عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الألـف يـوم "الذهـبية"

الألـف يـوم "الذهـبية"

مع بداية 2022 أعلنت الساعة السكانية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد السكان بالداخل، نحو 103 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان مصر عام 2030 إلى ما يزيد على 114 مليون نسمة، وإن كانت الأمم المتحدة تتوقع أن يصل حجم السكان إلى حوالي 125.9 مليون نسمة عام 2050.



الدولة المصرية دخلت رسميًا في مواجهة المشكلة السكانية منذ عام 1965، أي أن عمر هذه التجربة قد اقترب من 60 عامًا، ورغم ذلك مازلنا ندور في فلك تلك المشكلة، وحتى الآن نعاني من تأثيراتها السلبية، رغم أننا كنا سباقين في ضربة البداية.

تقع مصر فى مصاف الدول التي عانت ولاتزال من آثار المشكلة السكانية، حيث تمثل هذه المشكلة تحديًا كبيرًا للجهد المستمر فى التنمية وبناء المجتمع التي تقوم بها الدولة ولذا فإن مواجهة المشكلة السكانية تقع فى مقدمة أولويات واهتمامات القيادة السياسية والقيادات التنفيذية، وتحتل مصر المرتبة الخامسة عشر بين دول العالم من حيث حجم السكان، وتعتبر ثاني دولة إفريقية وأكبر دولة عربية، ونمو السكان كما يعرفه الخبراء محصلة تفاعل ثلاث عوامل ومتغيرات رئيسية هي المواليد والوفيات والهجرة الخارجية والزيادة السكانية تساوي عدد المواليد ناقص عدد الوفيات زائد الهجرة.

مصر الآن أمام فرصة ذهبية لمواجهة حاسمة لمشكلة الزيادة السكانية، حيث توجد إرادة سياسية لحل هذه المشكلة، فالرئيس عبد الفتاح السيسي، وضع قضية الزيادة السكانية في مصر نصب عينيه منذ توليه منصبه، وقد ألقى الضوء مرارًا على ضرورة حلها.

الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، ومؤسس ورئيس الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، طرحت مبادرة «الألـف يـوم الذهـبية»، للخروج بحلول غير تقليدية تناسب المجتمع المصري، ثقافيًا، فكريًا، وماديًا بإطلاق رسائل إيجابية وواقعية، دون افتعال، وتجنب أساليب الوعظ والتخويف، مع التركيز على العديد من المفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي تدفع العديد من العائلات نحو زيادة الإنجاب.

اقتراح النائبة تبلور حول خلق وعي لدى الجميع بأهمية تنظيم الأسرة بما يحقق السعادة والصحة، كما يساعد في وقاية الأجيال القادمة من المشاكل النفسية في مقدمتها العزلة والعنف.. وتفشي ظاهرة أولاد الشوارع، والتي تُعد من أخطر آثار عشوائية الإنجاب.

الدكتورة عبلة، اقترحت أن تكون مدة الحمل بين الطفل والآخر ألف يوم أي حوالي 3 سنوات، حتى تتمكن الأم والأسرة من رعايته صحيًا ونفسيًا، كما تشمل المبادرة حزمة من الخدمات، التي سيتم التدريب عليها منها الحقوق الإنجابية، ورعاية ما قبل الولادة، والمشورة قبل وبعد الولادة، وتغذية السيدات أثناء الحمل والرضاعة والنفاس، والوقاية والعلاج من التهابات الجهاز التناسلي والأمراض المنقولة جنسيًا، والتثقيف الصحي ودعم الرضاعة الطبيعية، والتشخيص المبكر لسرطان الثدي، إلى جانب خدمات تنظيم الأسرة.

مؤكدة في رسالتها على ما قاله العلماء، أن إسلامنا الحنيف حثنا على زيادة النسل والتكاثر، لكنه أوجب صيانة الذرية من عوامل الضعف وبواعث الوهن لتلك الظاهرة، وأهمها تغول البلطجة والإرهاب، فإن الإسلام لا يريد الكثرة العددية وحسب، والمجتمع الذي تسوده هذه الكثرة دون ضابط لا وزن له.

كما أن المرأة إذا انجبت عددًا من الأطفال لا تقدر على رعايتهم، صدرت للمجتمع شخصيات تعاني مشاكل نفسية وانحرافات سلوكية، وطرحت النائبة روشتة علاج مفادها: الاعتراف والتأكيد على قومية المشكلة السكانية، باعتبارها من المشكلات الحاكمة، ونشر ثقافة الأسرة صغيرة الحجم، جنبا إلى ضرورة خلق وعى لدى الجميع بأهمية تنظيم الأسرة بما يحقق لها السعادة والصحة وزيادة فرص الراحة والرفاهية.

مع الالتزام بمبدأ عام، هو حق الأسرة في تحديد عدد أبنائها، مع تأمين حقها في الحصول على المعلومات ووسائل تنظيم الأسرة، التي تمكنها من الوصول إلى العدد المرغوب من الأطفال.

فخفض معدلات الزيادة السكانية مطلب قومي لإحداث التوازن المفقود بين معدلات النمو الاقتصادي، ومعدلات النمو السكاني، للارتقاء بنوعية حياة المواطن المصري.

 

 

نائب رئيس تحرير جـريدة الجمهورية

[email protected]

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز