عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مكملين ومبدعين.. هؤلاء منحة وليسوا محنة

همس الكلمات..

مكملين ومبدعين.. هؤلاء منحة وليسوا محنة

خلقهم الله سبحانه وتعالى ليكملونا، فهم ليسوا مختلفين كما يعتقد البعض، يمتلكون مواهب فريدة.. إنهم ذوي الهمم، والذي يشهد شهر ديسمبر من كل عام الاحتفال العالمى بهم.



الجديد فى الاحتفال هذا العام هو الشعار الذي رفعته الأمم المتحدة "قيادة الأشخاص ذوى الإعاقة ومشاركتهم للوصول إلى عالم شامل وميسر ومستدام للجميع".. هذا يعنى أن الاحتفال السنوى لم يعد لمجرد زيادة الوعى بقضايا الإعاقة.. لكن للعمل على إدماج ذوي الهمم في شتى مناحي الحياة، والاعتراف بأهمية دورهم فى المجتمع، وأنهم جزء لا يتجزأ من كيانه.

 

وقبل الاستطراد لابد من توجيه الشكر الخالص لرئيسنا الإنسان عبد الفتاح السيسي، الذي جبر بخاطر ذوى الهمم فى احتفالية أبوية تلقائية دون أى تكلف. 

 

واسمحوا لى أن أشيد بمبادرة هامة تم إطلاقها تزامناً مع  اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، مبادرة "أنا أم البطل" التي أطلقتها داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، بالفعل هى أم البطل التي تستطيع تحمل ألامه ومعاونته على الحياة، بل تجعله يتحدى العالم، فكل أم  يقع عليها عبئ  معرفة نقاط القوة عند أبنائها من متحدي الإعاقة وتطويرها وتنميتها .

 

كما لابد من الإشادة بالتخفيضات التي أقرتها السكة الحديد لذوي الاحتياجات الخاصة، تحت قيادة الوزير الفريق كامل الوزير، حيث قررت الهيئة  منح المعاقين ومرافقيهم تخفيضاً 50% على تذاكر القطارات المكيفة "درجة أولى وثانية والـvip" "،وتخفيضاً بنسبة  ٧٥٪ على القطارات العادية، ولكن أتمنى تغيير الشروط المرفقة، لأنه من غير المقبول اشتراط أن يكون المعاق مسجلاً بوزارة التضامن، وأن يكون المرافق أيضاً مسجلاً على إثبات الشخصية الخاص بالمعاق، والصادر من الوزارة، فهذا أمراً مخجلاً للمعاق ومرافقه لأن إثبات الإعاقة واضح،  دون الحاجة إلى شهادة ورقية.

 

ولا جدال فى أنكم تتفقون معى على أهمية انتهاز الفرصة وإلقاء  الضوء حول بعض النماذج التي لم تعرف المستحيل، مثل إبراهيم حمدتو، وهو في العقد الخامس من عمره، فاقداً ليديه لكنه استطاع أن يدخل موسوعة جينيس، كونه أول رياضي فى العالم يمارس تنس الطاولة بإمساك المضرب بفمه،  وصار متمكنًا حتى فاز بعدة مسابقات، سواء التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأصحاء، كما استطاع تحقيق المركز الثاني فى بطولة إفريقيا لتنس الطاولة، رغم أن منافسيه كانوا أصحاء.

 

ومن النماذج المبهرة أيضاً حالة مريم وجيه، وهى فتاة فى العشرين من عمرها قررت والدتها إلحاقها بالمجال الرياضى، وبالفعل تفوقت فى السباحة لتصبح بطلة العرب، وتحصل على 50 ميدالية اتحادات وأولمبياد، ولم تتوقف عند ذلك، بل حباها الله موهبة الرسم، وبدعم والدتها أيضا شاركت فى أول ملتقى دولى للفنون، وهو ملتقى "أولادنا"، وكرمت مريم فى ذلك الملتقى بشهادة تقدير على مستوى 34 دولة أوروبية وإفريقية، لتواصل موهبتها الفنية حتى أصبحت أول مصابة بمتلازمة داون تلتحق بكلية الفنون الجميلة، دراسات حرة، بمنحة مقدمة من وكيل الكلية، إلى جانب دراستها فى أكاديمية الفنون بالصف الثالث قسم باليه، وشاركت فى العديد من المسابقات الدولية، منها مسابقة حوار الأديان التي تتبع مشيخة الأزهر الشريف، وفازت مريم بالمركز الرابع رغم أن لجنة التحكيم لم تعرف أنها من ذوى الهمم، وأهدت اللوحة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.

 

نموذج آخر يدل على الإصرار والتحدى، أنها مروة عيسى، ابنة محافظة سوهاج، التي استطاعت التغلب علي شلل الأطفال وبدأت فى الاعتماد على نفسها وتنمية الهوايات التي أحبتها، مثل التطريز وتطوير اللغة الإنجليزية لديها، ولم تقتصر على ذلك، بل تفوقت فى دراستها لتكمل مسيرتها التعليمية وتتخرج من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة سوهاج، وقامت بتكوين  جمعية لتعليم التطريز والصناعات التراثية، بهدف تعليم الشباب ريادة الأعمال ومساعدتهم فى بدء مشروعات خاصة بهم.

 

ونموذج أخر تمثله الطفلة رهف عبده، ذات الخمس سنوات، وهى من أصحاب متلازمة داون، ورغم ذلك تفوقت فى مهنة لا ينجح فيها سوى القليل من الأصحاء، إنها أصغر عارضة أزياء فى مصر.

 

ولأن الانسان مهما كانت ظروفه يستطيع بالتحدى والإرادة تحقيق المستحيل، دخل الشاب ياسين الزغبي، فى تحدى ركول الدراجات بساق صناعية، وطاف بدراجته محافظات الجمهورية لتتحول الإعاقة على يديه إلى نجاح بارز .

 

وهناك غير ذلك الكثير من النماذج المشرفة التي تستحق الإشادة.

 

أولستم معى أن هناك حاجة إلى الوقوف جميعاً إلى جانب ذوى الهمم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم الإبداعية المتميزة، والعمل على مساندتهم لإبرازها ودعم أصحابها، الذين كما وصفهم الرئيس  السيسي خلال الاحتفالية الخاصة بهم بأنهم "الكنز الذي رزقنا الله بهم سبحانه وتعالى". 

 

"هم بالفعل منحة من الله وليسوا محنة".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز