لمزارعي القصب.. اعرف كيف استجاب الرئيس لمناشدتكم في أقل من أسبوعين.. "الطن بـ 1200 قريبًا"

لم تكن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، خلال كلمته أثناء افتتاح مصنع كيما 2، لوزير الزراعة والري السيد القصير، برفع سعر توريد طن السكر، سوى استجابة سريعة جدًا لمناشدات المزارعين، وإيمانًا منه بأهمية توفير حياة كريمة لقطاع كبير من المواطنين المصريين وإليك الإثبات.

نعود للخلف ثلاثة أسابيع، تحديدًا في 6 ديسمبر الجاري، حين  ناشد محمد عبدالستار النقيب العام للفلاحين الزراعيين، الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل، وتوجيه الحكومة لرفع سعر طن توريد القصب هذا العام، بعد ارتفاع سعر السكر عالميا ومحليا، إذ وصل سعر طن السكر الأبيض إلى 10500 جنيه مقابل 8200 جنيه خلال منتصف سبتمبر الماضي، مع ارتفاع تكلفة زراعة القصب.

كان نقيب الزراعيين ينقل للرئيس مناشدات الفلاحين في أكثر من محافظة بالصعيد.

في 11 ديسمبر الجاري، ناشد أيضا خالد حرز الله نقيب مزارعي الأقصر، الرئيس برفع سعر توريد "قصب السكر" لـ1400 جنيه للطن.

صباح اليوم، تحدث الرئيس عن زراعة القصب في مصر، وأكد أن المواطن لديه الخيارات الكافية لتعظيم دخله، فهناك 350 ألف فدان مزروعين بقصب السكر، يحققوا 40 لـ45 ألف طن قصب للفدان، من خلال الري بالتنقيط، مشيرًا إلى أن الرى بالتنقيط يحقق زراعة جيدة ويقلل التلوث ويوفر العمالة.

ثم جاءت استجابة الرئيس لمناشدات المزارعين والفلاحين أسرع ما توقع البعض.

وقال الرئيس نصًا: الـ 300 ألف فدان في 40 بنحو 1.2 مليون طن قصب، لو  خليته 1.8 مزودتش أرض ولا ميه أنا زودت زرع عن طريق الزراعة الرأسية، فالمواطن صاحب مصلحة".

ثم مازح الرئيس السيسي، وزير الزراعة والري السيد القصير، قائلاً: "متخفش هو احنا بنسعر دلوقتي؟ ما تزودوا سعر السكر؟ وخلى الناس كلها تكسب عمالين تمسكوا ده وده وتمسكوا ده، انت زودت للفلاح 50 % اكنك اديته بدل الـ 800 يبقا 1200 وأنت مدفعتش حاجة من جيبك".

توجيهات الرئيس سوف تخلق واقعًا جديدًا لمزارعي قصب السكر في مصر، فوفق الأرقام الصادرة عن مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، تبلغ مساحة زراعة قصب السكر فى مصر حوالى 360 ألف فدان تنتج 900 ألف طن سنويًا وتتركز فى محافظات الصعيد حيث الظروف المناخية الملائمة، ويعمل بها حوالي نصف مليون مزارع في جنوب الصعيد يزرعون أغلب أراضيهم بمحصول قصب السكر الذي ينتج 22 سلعة رئيسية يستفيد منها ملايين من المصريين.

فقبل تصريحات الرئيس، كان متوسط إنتاج الفدان من قصب السكر حوالي 40 طن وسعر توريده لمصنع السكر يبلغ 810 جنيها للطن، فـ بالتالى يبلغ متوسط ما يحصل عليه المزارع من الفدان 28 ألف و800 جنيه، في حين أن تكلفه الفدان تصل إلى 23 ألف و698 جنيها، وبالتالي الفرق بين الإنتاج والمصروفات 5102 جنيه فقط، بما يعادل 420 جنيها جنيه في الشهر، وهذا لا يفي بالتزامات أغلب المزارعين خاصة وأن متوسط عدد أفراد الأسر في الصعيد لا يقل عن 7 أفراد.

نأتى بعد ذلك لتكاليف كسر ومشال القصب لمصنع السكر والتي تتكلف 7600 جنيه للفدان الواحد يتكلف الفدان، بالإضافة إلى 200 جنيه لجمع البوال من الفدان الواحد والقطع المتبقية في الغيط و2100 جنيه تكلفة الرمية الواحدة للفدان  وبالتالي فان تكلفه زراعه القصب للفدان الواحد 23698 هذا بخلاف قيمه استئجار الأراضي المستأجرة والتي تتراوح ما بين 5000الي 7000 جنيه وهو ما يعنى ان المزارع المستأجر يخسر عند زراعة القصب لأن أجرة الفدان كما هو مهروف من 5آلاف إلى 7 آلاف جنيه في الشهر ولكل هذه الاسباب مجتمعة أو منفصله نناشد رئيس الوزراء برفع السعر توريد طن القصب الى 1400 جنيه للطن الواحد رحمة بالمزارعين وتدعي ما لهم حتى يستطيعوا أن يسيروا الارتفاع الجنوني في الوقود في الوقود والأيدي العاملة والأسمدة وباقي مستلزمات الإنتاج.

لكن الوضع سيتغير تمامًا بعد توجيهات الرئيس، حيث أن ارتفاع سعر توريد "قصب السكر" إلى 1200 جنيه بدلًا من 720 جنيه، سيحقق للمزارعين مكاسب جيدة، وسوف يكون سببًا في ازدهار تلك الزرعة المهمة في مصر. جدير بالذكر أن محاصيل قصب السكر لم تزد سوى زيادة طفيفة بعد تعويم الجنيه.

وكان الرئيس السيسي قد كلف مسبقًا بضرورة التحول للزراعة بالشتلات بدلا من التقاوى العادية او "العُقَل" خلال 5 سنوات.

وأفادت تلك التكليفات جميع العاملين فى مجال قصب السكر لأن إحلال زراعات المحصول بالشتلات بدلا من النظام الزراعي التقليدى الذي يعتمد على "الغرس" سوف يرفع متوسط إنتاجية الفدان من 40 طنا إلى 70 طنا على الأقل، ويحقق عوائد جيدة للمزارعين، كما يساهم فى توفير المياه اللازمة للزراعة.