بعد معركتها الشرسة مع الإرهابية.. اطمأنت على معشوقتها ورحلت في صمت
أميرة عبد الفتاح
حلمت منذ شبابها أن تصل المرأة المصرية للقضاء ولم تتوقع أن تكون هي أول قاضية تشغل هذا المنصب في مصر، نشأت في أسرة من قامات الأزهر الشريف وتعلمت في مدارس الأقباط، وحضرت جلسات الإنشاد الديني والذكر لإحياء ذكرى "السيد البدوي " مع أكبر وأشهر المنشدين في مصر وهو "النقشبندي"، درست تخرجت من كلية الحقوق بجامعة المنصورة وحصلت على دراستها العليا في الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري.
ربما يعجبك
خاضت كل القضايا الوطنية بكل صلابة
خاضت كل القضايا الوطنية بكل صلابة وواجهت جماعة الإخوان الإرهابية طوال مسيرتها في العمل العام، ولما التحقت بالقضاء في المحكمة الدستورية العليا، واصلت معركتها، مع الجماعة الإرهابية، أثناء سنتها السوداء في حكم مصر، فكاد لها الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسى، وأجري تعديلات تشكيل المحكمة الدستورية وبموجبها عزلت أول قاضية مصرية من عضوية المحكمة، ولم تستلم وشاركت القوى الوطنية في الثورة الشعبية العارمة ضد جماعة الإخوان الإرهابية، وتطهرت مصر من براثن هذه الجماعة، وسارت في طريق البناء والتنمية، حتى أصبحت تجربتها يشار إليها بالبنان، لترحل عن معشوقتها في صمت اليوم الأحد.
هي المستشارة "تهاني الجبالي " التي ولدت 20 نوفمبر 1950 في محافظة الغربية حصلت على المركز الخامس في مرحلة الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، تخرجت من كلية الحقوق وعملت في المحاماة لمدة 30 عام.
تربت في عائلة إقطاعية تنتمي لحزب الوفد طبق عليها قانون الإصلاح الزراعي، ولكنها أعجبت بالتجربة الناصرية وبدأت في الانخراط معها حتى أمنت بالفكر الناصري واعتنقته وأصبحت من المدافعين الداعمين له.
وتعد أول عضوه منتخبة في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب في هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه في عام 1944، وبعدها تولت لجنة المرأة في الاتحاد نفسه لتمثل المرأة العربية وأيضا رئاسة لجنة "مناهضة العنصرية والصهيونية".
عينت أول قاضية مصرية بقرار جمهوري عام 2003، وأول قاضية تحصل على المركز الأول بين السيدات الأكثر تأثيرا في مصر عام 2014 و2015.
وعاشت حياة مليئة بالأحلام والطموحات ومكافحة أنواع الفساد مدافعة عن المرأة وحقوقها رافعة راية الحق في وجه كل ظالم، كانت وستزال نموذج للمرأة المصرية الحالمة القوية.
توفت المستشارة تهاني الجبالي اليوم الأحد الموافق 9 يناير 2022 بعد إصابتها بفيروس كورونا الذي أدي إلى انتقالها للمستشفى العجوزة لتلقي العلاج ولكن القدر لم يكتب لها النجاة.
ودفن جثمانها الطاهر في مقابر عواره بمسقط رأسها في الغربية موطن مصطفى النحاس الرجل الثاني الذي تولى رئاسة حزب الوفد بعد الزعيم سعد زغلول.
جوجل نيوز
