عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المستشارة تهاني الجبالي قبل الرحيل: هذه قصتي ومشوار حياتي منذ صرخة الميلاد

المستشارة تهاني الجبالي مع أيمن عبدالمجيد
المستشارة تهاني الجبالي مع أيمن عبدالمجيد

أصول قبيلتي تعود لآل النبي وهاجر أجدادي الأوائل من الحجاز 



رحل والدي مُبكرًا تاركًا ٧ أشقاء فتعلمت من أمي تحمل المسؤولية 

نشأت في حضن الصوفية وتناقضات الطبقية ومدرستي الوطنية 

كنُت أول محامية تُنتخب بمجلس نقابة المُحامين وأول قاضية وأول نائبة لرئيس "الدستورية العليا" 

هذه قصة اختياري قاضية ورأيي في ناصر والسادات ومبارك ومعركتي مع الإخوان 

مثلي الأعلى والد الدكتور محمد البرادعي وهذا رأيي في ابنه

هذه أولى صدماتي في الحياة وموقف أبي من إنجاب البنات 

شقيقي من شهداء حرب أكتوبر ووالدتي شاركت في الحرس الوطني دفاعًا عن مصر

عمل والدتي مكنها من تحمل مسؤولية الأسرة بعد رحيل أبي فأدركت أن عمل المرأة حصانة للأسرة وليس رفاهية

والدي كان من أسرة إقطاعية اطلع مبكرًا على حضارة الغرب ووالدتي من أسرة بسيطة تحدت الصعاب فأصبحت وكيل وزارة

موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الأزمة المصرية تاريخي، انحاز للدولة المصرية كما حدث من العرب في 1973

تعييني بالقضاء انتصار للمرأة المصرية وليس ميزة شخصية

المرأة تستحق العمل بالنيابة والعمل بالقضاء مؤسسيًا  

الرجل في حياتي كان دائماً دافعًا ومساندًا للتميز وكنت محظوظة في حياتي 

 

حاورها: أيمن عبدالمجيد

 

هذا الحوار استثنائي، ضمن سلسلة حوارات أجريتها مع نخبة الساسة والمُفكرين في مصر، بداية من العام 2019، انتهجت خلالها أسلوب حوار الشخصية، الذي يؤرخ لمشوار حياة الضيف ومؤثرات تكوين شخصيته، ومعالم بيئة النشأة ورؤيته للأحداث التاريخية والمعاصرة.

وقد كانت المستشارة تهاني الجبالي، أحد أهم أوائل ضيوف تلك السلسلة، فقد أجريت معها هذا الحوار نهاية أغسطس 2013، وإليكم نص الحوار الوثيقة فقد رحلت، المستشارة الجليلة عن عالمنا، فيرحل البشر ويبقى الأثر. 

 

هي سيدة مصرية، لقبها البعض بالمرأة الحديدية، ورمز للوطنية، في الوقت الذي شن ضدها تيار الإسلام السياسي وقطاع من شباب ٢٥ يناير، حملة معادية بدعوى الانتماء لنظام مبارك، غير أن من يختلف أو يتفق معها لا يمكن له أن ينكر كفاءتها المهنية، وذكاءها الحاد، وشجاعتها في الدفاع عن آرائها بشراسة، وعمق رؤية، وحجة قوية.

 

هي أول قاضية مصرية تجلس على منصة القضاء، فقد عينت مستشارة في أعلى محكمة، "الدستورية العليا"، وربما أول امرأة في التاريخ وليس مصر وحدها يصاغ من أجل إبعادها من منصبها نص دستوري، وهي أول سيدة تُنتخب عضوًا بمجلس نقابة المحامين المصريين، والمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب.

 

 

إنها المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا بمصر، السيدة الأكثر إثارة للجدل في العامين الماضيين، والمعارضة الشرسة لحكم جماعة الإخوان، التي سئلت: هل سلم المجلس العسكري مصر للإخوان؟ 

فأجابت: "لا، بل سلم الإخوان لشعب مصر".

اتهمها الإخوان بالتآمر على حكم مرسي، وأطاحوا بها من المحكمة الدستورية العليا، ورحل الإخوان غير مأسوف عليهم، لتواجه اتهامات جديدة من معارضيها بأن تعيينها في القضاء يرجع لعلاقتها بسوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق. 

لكنها ردت بقوة: بل رشحني رئيس المحكمة الدستورية العليا وجمعيتها العمومية.

طفت معها في هذا الحوار في مشوار حياتها ممسكًا بشريط ذكرياتها من طرف النشأة الأولى في حضن الصوفية، وجذورها القبلية، ورحلتها المهنية، ومواقفها وآرائها السياسية. 

 

بوجه بشوش قابلتني، على مكتبها، كانت نسخة من مقال نُشر منذ ساعات بقلم الدكتور مصطفى الفقي بعنوان "تهاني الجبالي" يمتدح شخصيتها قائلًا: "إنها محامية رفيعة الشأن، وقاضية شديدة المراس، تملك حسًا سياسيًا رفيعًا ورؤية عميقة لروح القانون... ترفض الاستسلام مهما كانت الضغوط أو الانحناء لغير خالقها...".. فهيا عزيزي القارئ نتجول مع تهاني الجبالي الإنسانة في شريط ذكرياتها، ومحطات عمرها، ونواجهها ونشاهد ردودها.

 

ماذا تحمل المستشارة تهاني الجبالي من ذكريات النشأة والطفولة المبكرة وأثرها على تكوين شخصيتها؟

- ولدت لأسرة الأب فيها من قبيلة عربية هي "الجبالية"، فهي قبيلة منسبة تعود إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تعود أصولها لسيدنا الحسين رضي الله عنه، وهي قبيلة منتشرة في الشمال الإفريقي، خرجت في فتح الأندلس من الحجاز، ثم عادت في هجرة عكسية وأصبح منها جبالية تونس، ومصر وعدد من الدول، وفي مصر تركزت في محافظة الفيوم وانتشرت فروعها في عدد من المحافظات، ولعل تواجد القبائل العربية في الفيوم يؤكد على العروبة ووحدة العالم العربي.

 

من أي فروع القبيلة بالمحافظات ومتى كانت صرخة الميلاد؟

- من فرع الجبالية بمحافظة طنطا بدلتا مصر، وفي هذه المدينة ولدت، في ٩ نوفمبر ١٩٥٠ وهي مدينة تجمع ما بين المقام الأحمدي، وما يحمله من قيمة وطنية لما قام به الشيخ البدوي من بطولات في قيادة المقاومة ضد الحملات الصليبية، وما يحمله من قيمة كأحد أقطاب الصوفية، وتربيت في حضن الحلقة الصوفية، كل هذا أسهم في تكويني، والدي كان يعمل بالصليب الأحمر الدولي، وسافر لأوروبا مبكرًا، وبالتالي فهو رجل يجمع بين أصوله العربية والإسلامية والانفتاح المبكر على الحضارة الغربية، وكان من أسرة إقطاعية، فقدت جزءًا كبيرا من أملاكها عقب ثورة ١٩٥٢، بينما أمي كانت من أسرة بسيطة، وأهم ما يميزها أنها تعلمت مبكرًا، من خلال إصرارها على التعلم، رغم كون أسرتها بسيطة.

 

وكانت أمي رحمها الله من الرعيل الأول، والثانية تحديدًا في مجال التربية والتعليم بعد فاطمة عنان، ووصلت إلى منصب وكيل وزارة التربية والتعليم في محافظة الغربية، وكانت مدرسة لغة عربية وتربية دينية، وكانت ممن تطوعوا في الحرس الوطني عام ١٩٥٦، فكانت هناك خلطة لتشكيل تكويني المبكر، ما بين الوعي الديني والوعي المجتمعي والحس الوطني والتحضر والاقتراب من العصرنة، فوالدي كان متحضرًا جدًا في علاقته مع والدتي ومع أبنائه يحتفي بالبنات أكثر من الأولاد، رغم أنه من قبيلة عربية ترحب بإنجاب الذكور وتحتفي بهم.

 

كما كان الأزهر الشريف يمنح مكافأة لمن يولد له ذكور من الأسر التي يعود نسبها لآل البيت، ولا يفعل ذلك مع الإناث، وكأنهن غير موجودات في الحياة.

 

هذا المزيج من الطبقات الاجتماعية والتلاقح الفكري والديني أثر في شخصية تهاني الجبالي بشكل عام.. لكن ما الأثر الذي تركته الوالدة ليدفعك لتبني قضايا المرأة؟

- عندما توفي والدي فجأة كان عمري ١٦ سنة، وتولت والدتي مسؤولية تربية أبنائها، وكان والدي قد باع ما تبقى له من أرضٍ زراعية لتعليمنا، وكان يبيعها بثمن بخس للفلاحين، فكان يقول إنه ليس فلاحًا، ويريد أن نعيش حياة كريمة، فيبيع الأرض لتوفير تلك الحياة لنا، وعند وفاته كان يمكن أن نتشرد، فكانت الصدمة الأولى لنا في الحياة، وهنا آمنت بأهمية عمل المرأة، وبأن عملها ليس مجرد رفاهية بل حماية للأسرة ككل، وتمكنت أمي بعظمتها من الحفاظ على سبعة أبناء ومساعدتهم على استكمال تعليمهم وتزويجهم، وهنا أدركت أهمية الدفاع عن حق المرأة في التعلم والعمل.

 

ما ترتيبك بين الأشقاء؟

- الأسرة تتكون من ٧ أشقاء، أربعة منهم بنات وثلاثة ذكور، وترتيبي الوسطى، فأكبر مني ولد وبنت، ومن الإخوة مهندس رحمه الله، وحمدي رحمه الله كان ضابطًا بالقوات المسلحة، واستشهد في حرب ١٩٧٣، وكانت والدتي تهتم بترسيخ القيمة في العائلة فأطلقت اسم حمدي شقيقي على اسم ابن خالة والدي، أي عمي، الفريق حمدي سيف النصر وزير الحربية في أول حكومة وفدية في العهد الملكي، وفي العائلة الكثير من اسم حمدي، ومن الإخوة القانونيين أنا، وأغلب الأشقاء اهتموا بالعمل التربوي مثل الوالدة التي كانت تقدم بعدًا تربويًا رائعًا فكانت ظاهرة، تدرس الدين الإسلامي بفروعه الثمانية، وأخذ عنها في خمسينيات القرن الماضي، أنها كانت تصر على أن يتواجد معها في الحصة مدرس الدين المسيحي، فكانت ترفض أن تخرج الطلبة المسيحيين من الفصل، خلال دراسة حصة الدين، لأنها كانت تقول نحن الاثنان نؤدي مهمة مشتركة، فالمدرسة تدرس القيم المشتركة الإنسانية التي عنوانها الأديان، أما أصول العقيدة فتعلمها مكانة المسجد والكنيسة.

 

وأذكر أنها تعرضت للتحقيق في ذلك الوقت، بزعم أنها خالفت منهج الوزارة، وكنت أبكي كثيرًا خوفًا على أمي، ظنًا مني أن تحويلها للتحقيق هذا سيؤدي بها للسجن أو الإعدام فكنت صغيرة، ومازلت أذكر اسم وكيل الوزارة في مديرية الغربية الأستاذ إبراهيم حمودة، وكان شخصية متفتحة فأشر على التحقيق بالحفظ، لأنه اجتهاد تربوي ربما يكون فيه ما يستحق الدراسة، لتأثيره الإيجابي على العملية التعليمية.

 

 

 

أين حصلتِ على تعليمك الابتدائي والثانوي؟

- دخلت المدرسة الابتدائية في مدرسة الإرساليات الأمريكان في طنطا، ثم انتقلت لمدرسة النجاح الحكومية، ثم المدرسة القبطية للبنات، وهي كانت مدارس أهلية برحابة فكر، ولم تكن الطائفية عنوانها، بل كان معظم طلابها من المسلمين، ثم مدرسة طنطا الثانوية بنات، ومنها إلى كلية الحقوق جامعة القاهرة، واستقررت بالقاهرة، حتى الآن.

كان ترتيبك في الثانوية العامة الخامس على مستوى الجمهورية، ومع ذلك فضلتِ دراسة القانون لماذا؟ 

- لم أذهب لكليات القمة، لأنني أحببت دراسة القانون وكان نفسي أكون محامية، وقد كان، ومرجع ذلك أن نقيب المحامين الأسبق مصطفى البرادعي، والد الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المستقيل كان صديقًا لوالدي والأسرة، وتربطه صلة قرابة بالعائلة، وكان كلما جاء إلى طنطا يزور والدي، وكان يهتم بي جدًا، وكما يقولون اتربيت على يديه، وكان يشجعني ويرى فيّ جرأة ولباقة تؤهلاني لأن أكون محامية ناجحة، فكان رحمه الله المثل الأعلى لي، الذي شجعني على دراسة القانون، وقضيت بالفعل ٣٠ سنة عمل بالمحاماة قبل أن أنتقل إلى القضاء، ثم عدت إليها.

 

هل شاركتِ في النشاط السياسي بالجامعة في تلك الفترة الخصبة؟

- تخرجت في الجامعة عام ١٩٧٣، وبالفعل فترة دراستي الجامعية كانت فترة خصبة، وشاركت في الحركة الطلابية، فنحن الجيل الذي عاش حرب الاستنزاف، ولحظة العبور والنصر، وعشنا تجربة الحشد الوطني والعمل على الأرض، وشكلنا فصائل خدمة الجبهة، وكانت مجموعات متتابعة تذهب للصفوف المتقدمة على الجبهة، فكنا نجمع بين حماسة الشباب والوعي السياسي والنضج الوطني، وانتميت للحركة الطلابية، ومارست النقد لدولة عبدالناصر بعد هزيمة ١٩٦٧، ورأيت كيف نزل عبد الناصر لنا كشباب في الجامعة، وفتح حوارًا معنا وقف بيننا يشرح مشروعه للتغيير، وهو يقول إن الثورة التي تتناقض مع شبابها لم تعد ثورة.

 

كنا نشعر بأن هناك قيادة تشعر بالمسؤولية عن إدارة حوار مجتمعي حقيقي، وتتحمل النقد وغضبة وثورة الشباب، ثم كنا الحركة الطلابية التي خاضت معركة مع الرئيس السادات، عندما شعرنا بأن هناك أخطاء ترتكب، ومنها استحضار اليمين الديني لمواجهة اليسار والناصريين، فنحن الجيل الذي ضربه الإسلاميون بالجنازير في الجامعة، وكان خطأ كبيرًا من السادات ظنًا منه أن استدعاء اليمين الديني سيوفر له الحماية، لكنهم قتلوه.

كيف تصفين الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر؟

- أفضل من أنجبت الأمة العربية، "زعيم"، فالحاسة التاريخية للشعب المصري ميزت بين أخطائه كحاكم وبين نقائه الوطني كقائد تاريخي، ولذلك كنا نملك نقد نظامه بعد الهزيمة، ونشير إلى ثغرات البناء.  

 

هل القضاء على الإقطاع خلق لكِ خصومة مع ثورة ١٩٥٢؟

- والدي كان سعيدًا بالقضاء على الإقطاع، لأن فكره كان أقرب لليسار، ويؤمن بأحقية الفلاحين في هذه الأرض، وكان يرى أن الله استخلف البشر في الأرض، لكن كان هناك فرع من العائلة ساخطون على تجريدهم من أملاكهم، وهذا الحوار أفادني، لكن لم يؤدِ ضررنا الشخصي إلى كره الثورة بل كنا نؤيدها، والخلاف الأسري بشأنها لم يكن خلافًا مرضيًا حادًا.

 

والشيء الثاني، أن نمو الوعي المتراكم لدي جعلني أدرك أهمية النظر لكل ما يحدث نظرة علمية، وأن من يتصدى للعمل العام إن لم يتحرر من الثأر الشخصي، ويستطيع أن يكون لديه عقل بارز يقيّم الأمور بشكل علمي، لن يستطيع اتخاذ قرار صحيح.

 

رغم إنجازات الزعيم عبدالناصر إلا أنه لم يقم حياة ديمقراطية سليمة كيف رأيتم ذلك؟

- كنا مزهوين بالمد القومي والتحرر الوطني، فنحن الجيل الذي هتف في القرى لجميلة بوحريد، وهو الجيل الذي شهد تأميم قناة السويس، وهو في عمر الطفولة، فأدى تراكم هذه الخبرات إلى الزهو بالتجربة والمد الثوري والانتصارات المصرية، والقومية، لكن بالتأكيد هزيمة ٦٧ فتحت عيوننا على ثغرات البناء وانتقاد عبد الناصر ونظامه وهو الزعيم، الذي كنا ومازلنا نراه أفضل من أنجبت الأمة العربية، وأصبح لدينا يقين أن العلاج يبدأ بالنقد الذاتي، وخرج عبدالناصر ببيان ٣٠ مارس ورؤيته للتغيير، ولو عاش لحقق تغييرًا يصحح المسار، ولذلك طالبه الشعب عندما تنحى بالعودة.

 

لماذا اتخذ الشعب قرار التمسك بالزعيم عبد الناصر بعد الهزيمة في تقديرك؟ 

- لأن الحاسة التاريخية للشعب المصري، ميزت بين أخطائه كحاكم وما بين نقائه ووطنيته الصادقة كقائد، ولذلك من لا يستطيع أن يفهم كيف اتخذ الشعب المصري قرار بقاء عبدالناصر بعد الهزيمة، هو من لا يستطيع أن يقرأ الفارق بين رجل الدولة وبين القائد التاريخي، فالتفويض بالبقاء كان مشروطًا بالعمل على إزالة آثار العدوان، لأن له دورًا والشعب قال له قف مكانك لأداء دورك.

 

عبد الناصر كان يجمع بين أخطاء رجل الدولة ورؤية القائد التاريخي، وكقائد الجميع يعرف كيف أعاد بناء الجيش وأعد للمعركة، والزعماء العرب العظماء في تلك الفترة ارتفعوا فوق الثأر الشخصي، السعودية والجزائر وبلدان الخليج، فرغم تهديد المد الثوري في عهد عبدالناصر للأنظمة الملكية، فإنهم انحازوا لمساندة الدولة المصرية وبقائها بموقفهم الداعم لمصر عام ١٩٧٣، وكأن التاريخ يعيد نفسه.

 

كيف ترين موقف خادم الحرمين الشريفين من مصر عقب ٣٠ يونيو ومواقف الإمارات والكويت؟ 

- موقف تاريخي، الثاني من نوعه بعد الصمود عام ٦٧ والانتصار الاستراتيجي للأمة العربية عام ١٩٧٣، وتظهر تلك المواقف التاريخية، عندما تكون الأمة العربية في لحظة فارقة وعلى حافة الهاوية، وهو موقف داعم لمصر الدولة واستشعار للمسؤولية القومية بضرورة التحرك لكي لا تسقط المنطقة العربية بسقوط مصر، وأتصور أن استقرار النظام السعودي والإماراتي والكويتي وراء هذا الدعم، بينما باقي الأنظمة العربية، التي لم تتخذ موقفًا واضحًا، يرجع إلى أنها تعاني أزمات وسيولة ثورية كتونس وسوريا وليبيا.

 

وهنا أناشد الزعماء العرب والسعودية تحديدًا مراجعة موقفها من سوريا، لأن الأمريكان لا يحاربون من أجل سوريا بل يعلنون الحرب ضد سوريا، وسوريا أكبر من نظام بشار، ولا بد من العمل العربي على الحفاظ على سوريا الدولة الموحدة، فالغرب يريد تمكين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في سوريا بإسقاط نظام بشار، ويريد تقسيم الدول العربية.

 

فلو قرأت السعودية والخليج الموقف بزاوية مختلفة سيكون عنوان المرحلة الحفاظ على سوريا الدولة أولًا ثم إصلاح النظام الداخلي، حتى لا يتكرر بها ما حدث بالعراق، الذي حوله الأمريكان لبلد مدمر، استفاد الأعداء من الأوضاع به، وعلى رأسهم إيران التي ترقص على جثة عراق العرب، نحن في لحظة تاريخية فارقة للأمة العربية.

 

 

ما رأيك في الرئيس السادات؟

- ثعلب سياسة، رجل دولة، حكم في مرحلة شهدت متغيرات دولية، نجح في التعامل معها والاستفادة منها، وصولًا لتحرير الأرض المصرية، وكثير من القوى الوطنية، وأنا منهم، نرى أنه فرط في مساحات كان الأفضل الإبقاء عليها والتفاوض مع الاحتفاظ بها إلى جانب الثغرات في اتفاقية كامب ديفيد والخروج المبكر من المعركة والانصياع لأمريكا، وهو ما ندفع ثمنه، حتى الآن، في سيناء، إضافة إلى أخطاء استراتيجية منها اختياره لمبارك كخليفة له، وهو كان آخر من يمكن أن يحكم مصر من قادة أكتوبر، فلا يملك أي مؤهلات للحكم

 

والخطأ الثاني للسادات استدعاء اليمين الديني لمواجهة اليسار والناصريين، بينما لم يكن الشيوعيون سوى قله معدودة والخطأ الثالث فتح المجال أمام الرأسمالية المتوحشة، التي أخلت بالعدالة الاجتماعية، والخطأ الرابع التنازل عن جزء من السيادة على سيناء، والزعم بأن حرب أكتوبر آخر الحروب، وتجميد الصراع مع إسرائيل مبكرًا، واستقرار الأوضاع على هذا النحو، واختيار مبارك فيما بعد أدخلنا في مرحلة ركود.

 

هناك من يرى أن مبارك حقق الأمن والسلام لمصر؟

- مبارك رغم تاريخه العسكري لم يكن يصلح لحكم مصر، وكان عنوان حكمه الركود الطويل، ٣٠ سنة من الركود والعجز عن تحقيق أي تقدم، والاكتفاء ببعض المشروعات الخدمية، فمصر تعرضت في عهده لعملية تجريف.

 

حديثك عن أخطاء سياسية بينما يحاسب مبارك على فيللات وهدايا وأسعار تصدير الغاز لإسرائيل.. كيف تفسرين ذلك؟ 

- هذه قضايا فرعية، وأرى أن المحاسبة السياسية كان ينبغي أن تكون هي الأساس، وأن تكون بشكل أشمل.

 

بدأتِ عملك المهني بالشؤون القانونية في جامعة طنطا كيف استفدتِ من تلك المرحلة وكيف انتقلتِ منها للعمل النقابي والقضائي؟

- كنت مديرة للشؤون القانونية بجامعة طنطا، وتراكمت لدي خبرة العمل في الدفاع عن المال العام، وليس المال الشخصي، ثم تركت العمل إلى المحاماة الحرة، وأنشأت مكتبًا، وكنت أول عضو مجلس نقابة محامين، منذ تأسيس النقابة ١٩١٢ ولدورتين على التوالي، بداية من العام ١٩٨٩ وكانت مرحلة خصبة في حياتي أصقلت مهاراتي ووعي القومي، وكان لي الشرف أن أنتخب عضو مكتب دائمًا باتحاد المحامين العرب، وكنت أيضًا أول سيدة تنتخب بالمكتب الدائم

 

وكان للمفارقة التاريخية المنافس لي على هذا المقعد في أول انتخابات الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا، وربما هذا سبب في تلك الضغينة التاريخية مع الإخوان، وقد انتخبت لثلاث دورات متتالية، وزاد الوعي بقضايا القومية العربية والقضايا المحلية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وكان لي الشرف أن انتخابي بالمكتب الدائم كان بالإجماع من كل التيارات والتوجهات، وانفتحت على المنظمات الدولية في الأمم المتحدة، فالاتحاد منظمة دولية تحمل صفة الاستشارية للأمم المتحدة، وترأست لجنتي المرأة ومكافحة جرائم الصهيونية، وخضنا حملات دولية في الأمم المتحدة، وفضحنا ووثقنا العديد من جرائم الصهيونية.

 

 

 

 

لماذا تراجع دور اتحاد المحامين العرب وهل لتباين مواقف الأنظمة دور في ذلك؟

- الاتحاد من أهم المنظمات غير الحكومية على المستوى العربي، ثم الدولي، ويشهد الآن بالفعل ركودًا كبيرًا وهذا الركود ليس في اتحاد المحامين العرب فقط، بل في الكثير من المنظمات الدولية.. نظرًا لحالة الركود الذي تشهده المنطقة، وغياب دوره الآن، فعلًا، أمر سلبي.

 

هل غياب قيادات كانت تدعمه مثل الرئيسين الراحلين صدام حسين والقذافي أثر في تراجع دوره؟

- كل المؤسسات القومية بها حالة ركود، بما في ذلك جامعة الدول العربية نفسها، فهناك حصار للكوادر القومية والكيانات، بل الدول نفسها مهددة الآن، والقيادات الراحلة كانت لا تمول الاتحاد، بل على أقصى تقدير تقدم تذاكر سفر لمؤتمرات وإقامة في الدولة المضيفة، فالاتحاد مستقل عن الحكومات.

 

ماذا يمثل لكِ تاريخ ٢٢ يناير عام ٢٠٠٣؟

- لحظة فارقة في تاريخ المرأة المصرية، فهو اليوم الذي صدر فيه القرار الجمهوري بتعييني بالقضاء المصري في المحكمة الدستورية، أعلى محكمة مصرية، وبذلك وصلت المرأة المصرية إلى القضاء الجالس، بعد طول انتظار، فهو بالنسبة لي فخر وطني وليس فخرًا شخصيًا.

 

 

 

 

 

البعض وجه لكِ انتقادات ومنهم مرتضى منصور المحامي الذي قال إن علاقتك بالسيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق هي من أوصلتك لمنصب المحكمة الدستورية؟

- الأستاذ مرتضى منصور لا يعلم عني شيئًا، إلا ما يسمعه من الآخرين، لأنه لو اجتهد وبحث بموضوعية ونقاء وسأل من يعرفونني جيدًا من كل رموز العمل الوطني في مصر، لأدرك أنني عضو قيادي بالحزب العربي الناصري حتى تاريخ تعييني بالقضاء، وأنا بحكم موقعي الحزبي والنقابي كعضو مجلس نقابة المحامين "صوتي عالي"، لم يكن يسمح لي إلا أن أكون معارضًا عنيدًا لنظام مبارك، وقبله نظام السادات، أما عن قصة تعييني فمدينة فيها لاختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار فتحي نجيب في مواجهة ترشيحات رموز النظام، لأنه كان يعلم أن اختيارات النظام لن تكون موضوعية أو مستقلة، وهو كان قاضيًا رفيع المستوى وحريصًا على استقلال القضاء، ومن منحه أوراق ترشيحي كانت الدكتورة منى ذو الفقار، وأخذ ملف ترشيحي دون علمي، ووافقت الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية على ترشيحي، لأن جميع قضاتها كانوا يعرفونني من خلال وقوفي أمامهم محامية، فجميعهم من المحاكم والقضاء العادي أو مجلس الدولة، وترشيح رئيس المحكمة والجمعية العمومية لي، ووافق أيضًا المجلس الأعلى للقضاء.

 

وكان الترشيح مرهونًا لمدة شهر ونصف الشهر بموافقة الرئيس مبارك والأجهزة السيادية المعنية بالأمن القومي، لأنهم كانوا يصنفونه معارضًا عنيدًا، وأصبح مبارك في مأزق إن خالف الترشيحات القادمة من الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء، وكان ذلك سيعد سابقة تاريخية، فتم إصدار قرار تعييني، وسأل مبارك وزير العدل حينها المستشار سيف النصر، رحمه الله، كم عدد أعضاء المحكمة قال له ١٩، فربما قال صوت واحد غير مؤثر.

 

وربما العنصر الضاغط كان ترشيحات الجمعية العمومية والمجلس الأعلى للقضاء، ولكن لم يكن لسوزان مبارك أي دور في ترشيحي، وربما أراد النظام الاستفادة من تعييني في تبييض وجهه بأنه عين سيدة ومن المعارضة في أعلى محكمة مصرية، وبالتأكيد كان هناك الكثير من السيدات الفضليات يصلحن، لكن ربما كُن أكثر قربًا من النظام، فأنا لم أتقدم بطلب ترشيح، ولم يكن للسيدة سوزان مبارك دور، وربما أراد الله أن يكون لي دور.

 

لكنك كنتِ عضوًا بالمجلس القومي للمرأة خاصة لجنته السياسية والتشريعية وهو المجلس الذي كانت تتبنى تشريعاته سوزان مبارك؟

– لم يكن للمجلس القومي للمرأة أي دور في تعييني، ولم يكن يملك قدرة التدخل في شؤون القضاء المصري، بل إن تعييني في حد ذاته، وأنا معارضة دليل استقلال القضاء المصري، ولم التقِ سوزان مبارك إلا ثلاث مرات وفي مناسبات عامة، ولا توجد صورة واحدة تجمعني بها.

 

في مقال له بصحيفة مصرية منذ يومين سابقين على حواري معكِ عنوانه باسم "تهاني الجبالي" شهد لكِ بأنك في حفل دعت له سوزان مبارك بمناسبة تعيين المرأة المصرية في القضاء كنتِ ضيف الشرف ولم تهرولي إلى السيدة الأولى آنذاك كما فعل آخرون هل تذكرين هذا الموقف؟

- هذا الحفل كان عنوانه تكريمي وتكريم المنصب الذي أشغله باسم المرأة المصرية، وحضورها كان بصفتها زوجة الرئيس، رأس النظام، وكنت أعتبر أن جزءًا من هذا الحفل شعور المرأة المصرية بالشموخ، وأنا كنت معارضة ولا يفترض أن أتنازل عن مواقفي وأهرول إلى زوجة الرئيس، ولم التقط صورة معها كما فعل آخرون، والدكتور مصطفى الفقي التقط ذلك، ولم أكن أتصور أن يلتقط أحد ذلك بهذا القدر من الذكاء.

 

 

البعض يرفض تولي المرأة للقضاء من وجهة نظر لتفسيرات دينية بأن عاطفة المرأة تؤثر على موضوعيتها كيف ترين ذلك.. خاصة أن القضاء المصري الآن به أكثر من ٣٦ قاضية بخلاف المستشارين بالقضاء الإداري؟

- الأزهر الشريف أجاز عمل المرأة بالقضاء، والحديث عن العاطفة كلام يسقط على أرض الواقع، فالمسألة أمام القضاء مرهونة بالقانون وليس العاطفة.

القاضي يحكم بالقانون، وبالتالي المسألة مرهونة بالكفاءة، والقضاء الحديث ليس فردًا بل عملًا مؤسسيًا ومراقبًا ومراجعًا من ثلاث درجات من التقاضي، وبه عناصر معاونة وأجهزة مساعدة للقضاء، ومن قال إننا عندما أجلسنا القاضي على المنصة فقد أجلسنا حجرًا، فالعاطفة وإدراك العوامل المحيطة جزء من عمل القاضي، وأنه عندما يتسرب الشك إليه فإنه يحكم بالبراءة، وجاء من عدالة القاضي أن يكون وجدانه مدركًا لما حوله، والعاطفة لحظة لا يمكن أن تكون مؤسسة لعقيدة القاضي، قد تكون المرأة أكثر صدقًا في عدلها ووجدانها من الرجل، عندما تصبح قاضية.

 

 

هذا في القضاء وما رأيك في هذا عندما يكون العمل وكيل نيابة وما يتطلبه ذلك من تحقيقات والنزول للمعاينة وتمثيل الجرائم.. البعض يرى عدم صلاحية تعيين المرأة في النيابة العامة حتى الآن؟ 

- الواقع العملي يقول ليس كل رجل يصلح لأن يكون قاضيًا وليس كل امرأة لا تصلح، فالأمر مرهون بالكفاءة والعلم والتمرين، وأذكر وأنا كنت محامية اضطررت لحضور معاينة مسرح جريمة قتل، ولم أكن أحب حضور ذلك، لكن كان المجني عليه قريبي، وخلال المعاينة سقط وكيل النيابة مغشيًا عليه، بينما كنت أنا أكثر صمودًا منه، المسألة لا علاقة لها بالدكتورة والأنوثة.

 

رغم عظمة القضاء المصري إلا أن هناك انتقادات من أوائل خريجي كليات الحقوق من الوساطة في التعيين بالهيئات القضائية.. فكيف نجد أبناء قضاة حاصلين على ٦٥٪ ويستبعد أبناء مواطنين بسطاء ومن الطبقة الوسطى حاصلين على جيد جدًا وامتياز بل ودراسات عليا.. هذا واقع؟ 

- بالتأكيد كانت هناك ثغرات في الثوب الوطني في كل المجالات، والتوريث لم يكن مقصورًا على الرئاسة أو القضاء، بل وفي جميع المجالات منها الجامعة، وأنا من جيل كان الأربعون الأوائل يتم تعيينهم في القضاء، سواء كان ابن قاضٍ أو ابن بواب، ولا بد من إصلاح المسار وإعادة الاعتبار لمعيار الكفاءة، وتكافؤ الفرص أمام الجميع على قدم المساواة في الوظائف العامة.

 

هل يدخل ذلك ضمن العدالة الانتقالية المرجوة؟

- طبعًا.. ونتمنى ذلك.

 

كيف تنظرين إلى العام الذي حكم فيه محمد مرسي وجماعة الإخوان مصر؟

- هو عام ساقط من عمر مصر وتاريخها، عنوانه محاولة تفكيك الدولة المصرية ودستور الفصيل الواحد، وهي تجربة مريرة أعتقد لن يسمح الشعب المصري بتكرارها.

 

هل كنتِ بالفعل ضمن مجموعة خططت لإسقاط حكم مرسي، عبر المحكمة الدستورية، كما كان يتهمك الإخوان لتبرير تعديل دستوري أطاح بكِ من المحكمة الدستورية؟

- هذا كلام من وحي أوهام من رددوه، فأحكام المحكمة الدستورية تصدر منضبطة وفق أسس، ولا تحكمها الأهواء، وهي تنظر دستورية القوانين وليس عزل رئيس.

 

هل أطاح استبعادك من المحكمة الدستورية حلمًا طالما راودك بأن تواصلي لقب الأولى بعد أن أصبحتِ أول عضوة بمجلس نقابة المحامين ثم أول عضوة في الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب ثم أول قاضية لتصبحي أول رئيس محكمة دستورية وهو ما عرقل تحققه الإخوان وقد يتحقق بعودتك مع الدستور الجديد؟

- مبتسمة: بالعكس هم منحوني بإقالتي لقب الأول، وهو الأهم، فلأول مرة في التاريخ يصوغ نظام مادة دستورية لإقالة قاضية، والبعض قال دستور تهاني للسخرية من الإخوان، واستهدافهم لي بصياغة مادة دستورية. 

 

قلتِ إن نقيب المحامين الأسبق مصطفى البرادعي مثلك الأعلى الذي حفزك لدراسة القانون، كيف تنظرين إلى نجله الدكتور محمد البرادعي النائب السابق للرئيس المؤقت وموقفه الأخير بالاستقالة في لحظة حرجة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة؟

- أنا أعتبر أن استقالة الدكتور محمد البرادعي في اللحظة الفارقة، التي كانت بداية الهجوم الدولي على مصر، طعنة خنجر في ظهر مصر، وسقطة لرجل السياسة ورجل القانون ورجل الدولة بكل المقاييس، ولحظة انكشاف لدور لا يتعدى كونه دورًا مرسومًا، وبدأ الشعب المصري يفكر ما هو الدور الذي كان مرسومًا له ويعد له.

 

أنصاره يبررون موقفه بأنه رأى أن الحلول السياسية تحقن الدماء وتحقق مصلحة مصر، ما رأيك في هذا التبرير؟

- هناك فرق بين أن يكون رجل الدولة مسؤولًا عن الأمن القومي المصري، وأي موقف آخر، فهو لم ير تهديدات الأمن القومي المصري، ومحاولة فصيل فرض إرادته على إرادة الشعب المصري، وتحويل بؤرة الاعتصام إلى دولة موازية، وحمل عناصر الجماعة السلاح في اعتصامات، ورفض الحلول، وتآمر هذا الفصيل على الشعب المصري، والبرادعي لم ير كل هذا، بل هناك من الغرب من يأتي للتحريض على مواصلة الاعتصام وتحويله لدويلة داخل الدولة، وأن دول غربية فعلت أكثر مما فعلنا بكثير، حفاظًا على أمنها القومي، وإذا كان الأمر يتعلق بحقوق الإنسان فنحن أولى بحقوق الإنسان من الغرب.

 

البعض يخشى عودة النظام الأسبق؟

- من يظن ذلك لم يقرأ التاريخ، فالشعوب عندما تخرج لا تعود إلا بعد تحقيق أهدافها، والشعب كان القائد في ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.

 

ماذا يمثل الرجل في حياة تهاني الجبالي؟

- كان في كل أطوار حياتي عنصرًا دافعًا ومساندًا، وكنت محظوظة في حياتي ومستقبلي، ومدينة لكل الرجال الذين صنعوا وصاغوا مراحل حياتي، فلم أعانِ مثل ما عانته المرأة في بعض الأحوال، وربما كنت في ذلك محظوظة.

 

أول حب في حياة المستشارة تهاني الجبالي؟

- ضاحكة: لا أتحدث في هذا الموضوع، ولا عن أسرتي الصغيرة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز