عبد الرحمن يوسف يكتب: إخفاقات "ترامب" ورؤية "بايدن"

ارتكب الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب العديد من التصرفات التي جعلته يحقق المزيد من الإخفاقات الداخلية والخارجية، والتي غطت بدورها على الإنجازات الاقتصادية التي حققتها إدارته، وكان لها أثر سلبي في تراجع شعبيته وثقة الأمريكيين به، خصوصًا في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19 وارتفاع عدد الوفيات إلى 100 ألف حالة.

كما كان للاحتجاجات وتبعاتها تأثير مباشر في انخفاض شعبية ترامب، حيث لم تبد إدارته اهتمامًا بتوحيد الجهود الدولية لتوفير الاستجابة العالمية للتعامل مع فيروس كورونا عملا بمبدأ "أمريكا أولًا"، ورغبته في تقليل الالتزام بالعمل الدولي الذي كانت تقوده أمريكا منذ سبعة عقود، ومع اشتداد الجائحة دوليًا انتظر المجتمع الدولي قيادته لجهود الاستجابة لأزمة الفيروس العاليمة، إلا أنه بدلًا من ذلك انسحب من منظمة الصحة العالمية.

وشهدت السياسة الخارجية الأمريكية تضاربًا وعدم تناسق، وافتقرت إلى الحنكة والموضوعية، وفقدت الولايات المتحدة ثقلها على الساحة الدولية، وهو ما كان له انعكاسات سلبية على مستقبل ترامب السياسي حتى في الانتخابات القادمة، إذا ما أراد الترشح من جديد.

وهو ما لفت إليه المنظر السياسي هنري كيسنجر، الذي أشار إلى أن إخفاقات إدارة ترامب في الحفاظ على قوة المكانة الأمريكية، وتأثيرها السلبي على صورتها في الشأن العالمي، يدل على نهاية عصر القائد الأمريكي الذي يقود العالم، وهناك قوى أصبحت أكثر شعبية أو أكثر فعالية، وأجدر على الإمساك بزمام الأمور، مثل الصين التي تمكنت في عهد ترامب من لعب دور فاعل في مجال الاستثمار والتجارة الدولية.

وفيما يخص رؤية جو بايدن، فإنني أرى أنه سينفذ البرنامج الذي تحدث عنه في السباق الانتخابي، وهو ما ظهر في تصريحاته عن الناتو، والشراكة التجارية مع أوروبا، وكذلك دفعه بوجوه من غير البيض مثل نائبته التي جعلها تخاطب الشعب قبله، وهو نهج يشبه أوباما في الخطوط العامة، لكنه مختلف في التفاصيل، نظرًا لتبدل الظروف وطبيعة الأزمات.

في النهاية يمكن القول إن سقوط ترامب منع تفكك الولايات المتحدة اجتماعيًا وفكريًا مؤقتًا، وربما تفكك على المستوى السياسي.

معيد بقسم العلوم السياسية - جامعة حلوان