عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
“القيادة” (2) مصر قبل كورونا وبَعدها.. كلمة السر “امتلاك القدرة”

“القيادة” (2) مصر قبل كورونا وبَعدها.. كلمة السر “امتلاك القدرة”

لا نزال نواصل البحثَ والقراءةَ فى أدبيات القيادة.. نؤصِّل لها من واقعنا.. مؤكد أن العالم قبل «كورونا» ومن بَعده «دلتا» والآن المتحور الجديد «أوميكرون» ليس هو العالم بَعد هذه الهجمة الفيروسية.



قبل أن تنتهى المَوجة الأولى لكورونا كان الأثر السياسى والاجتماعى والاقتصادى يُعلن عن نفسه عالميًا.. تغيرت أنظمة سياسية فى أمريكا اللاتينية بسبب كورونا.. أظهرت كورونا عورة النهضة فى تونس.. مَتاعب لبنان تضاعفت.. لم تشفع الأرقامُ الاقتصادية التي حققها ترامب وأطاحت به كورونا.. فى خضمّ كل ذلك.. علينا أن ننظر إلى مصر.

خرجت مصرُ من المَوجة الأولى أكثر تماسكًا داخليًا، وهذا هو المهم لأن الصف المصري المُتماسك هو أساسُ كل شىء.. بدأت مصرُ تُعلن عن نفسها كقوة حقيقية مؤثرة فى صياغة القرار العالمى.

الأمْرُ لم يأتِ صدفةً.. صحيحٌ أن الأرقامَ الاقتصادية مُحَصّلة عمل شاق على مدار سنوات ولكن علينا أن نستعيد مَرحلة إدارة الأزمة.

فى هذه الأزمة تَجَسَّد المَعنى الحقيقى للقيادة.. إذْ تمثل حضور الرئيس «عبدالفتاح السيسي» فى صدارة المَشهد كبَاعث للثقة والأمان والأطمئنان.. لمسَ المواطنُ بنفسه أن القيادة السياسية أقرب إليه من الجميع.. لا حاجز بينهما.. يبحث عن صالحه؛ بل يستبقه فى التفكير فى أدق تفاصيله.

رُغم فارق الإمكانيات.. تمكنت مصر من الاحتواء الكامل للأزمة والتغلب عليها.. انتزعت حَقَّ شعبها فى اللقاح وبدأت فى تصنيعه وتنتزع الآن حَق إفريقيا وشعوب العالم الثالث.

ظهرت الآن قيمة مصطلح (امتلاك القدرة) الذي كثيرًا ما يستخدمه الرئيس «عبدالفتاح السيسي».

لأنَّ عالمَ ما بَعد كورونا هو عالمُ الدول التي تمتلك قدرات ذاتية.. مَن يملك طعامَه.. مَن يملك دواءَه.. مَن يملك طاقتَه.. مَن يملك سلاحَه.

الآن مصرُ لديها اكتفاءٌ ذاتىٌ من معظم السلع والمَحاصيل وتعيد صياغة الرقعة الزراعية باستراتيچية تحقق الاكتفاءَ الذاتىَّ.. الآن مصرُ بدأت تجنى مَدينة الدواء، هذا الصرح الذي كنّا فى أمَسِّ الحاجة إليه.. الآن مصرُ هى قلبُ الطاقة فى الشرق والمُتحكم فى مستقبله.. الآن مصرُ هى القوة الأكبر وما شاهدناه فى مَعرض الصناعات العسكرية (إيديكس) إلا قليل من القدرات المصرية.

الرئيس السيسي.. كيف تَسَلّمَ مصرَ؟ 

ليس سرًا.. كنا فى حالة العَوَز.. كان اقتصادنا منكمشًا ومنكشفًا.. كنا أسرَى مَدرسة تسليح بعينها وتتم مُلاعبتُنا بكلمة بايخة اسمها (المَعُونة) والتي أصبحت الآن كلمة هامشية.. لم يَعد لها حتى قيمة فى التوظيف السياسى بين القاهرة وواشنطن فى لحظات الخلاف.. كنا ضعفاء بلغة الأرقام ولكن المصري لا يَلين.. وهذه هى عبقرية الشعب التي يؤمن بها الرئيس «السيسي»، لذا لا تستغرب رهانَ القيادة السياسية الدائمَ على قدرة الشعب المصري، على إرادة الشعب المصري، على وعى الشعب المصري.

وتركيز القيادة الدائم على محورية معركة الوعى؛ لأن الرئيس يدرك خطورة الوعى الزائف على عقيدة شعب مثل الشعب المصري.

فى أصعب المواقف.. توقف العالمُ.. وكانت مصرُ تبنى.. فقط لأن لدينا قيادة تمتلك الحلم والرؤية.. أعلنت المؤسَّسات الدولية قدرة النمو الاقتصادى المصري فى عام كورونا وكانت مصر من ضمن الدول القليلة جدًا عالميًا التي تمكنت من تحقيق النمو.

ذلك أن القيادة قررت أن الهزيمة لن تكون كلمة فى القاموس المصري.. مصر ستنتصر على الدوام فى كل معاركها لأنها تمتلك الحلمَ والطموحَ والقدرةَ.. وقبل كل شىء لأنها «مصر».. وللحديث بقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز