عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد إبراهيم يكتب: الإمارات ومناخُ مؤتمر المناخ

أحمد إبراهيم
أحمد إبراهيم

حروفُ(COP28)  مصطلحٌ لم نفهمه بالفور، لكنه قد يأتيك يوماً بمفهومه المفهوم في 2023 بإضافة أحرفُUAE  عليها، لتُقرأ جُملةً(COP28-UAE)  بما تحمله تلك الجملة من المفاهيم بالأوزان للأذهان.



تلك الأذهان المتسائلة: كيف إكسبو 2020 ونحن دخلنا 2021 بأوزان الجائحة/كورونا.؟!.. إلا أنها عادت وفهمت بالتطبيق الميداني 2021، وبالتلويح الإعلامي ذاته الذي كان قد رُوّج له بٍإكسبو 2020.

 

حروف(COP)  اختصارٌ لجملة  (Conference of Paris)، لكنها بإضافة  COP28-UAE تُدهش القارئ بين السطور: كيف ترشّح دولاً نفسها ودولاً تَفرُض نفسَها.. ويتم اختيار الإمارات؟!

 

فإلى خيمةٍ بالإمارات فيها (حصّة وماجد) زوجان عجوزان بالصحراء، ثالثهما (الناقة) بحليبها خارج تلك الخيمة، وداخلَها (الطقس) القاسي برطوبته أو برودته. 

 

 

إن سألتَهما (حصّةوماجد): "شو الطقس اليوم"؟.. قد تجيبك (حِصّة) العجوزة الأمّية التي لا تقرأ ولا تكتب، قبل زوجها العجوز الذي يقرأ ويكتب قائلةً: "الطقس اليوم يا وَلَدي حار أو بارد" .. 

 

ولكنّك إذا غيّرتَ السؤال إلى: "وكيف المناخ اليوم.."؟.. فالعجوزة هنا قد تلتزم الصمت، ولكن العجوز الشيبة (ماجد) هو الذي سيُخرج لك من جيبه بكل فخر قائمة أرقام هواتف أبنائه المهندسون الخمسة لِتُوجّه لهم سؤاليك: 

•    ما هو المناخ أولاً..؟

 

•    وما الفرق بين الطقس والمناخ ثانياً..؟

 

 

حتى وإن اتصلت على أصغر أبنائه الذي لا زال طالب في كلية الهندسة، فسيجيب على سؤاليك بعد مقدمة وصفية: إن الطقس والمناخ الفرق بينهما، هو نفس الفرق بين الخاص والعام!

 

 

ثم يُكمل قائلاً: "الطقس" ياعمّي هو حيثما أنت الآن في خيمة أمي وأبي، بما فيها وحولها من جوّ الحر والرطوبة أو المطر والصقيع.. وهو الطقس.

 

 

لكنّ "المناخ" فهو أكبر مما يحيط بخيمة صحراوية زماناً مكاناً ولا مساحةً، وإنما هو المُحيط بكوكب الأرض كلّها من غلافٍ جوّي منذ عشرات، بل مئات وآلاف السنين.. لكن إنسان الأرض الذي لم يصغِ لرسالة السماء جيداً، انتبه بعد المنتصف الثاني من القرن العشرين إلى قضية البيئة والمُشتَعَلة حديثاً.

 

بينما الإنسان المؤمن برسالة السماء كان يقرأ وينقُل من تراث الرُّسُلِ والأنبياء، والخلفاء الراشدين، أنهم كانوا يُحرّضون الرّعية على إبعاد مصانعهم التقليدية للغذاء والكساء عن المناطق السكنية بمؤشراتٍ من نصوص الكتب السماوية المقدّسة التي خاطبت هذا الإنسان منذ جيله الحجري بكلمات متقاطعة، يبدو أنها وصلت على مرحلة فكّ رموزها الآن بكلام من علّمه ما لا يعلم وبكتاب "البيئة"!

 

ويواصل.. والحديث لا زال لذلك القهقرى الإماراتي الصغير (سنة أولى جامعة/كلية الهندسة) يستمرّ قائلاً: "المناخ يا عمّي لا يعني البيئة وحسب، إنه أكبر من فهمي لبعضه اليوم، وبعضه الآخر قد أفهمه غداً أو بعدغد، "المناخ" يعني الاحتباس الحراري، ويعني ثقب الأوزون، ويعني الاحترار العالمي.. إنها قضية مناخية جديدة على سكان كوكب الأرض من القطب الشمالي ممن هم تحت الجليد بأصفارٍ على الشمال، إلى من هم فوق رمال صحراء الخليج الّلاهِبة بأصفار على اليمين.. وهو يعني كل الكون وكل الغلاف الكربوني والغازي والشمسي.

 

 

قطارُ مؤتمر المناخ هذا حيثما وأينما دار حول العالم من ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي دون توقّفٍ، وإلى قارتى آسيا وإفريقيا بنصيبهما من الكعكة.

 

 

اليوم، استضافةُ دولة عربية (الإمارات) لهكذا مؤتمر، فرصة حقيقية لإنعاش المناخ العربي العربي من جديد اقتصادياً، سياسياً، وتقنياً، ذلك لأن العروبة عصفت بها الرياح بعد أن مرت على موجات الحر والبرد والجفاف والسيول والفيضانات، ناهيك عن الرعد والبرق، مما يُحرق الحرثَ والنسل فيما بينها.

 

بينما وعلى الجانب الآخر من الوادي  تتصارع سنوياً حوالي 200 دولة على كوكب الأرض لإثبات البراءة لجهة على حساب إدانة جهة، ولم تكن الدول النفطية العربية، فلن تكن هى الجهة المُدَانة، ذلك لأن النفط والغاز بأقلّ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مقابل (الفحم)!

 

 الفحم هو القاتل الخانق للبيئة، وبلاد من يعيش في خيمته بالصحراء جنب زوجته وناقته لم تكن تستخدم الفحم للصناعات، فلم تكن أرضه يوماً طرفاً في تدمير البيئة حتى لو اكتشف فيها الذهب الأسود!

 

النفط العربي لم يدمّر البيئة قدر ما وفّرت للعرب والعجم طاقة البناء والإنتاج، والطاقات البديلة النظيفة المتجدّدة بمردود نفس النفط، فيا حبّذا تتحوّل حروف (COP28-UAE) بين أبناء عمومتي الناطقين بالضّاد إلى ترنيمةِ "بوركتِ يا الإمارات" .. 

 

•    ثم وهل آن للمناخ العربي ان يُعيد المناخ للعرب..؟!

 

www.KatibEmaraty.com

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز