د. أبوزيد: الفن المنفذ الوحيد لـ"الخروج الآمن" من تداعيات كورونا

قبل ساعات معدودة من انتهاء فعاليات ملتقى الأقصر الدورة الـ14 كان لنا حوار مع الفنان التشكيلى أ.د عماد أبو زيد - الأستاذ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان قوميسير عام الملتقى، وطرحنا تساؤلات حول اختيارات اللجنة، وهل الفنان ملزم أن يقدم عملًا له علاقة بوجوده فى رحاب الحضارة المصرية، وعن البرامج الثقافية التي تمت خلال فترة الملتقى، وعن الاجراءات المتبعة بعد استلام اللجنة لأعمال الفنانين، وهل لديه مقترحات وأسئلة أخرى.

هل جائحة كورونا أثرت فى اختيارات اللجنة؟

الجائحة أساسا أثرت على الفنانين واحوالهم وسببت توتر ولكن سيظل الفن المنفذ الوحيد للخروج الآمن، الدورة ال14 امتداد لنفس ظروف الدورة السابقة من حيث استمرارية جائحة كورونا، الوضع الصحي العالمى وحظر السفر من بعض الدول وشروط الطيران بضرورة أن يكون حصلًا على اللقاح، إلا أن الفنانين لديهم حماس وحالة تعطش لممارسة الفن وترقب لحالة بهجة العودة، بعض الفنانين اعتذروا لظروفهم، منهم مازال يتعافى من كورونا.

لذلك باسم أعضاء اللجنة العليا وهما كل من أ.د خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية ، أ. دعادل ثروت - الأستاذ بكلية التربية الفنية - جامعة حلوان، أ.د أحمد هنو - عميد كلية الفنون والتصميم بجامعة الجلالة، أ.د جيهان فايزـ الأستاذ بكلية الفنون الجميلة- جامعة المنيا، أ.د أمل نصر- الأستاذ بكلية الفنون الجميلة - جامعة الإسكندرية، أ.د صفية القباني - نقيب الفنانين التشكيليين، أ.د صالح عبد المعطى - الأستاذ بكلية الفنون الجميلة – جامعة الأقصر، أقدم الشكر لكل فناني الدورة الـ14 المصريين والعرب والأجانب وشباب الورشة لقبولهم تحديات المرحلة وتقلبات الفيروس بين الحين والحين، والشكر للفنان الدكتور إبراهيم غزالة على ما قدمه فى الدورات السابقة ووضع الملتقى فى مكانة عالمية.

 هل كان هناك يوجد اعتذارات لهذه الدورة؟

فنانو الجاليريهات الخاصة بيقدموا اعتذار، لان بحسب وجهة نظر الجاليريهات ليست فى مصلحة تسويق أعمال الفنان أن يترك لوحتين لوزارة الثقافة، لأن أعماله لها سعر فى السوق وأيضا حتى لا يحرق أفكاره.

وزارة الثقافة راعى الثقافة، ونظرًا لمتغيرات السوق والساحة اليوم لابد أن نعيد جذب الفنانين إلى الراعى الأول بمصر التي سبق لها رعاية الرواد.

 قد اقترحت بخصوص هذه الاشكالية أن نقدم عامل جذب، اقترحت مثلا أن ربما لو علم الفنان أنه ليس شرطا أن يترك لوحات أو حتى يرسم وأن وجوده كفنان له بصمته وأهميته يأتى ليقدم خبراته وثقافته ويتواصل مع الآخر، مثلا لو فنان كبير هل أطلب منه لوحتين أم استثمر وجوده، وليكون الاعتماد فى الملتقى على تأثير وجود الفنان على فنانى الملتقى من مختلف الأجيال، ويبقى حصاد الملتقى هو المردود الثقافى، هذا أيضا يمكن أن يطبق على فنانى الملتقى بصفة عامة باعتبار تم ترشيحه من لجنة عليا من المتخصصين، وفى هذا اعتراف رسمي من وزارة الثقافة، بأنه فنان له أهمية، إذًا وجوده تكريم له وكأنه حصل على جائزة ويترك له حرية الاختيار.  

وماذا عن البرامج المصاحبة للملتقى؟

فى أول لقاء مع الفنانين بعد الوصول، وقبل الزيارات الميدانية، اجتماع يكون شبه تعارف بكل فنان وتوضيح أهداف الملتقى، وعن مقاسات اللوحات والعملية مجرد حوار عام، كما متبع برنامج بدء بالزيارات الميدانية استمر أربعة أيام، وعلى  قمة الزيارات طريق الكباش الذي احتفينا به احتفاء يليق بحضارة خالدة، كنت بآخر تسليم الفنانين اللوحات والخامات لمنحهم فرصة أكبر للتحاور والرؤية البصرية، لأن حتى لو الفنان درس المصري إلا أن الواقع والحاضر يفوق الخلفيات والمرجعيات السابقة.

 البعض كان لديهم تصور وطرح سابق عن المصري القديم، إلا أن بعد جلسات النقاش والزيارة الميدانية لحياة الجنوب وطباع وتقاليد البشر والاسواق تغيرت رؤيته، وحتى الفنانين المقيمين بالأقصر اكتشوفوا زوايا فكرية أخرى، هكذا الفنان قد يمر يوميا فى مكان ما ويظن أنه يعرفه ويحفظه ومتشبع، ولكن ستأتى لحظة وومضة يكشف جوانب أخرى.

ويلى الزيارات جلسات النقاش والندوات الثقافية المتتابعة التي اخترنا أن يكون فيها فنان أجنبى، ومصري، وعربى وفنان من الورشة، وذلك لتنوع الثقافات والخبرات، أدار الحلقات النقاشية بحرفية واتساع أفق والناقد سيد محمود، وأسعدنى الحماس المتلاحق فى الحوارات واختلاف الآراء إضافة للجميع، لدرجة أن الفنانين استمروا فى نقاشاتهم حتى آخر لحظة فى الملتقى، وهذا الهدف الأعلى للملتقى.

هل الفنان ملزم بتقديم أعمال عن الاقصر؟

أنا لا أطالب الفنانين بأى التزام ولم أطرح توجيهات فنية، بل منحت الجميع حرية التعبير والاختيار، الفنان تم ترشيحه والموافقة عليه من قبل اللجنة، إذًا نحن نعلم مستواه الفنى، ذكرت بالاجتماع الاول أن عبقرية المصري التي أخرجت معبد "حتشيسوت" فى وسط الجبل، واستقر كل هذا الزمن، قادرة على طرح إبداعات معاصرة، كما ذكرت شاركونى عشقى لحضارة المصري القديم بكل عظامتها ومعطياتها الخالدة، حضارة ملك الانسانية وليس المصري فقط ، فمنه نبت فكرة الرسم والتصوير وخط الأفق، وترجمة كل ما يرى بالعين الى خطوط وعناصر ومفردادت ونصوص الكتابة التصويرية، وأعلم أنه ليس بالامر السهل تجسيد التعبير، فزخم الحضارة محير من أين يبدأ الفنان، لذا اللوحة ليست إلا مفتاح لاستثمار الحوار الجاد وليست هى المطاف الأخير.

ما الإجراءات المتبعة بعد استلام اللجنة الأعمال؟

كما هو متبع منذ الدورة الأولى وطبقًا للائحة، يتم تسعير الأعمال وتقييمها مادية بحسب التقدير المادى الفعلى لأسعار كل فنان، وتوثق بتوصيف دقيق وتفاصيل المقاس والخامة، من ضمن أعضاء اللجنة العليا، أعضاء بلجنة المقتنيات بوزارة الثقافة بصفتهما، ومنهم الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون، والدكتورة صفية القبانى نقيب التشكيليين، ثم يتم وضع الأعمال ضمن مقتنيات صندوق التنمية الثقافية للحافظ عليها بالشكل اللائق فهى مسؤولية وعهدة على الدولة.