عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
معرض القاهرة الدولي للكتاب
البنك الاهلي

تفاصيل مناقشة «كنت طفلًا قبطيا في المنيا» بـ«المكتبة الأدبية» لمعرض الكتاب

- د.نيفين مسعد: الكتاب يحاول أن يزيل الغموض في المجتمع القبطي بعاداته وتقاليده



 

ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته ال53 اقيمت ندوة لمناقشة كتاب «كنت طفلا قبطيا في المنيا» للكاتب مينا عادل جيد، بقاعة المكتبة الأدبية في «بلازا١»، وشاركت فى الندوة الكاتبة الدكتورة نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وادار الندوة الإعلامي ضياء حامد، والذي أعلن عن اعتذر الدكتور سعيد المصري عن الحضور لظروف طارئة، والذي أشار إلى دور أستاذ الاجتماع الدكتور سعيد المصري الذي كتب مقدمة العمل ووصفه بأنه يدخل في مصاف "النصوص الإثنوجرافية الدقيقة"، ولذلك رأى أن يقرره على دبلوم التنمية الثقافية في كلية الآداب، وهذه هي مسؤولية المثقف الحقيقي الذي يعي دوره المجتمعي في عملية التغيير والتنوير.

 

 

وفى بداية الندوة اكدت الدكتورة نيفين مسعد، أن كتاب «كنت طفلاً قبطياً في المنيا» يختلف في كثير من الجوانب عن السير الذاتية القبطية السابقة، واستطاع الكاتب أن يطور لنا فكرة التغير وتأثيراته الأوسع على علاقة المسلمين بالأقباط في مسقط رأسه «المنيا»، 

 

واشارت إلى أن الكتاب يقع في منطقة بينية ما بين السيرة الذاتية والثقافة الشعبية أو النص الأنثروبولوجي، فالمؤلف لا يكتفي بأن يحكي لنا عن الطقوس التي مارسها بوصفه طفلاً قبطياً لكنه يشرح لنا معني هذه الطقوس ويبحث عن جذورها في الديانات القديمة حتي ما قبل عصر الفراعنة ويتابع تطورها حتى انتهت إلى وضعها الحالي.

 

واوضحت أن الكاتب، يحاول أن يزيل الغموض الذي يكتنف المجتمع القبطي بعاداته وتقاليده وموروثاته وحين يفعل سيكتشف من لا يعرف أن هناك مشتركات كثيرة بل وكثيرة جدا بين المسلمين والمسيحيين المصريين.

 

 وقالت ان الكتاب يحاول أن يغيّر الصورة المسبقة عن الشخصية القبطية في ذهنية المسلم والتي تتراوح ما بين المثالية الشديدة إلى حد افتراض أن المسيحي لا يدخن، والسلبية الشديدة إلى حد تصور أن المسيحي تنقصه النظافة الشخصية، موضحة أن الكتاب يأخذنا إلى داخل المجتمع القبطي بأعياده وموالده ونذوره وعلاقاته اليومية مع المجتمع المسلم، وهي علاقات فيها مجاملات ومصالح وانطباعات وفيها أيضاً قدر لا بأس به من الخرافات والتقاليد المشتركة. 

 

واشارت الى أن مينا عند عودة أسرته من مولد العدرا في جبل الطير «قرية صغيرة في مركز سمالوط بمحافظة المنيا»، كانت جدة مينا لأمه تجامل جيرانها- وفيهم مسلمون- ببعض الهدايا، وكان يحتج حفيدها بأنه أولى بهذه الهدايا من المسلمين الذين "لا يحبوننا" لكنها لم تكن تستمع إليه، ولا هي أبداً كانت تقصرّ في واجب العزاء حتي إذا نادى شيخ الجامع في الميكروفون معلناً وفاة أحد أبناء المنطقة قالت لمينا باهتمام "اسطنت كده شوف مين مات"، وبمرور الوقت أدرك مينا أثر هذه المجاملات في النفوس فعندما ماتت الجدة ترحم عليها حتى أكثر المسلمين تعصباً. 

 

واوضحت أنه يبدو للقارئ تماماً مدى تأثر المؤلف بهذه الجدة الحكيمة فحكاياتها متناثرة بين صفحات العمل، وهي كما رسم مينا شخصيتها امرأة قوية وعلى سجيتها لا تجد غضاضة حين تستمع للآذان من أن تردد "الله أكبر على كل ظالم ومعتدي"، وحين يتوفى زوجها تطلب من مينا أن يضع له في القبر زجاجة مياه وكسرة خبز حتى إذا جاع أكل، وهكذا بدون أن تدري الجدة أنها كانت تستوحي طقساً فرعونياً أصيلاً من طقوس الموت فإنها كانت تفعل بكل سلاسة.

 

وقالت: ما أدين به لمينا فهو أنه مر- وإن يكن مرور الكرام- على التغير الذي طرأ على عادات وتقاليد المجتمع القبطي، وقد تمثل هذا التغير في التخلي عن بعض الأقوال والممارسات التي كانت تتغافل عنها الكنيسة، ثم إذا بالصحوة المسيحية تلي الصحوة الإسلامية ويحدث التغير "مثلاً لم تعد هناك غوازي في الموالد المسيحية وفِي الحقيقة لم تعد هناك غوازي بشكل عام إلا في استثناءات قليلة".

 

وقالت الدكتورة نيفين: ان الشخصية القبطية في الأدب المصري مشروع كبير، ووصلت له بمحض الصدفة، وأصبح مشروعي المستقبلي، بدأته بمقال في مجلة "وجهات نظر" عام م١٩٩٩، واشتغلت عليه في كتاب فيما بعد، والآن أهتم بالإنتاج الجديد للشباب، ومع الرصد هناك مجموعة من الأجيال تتناول الشخصية القبطية بأشكال وأنماط مختلفة ومتعددة، وذلك منذ الجيل الأول نجيب محفوظ وغيره، كما ظهرت الشخصية القبطية في الأعمال الدرامية والسينمائية، أما الجيل الجديد بعد عام ٢٠١١  نلحظ طفرة في الكتابات بأيدي شباب لم يتم وقت زمني محدد، فوجأنا بعدد كبير من الأعمال، مثل: الأب دانيال، خالتي صفية والدير.

 

واستطردت قائلة: حرية الرأي والتعبير.. تلك الأعمال في إظهار مقارنة لمشاكل حقيقية وبجرأة، مثل ظاهرة الانحراف السلوكي والكذب والخيانة وكانت الكنيسة تتصدى لمثل هذه الأعمال، وأيضا مسألة اللقب الطائفي من التابوهات المُحرمة، وفكرة الزواج والطلاق، ومعاناة الأطفال والشباب القبطي من بعض التحكُمات فيها شيء من الاستظراف.

 

وعن تنوع الموضوعات والحرية أشارت د.نيفين مسعد: أن يلجأ كاتب أو أديب قبطي لتسيجل تلك المشاكل بيده في إبداعاته فهو يٌحسب له كنوع من التحرر من القيود.

 

وتطرقت أيضا في حديثها لأسلوب مينا في الكتاب، مشيرة أنه تطرق لنوع مختلف، فقد تحدث عن الحالة المسيحية من الناحية الأنثروبولوجيا، والتعامل مع أولياء الله والأنبياء والرسل وشخصيات مسيحية، ففي البداية عرف لنا الموالد وبيت المساكين وحكى عن التجارة بالمنيا، والتبرك بالعذرا، وتناوله لبعض المصطلحات المستقاه من الثقافة الإسلامية في الخطاب المسيحي، مثل "إنا لله وإنا إليه راجعون".

 

 

بدأ مينا عادل، حديثه بتقديم الشكر والعرفان للدكتور سعيد المصري، قائلا: أكلل الفضل للدكتور سعيد لما قدمه لي من يد العون والمساعدة، فهو قامة كبيرة، الحالة الثقافية في المنيا ضئيلة وصعبة جدا، فرشح لي العديد من الكتب لقراءتها، ساعدني في الجزء الأكاديمي، لفت نظري على مصادر كُتبت بالعربي، وابتديت اكتب العناصر التي سقطت مني منذ الكتابة وضيفتها فيما بعد. 

 

ونوه مينا أنه لم يكن هناك دوافع محدد لكتابة  الكتاب، مشيراً أنه نشأ في أسرة لم تعاني من الاضطهاد في محافظة المنيا، ولفت أنه أثناء ثورة ٢٥ يناير كان مشاهدا مثل أي إنسان مصري، أما ثورة ٣٠ يونيو تُعد بداية وعيه السياسي.

 

أما عن تكنيك الكتاب أكد على حبه الشديد لتكنيك "راوي الطفل"، ولذلك استخدم تكنيك راوي الطفل في كتابته للرواية، مما ساعده في مناقشة الكثير من الأفكار، منها: مناقشة الطرف الآخر لي، كما أعطته نوع من الشجاعة في الكتابة بحرية.

 

وقال الكاتب مينا عادل، أن الكتاب يبرز الخرافات التي سددت نحو المسحيين فى مصر، وربما بعض حالات حوادث الكراهية قد تكون حدثت وتحدث وسوف تحدث نتيجة لحالة الإقصاء والتجهيل المتعمد.

 

وقال إن الكتاب يشير الى قواسم ثقافية مشتركة أكبر مما نتخيل بين الأقباط والمسلمين فى مصر، وحجم المشترك الثقافى أكثر بكثير من حجم الاختلافات، ولذلك يقول الكاتب فى مقدمته «لم أكتب هذا الكتاب لأقول إن الأقباط مختلفون، بل أكتبه لأثبت أن الأقباط مصريون عاديون لديهم قواسم ثقافية مشتركة مع سائر المصريين المسلمين».

 

 ويرى الكاتب أن الخرافات التي سددت نحو الأقباط فى مصر، وربما بعض حالات حوادث الكراهية قد تكون حدثت وتحدث وسوف تحدث نتيجة لحالة الإقصاء والتجهيل المتعمد، فالعقل يرفض أن لا يعرف عن أى موضوع ويملأ هذا الفراغ بالخرافات والشائعات عن الآخر، ولذلك كان كتاب «كنت طفلا قبطيا».

 

ويذكر أن كتاب «كنت طفلا قبطيا في المنيا» صادر عن مؤسسة مجاز الثقافية للترجمة والنشر والتوزيع، وسبق وأن فاز الكتاب بجائزة الكتاب الأول في العلوم الانسانية فى الدورة ال52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2021.

 

كما ان الكتاب يسرد المؤلف سردًا قصصيا شيقا لمظاهر التدين الشعبى عند الأقباط من خلال معايشته لهذه المظاهر الثقافية فى طفولته فى تسعينيات المنيا؛ من المولد القلطى إلى المعجزة والنذر وتفسير الأحلام والشفاعة وعلم الغيب والتصورات الشعبية عن الله والكون، ويجد الكاتب خلال الكتاب قواسم ثقافية مشتركة أكبر مما نتخيل بين الأقباط والمسلمين فى مصر، وحجم المشترك الثقافى أكثر بكثير من حجم الاختلافات، ولذلك يقول الكاتب فى مقدمته «لم أكتب هذا الكتاب لأقول إن الأقباط مختلفون، بل أكتبه لأثبت أن الأقباط مصريون عاديون لديهم قواسم ثقافية مشتركة مع سائر المصريين المسلمين».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز