبوها إليها مثلما تنسب السلع إلى أماكنها، لذلك عرف الخط العربي قبل عصر النبوة بالنبطي والحيري والأنباري، لأنه جاء إلى بلاد العرب مع التجارة من هذه الأقاليم وعندما استقر الخط العربي في مكة والمدينة وبدأ ينتشر منها إلى جهات أخرى عرف باسميهما المكي والمدني. 

 

لم ينل الخط العربي قدرا من التجديد والإتقان إلا فى العراق والشام، وذلك بعد أن اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في العصر الأموى ثم ورثتها الدولة العباسية، وفيهما نشطت حركة العمران فظهرت الكتابات على الآنية والتحف واعْتنى بكتابة المصاحف وزخرفتها.

 

 وكانت الأقلام الخطوط فى العصور الإسلامية المبكرة تسمى بمقاديرها كالثلث والنصف والثلثين، كما كانت تنسب إلى الأغراض التي كانت تؤديها كخط التوقيع أو تضاف إلى مخترعها كالرئاسى نسبة إلى مخترعه، ولم تعد الخطوط بعد ذلك تسمى بأسماء المدن إلا فى القليل النادر. 

 

 وقد قام العرب والمسلمون بابتكار أنواع عديدة من الخطوط العربية، أشهرها: الخط الكوفى وهو أقدم الخطوط، وخط النسخ الذي استخدم فى خط المصاحف، وخط الثلث وسمى بذلك نسبة إلى سمك القلم، وخط الرقعة وهو أكثر الخطوط العربية تداولا واستعمالا، وخط الديوانى نسبة إلى دواوين السلاطين، والخط الفارسى نسبة إلى فارس ، ثم مبتكر خط النجمة الثمانية الهندسى للفنان عبداللطيف كلوب.   

 

- مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز