عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

كان جسدها ينتفض، وهناك نظرة مليئة بالأسى والحزن والقهر ارتسمت في عينيها.. جلست "حواء" صامتة لا تقوى على الكلام، حبست دموعها وحاولت جاهدة أن تتذكر الأيام التي كانت تشعر فيها بالسعادة، الأيام التي كانت تشعر فيها أنها ما زالت على قيد الحياة.



كيف أصبحت هكذا حبيسة داخل جدران منزلها، لا تملك حتى حق التعبير عن رأيها.. تكتم كل شيء بداخلها وتظهر للناس بأنها قوية.

 

قابلت سيدة تتمتع بقدر عال من الاحترام، متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، تدور في فلك الزوج الذي يحب السيطرة على كل شيء حوله.. لقد تزوجها لكنها تشعر معه بأنها "عانس".. توقفت عن العمل بعد أن أصبحت أمًا، وصارت تستأذن منه حتى قبل أن تخرج أنفاسها.. كان يطلب منها أن تتحمل من أجله ويقدم لها الوعود، لكنه صار الآن يستسهل وجودها وامتلاكها! إنه لا يراها لكنه يطلب منها التدقيق في احتياجاته.. يكسرها وينتظر منها الابتسامة عند دخوله من المنزل، يعلمها الغضب ثم يطالبها بالهدوء.. إنه بلا شك يحبها لكنه يعاملها عكس مشاعره.. إنه باختصار رجل شرقي لكنه فشل في إشراقها! 

 

تشعر "حواء" كثيرًا بالضيق لكنها تتغاضى من أجل أن تستمر الحياة، لقد وضعت مشاعرها جانبًا وأصبحت تعيش حياتها مثل "الإنسان الآلي"، تقوم بالواجبات اليومية بشكل روتيني، بلا تفكير.. إنها لا تريد أن تتوقف حتى لا تفكر في حالها.. فهي تعجز عن الخروج من تلك الدائرة التي تدور فيها كل يوم.. إنها تريد أن تتنفس، أن تصرخ، لكنها مكبلة بالقيود.. 

 

أخذت "حواء" تنظر طويلًا إلى زوجها وتذكرت كيف اعتاد أن ينتقدها ويسخر من أي عمل تقوم به.. فهي تعشق القيام بأعمال يدوية جميلة تحمل لمسات فنية.. لكنه ببساطة لا يهتم! وإذا أعطاها مالًا لتشتري شيئًا يظل يسألها عن كل صغيرة وكبيرة حتى يجعلها تكره اللحظة التي أخذت فيها مالًا منه! فلتثوري يا عزيزتي، سيجعلك هذا الرجل تفقدين شغفك وطاقتك، ستفقدين كل شيء جميل بداخلك، سيضيع عمرك وستصبحين باهتة. 

 

دافعي عن حقوقك كإنسانة.. ولا تسمحي له بأن يهز ثقتك بنفسك.. ابحثي عن الأشياء التي تحبينها ولا تترددي في القيام بها.. وتأكدي أن حياتك ستختلف تمامًا عندما تجدين نفسك التي ضاعت منك.. لا تخافي يا عزيزتي من التغيير، فهو جوهر الحياة.. قد يكون صعبًا في البداية لكنك ستجدينه رائعًا في النهاية.. فلتنزلي إلى سوق العمل، فهذا من شأنه أن يحررك، المهم أن تجدي ما يناسبك.. ويجب على شريك حياتك احترام رغبتك، فسعادتك ستنعكس على كل من حولك.. لذا يجب أن تجدي وقتًا لنفسك.. فيا أيها الرجل، إذا كنت تريد امرأة سعيدة فلتكن لها سندًا وعونًا وليس وجعًا، فلتفخر بانجازاتها ولترسم البسمة على شفاهها وتجعلها تعشق نفسها.. كن رجلا لها وليس عليها، ولتعلمي يا "حواء" أن سكوتك سيجعلك امرأة تعيسة، وستظل الحسرة في قلبك ما لم تتخذي خطوات ايجابية لتغيير حياتك.. فلتتوقفي عن إرهاق أعصابك بتحمل ما لست مجبرة على تحمله.. هي نفسك اسقِها ثقة وهدوءًا واستقلالًا، لتزهر فرحًا وتفاؤلا وأمانا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز