عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
دفتر عزاء وائل الإبراشي
البنك الاهلي
وائل الإبراشى حتى آخر نفس!!

وائل الإبراشى حتى آخر نفس!!

 (ضيعتنا يا أستاذ طارق) من الممكن أن يصبح محسن أو فاطمة أو ماجى، المهم أنك ستضحك بعدها على هذا الضياع الذي يشير إليه وائل، فهو لا يعنى سوى أن هناك فكرة ساخنة قرر أن يكتبها أو يقدمها فى برنامجه وأنت بشكل أو بآخر طرف فيها.



فى كل تجاربه دائما كصحفى أو معد أو مقدم للبرامج، ستجد لديه لمسة خاصة،  امتلاكه لحاسة صحفية تزداد مع الأيام نضوجا، وأجاد توظيفها فى كل المجالات التي تواجد فيها، صوت الصحفى دائما هو الأعلى، ربنا منحه قبولا طاغيا على الشاشة، إلا أنه ظل مدركا أن القبول وحده لا يكفى، وأن عليه أن يظل مخلصا للصحفى الذي لا يزال يقظا ومتابعا لكل التفاصيل، أتذكر قبل نحو 20 عاما كان يعد برنامجا عن عادل إمام، الاتجاه الذي طلبته شركة الإنتاج (عرب سكرين) هو تقديم وجه واحد فقط لعادل، كما أن وائل على المستوى الشخصى تربطه صداقة دافئة بعادل إمام، إلا أن الصحفى اليقظ داخل وائل لم يرض بأن يقدم برنامجا أحادى النظرة، لا يحيط الشخصية بمختلف جوانبها، وكنا نحو 10 شخصيات كل منهم لديه إطلالة مغايرة من بين الأسماء يسرا ووحيد حامد وشريف عرفة وفاروق صبرى وصلاح عيسى ويوسف القعيد وأضاف من عنده كلا من الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم وكاتب هذه السطور، وفى اللقاء الذي أجراه وائل معى خلف الكاميرا وبلا مذيع، تناولت عادل فنيا وإنسانيا، إيجابيات وسلبيات، وأتصور أن فؤاد نجم، ربما أفاض أكثر كعادته فى السلبيات، من الواضح أن الشركة المنتجة كان لها رأى آخر وطلبت تخفيف الآراء، خاصة آراء نجم وأنا، ولم يمتثل وائل للطلب، رغم أن الشركة مملوكة لابن وزير الإعلام الأسبق والرجل القوى فى تلك السنوات صفوت الشريف، وحتى الآن لا يزال مصير هذا البرنامج مجهولا.

من تجاربى مع وائل أنه يضع خطا بين الصداقة والعمل، لديه فى الوسط الفنى صداقات متعددة، إلا أنه لم يتدخل ولا مرة حتى بالمراجعة أو التخفيف لرأى كتبته، وهو للحقيقة والأمانة ما كان يفعله أيضا الكاتب الكبير عادل حمودة فى (روزاليوسف) فهو صديق للعديد من النجوم، ولكن يسمح للناقد أن يكتب ما يراه، هذا ما يتكرر أيضا على كل المستويات الأخرى فى الشأن السياسى والرياضى والاجتماعى، لا يضع وائل مصلحة ولا صفقة سوى فقط المهنة والمهنية، وائل بقدر ما هو (أسطى) صحافة، فهو لا يعتبر فقط أفكاره هى بالضرورة الصحيحة، يسمح للجميع بإمكانية القفز بعيدا عنها، طالما امتلكوا الحجة والمنطق.

كل من اقتربوا  من وائل فى مجالس التحرير على تعاقبها فى الصحافة والتليفزيون يعلمون أنه رجل اللحظة الأخيرة، من الممكن بعد أن يتم تسكين العدد أو البرنامج  يعن له فكرة فيقرر إعادة البناء مجددا فى كل الصفحات، وهو ما يتكرر فى البرامج، وقبل الهواء، أحيانا بدقائق،يعيد ترتيب اللقاءات ويضيف هو قضية يراها باتت أكثر إلحاحا، هو الذي يتولى الاتصال بالضيوف،، فهو يكره برامج وصحافة (الديب فريزر) ويرى أنها ينبغى أن تلسعك بلهيب  نار الفرن.

تكوين وائل الثقافى يجعله ينحاز للحرية والانفتاح على الجديد، تلك هى قناعته الشخصية إلا أنه يدرك أن من حق الطرف الآخر أن يأخذ نفس المساحة ويدافع هو أيضا عن مواقفه، ولهذا فقد يستضيف محاميا دأب على إقامة دعاوى قضائية للتشهير بالفنانين والشخصيات العامة وبعد أن يمنحه حقه فى التعبير عن وجهة نظره يفتح الباب للرأى المعارض، هناك مثلا من يريد مصادرة أعمال نجيب محفوظ بحجة خدش الحياء العام مثلما حدث قبل بضع سنوات تحت قبة البرلمان، إلا أنه بعد أن يمنح النائب كل الحق فى التشهير بأدب نجيب محفوظ، يسمح للصوت الآخر بالتعبير  والدفاع، وبعد أن ينتهى البرنامج تخرج وأنت منحاز للحرية. وائل الإبراشى رجل اللحظة الأخيرة، الذي يفتقد الملايين حضوره على الشاشة، بينما أنا سأفتقد الصديق وكلماته الضاحكة تملأ وجدانى وأداعبه بمثل كلماته (ضيعتنا يا أستاذ وائل) ستظل فى قلبى ووجدانى عنوانا للصدق والنقاء والشرف والمهنية!!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز