تفاصيل واقعة اقتحام وكر تنظيم داعش في أطمة ( فيديو وصور)
عادل عبدالمحسن
شهدت واقعة اقتحام القوات الخاصة الأمريكية مخبأ أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، تفاصيل درامية كثيرة، فعندما اقتحم مخبأه بعد اشتباك مسلح، فجر “القريشي” نفسه ما أدى لمقتله مع عائلته.
ربما يعجبك
قال مسؤولون أمريكيون إن زعيم تنظيم “داعش” لقي حتفه في أعقاب غارة أمريكية في شمال سوريا أسفرت أيضًا عن مقتل نائب كبير في التنظيم.
وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن المداهمة الليلية، أمس الخميس، وقال بايدن إن موت قريشي "أزاح تهديدا إرهابيا كبيرا للعالم".
ولم يذكر المسؤولون الأمريكيون أسماء نائب زعيم تنظيم داعش الذي قتل أيضًا، لكنهم قدموا تفاصيل مثيرة للعملية التي استغرقت شهورًا في التخطيط.
ولم يعلق تنظيم داعش حتى الآن على هذه العملية، وقال العديد من الخبراء الأمريكيين إن مقتل قريشي سيكون بمثابة ضربة لداعش، لكن التنظيم سيعيد تجميع صفوفه في نهاية المطاف.
مبنى سكني من ثلاثة طوابق على أطراف بلدة أطمة
وكانت الغارة الأمريكية قد استهدفت مبنى سكني من ثلاثة طوابق على أطراف بلدة أطمة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإرهابية الإخوانية الموالية للأتراك في محافظة إدلب الشمالية والقريبة من الحدود مع تركيا.
وأكدت تقارير مخابراتية أن قريشي كان يعيش مع عائلته في الطابق الثاني من المبنى السكني في أطمة الذي يدير منه تنظيم داعش باستخدام سعاة لإرسال أوامره في سوريا وأماكن أخرى.
كان المتشدد سيئ السمعة إبراهيم الهاشمي القريشي، معروف باسم "المدمر"، قويحمل عدة أسماء حركية منها الحاج عبد الله، والأمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى وعبد الله قرداش، أصبح زعيمًا لتنظيم داعش الإرهابية في عام 2019، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي.
وأعلنت صعوده إلى القيادة بعد أربعة أيام من وفاة البغدادي في أكتوبر، ويُعتقد أن قريشي قد تم إعداده منذ فترة طويلة لهذا الدور وابتعد عن ساحة المعركة تحسبا لتولي القيادة.
وعرضت السلطات الأمريكية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار أمريكي، للحصول على معلومات عن الإرهابي الخطير، الذي ولد في الموصل، العراقية عام 1976.
كيف تم تنفيذ المداهمة؟
أثناء تواجده في أطمة، لم يخرج أبدًا إلا للاستحمام على السطح، لكن كانت الغارة الجوية ستؤدي إلى مخاطر كبيرة من وقوع إصابات في صفوف المدنيين، إذ تعيش عائلة أخرى لا يعتقد أنها مرتبطة بداعش أو على علم بوجود قريشي في الطابق الأرضي.
قال مسؤولون كبار بالإدارة إنه تمت دراسة غارة برية محتملة بالتفصيل، مع ممارسة عشرات السيناريوهات وتقييمات المخاطر للوضع على الأرض، حيث تم بناء نماذج للمجمع السكني ودرس المهندسون احتمالية انهيار المبنى في انفجار.
تم إطلاع بايدن على تفاصيل عملية محتملة في ديسمبر، وأعطى الضوء الأخضر لشن غارة للقوات الخاصة يوم الثلاثاء الماضي، وراقبها في الوقت الفعلي من غرفة العمليات بالبيت الأبيض حيث وصلت عدة طائرات هليكوبتر إلى أطمة حوالي منتصف ليل الخميس “22:00 بتوقيت جرينتش يوم الأربعاء”.
وقالت مصادر محلية إن القوات الخاصة الأمريكية واجهت مقاومة شديدة على الأرض ، وأنها تعرضت لإطلاق نار من مدافع مضادة للطائرات مثبتة على مركبات، وسمع دوي إطلاق نار وقصف لمدة ساعتين قبل أن تغادر المروحيات.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي إن القوات الأمريكية تمكنت من إجلاء 10 أشخاص من المنزل، بينهم ثمانية أطفال.
وكان من بين القتلى في الغارة أحد نواب قريشي وزوجته، وكلاهما أطلق النار على القوات الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، قال كيربي إن القوات الأمريكية اشتبكت مع مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين اقتربوا من المنطقة خلال المهمة التي استغرقت ساعتين واعتبروا "معاديين"، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم.
وقال إن "ذلك أدى إلى إنهاء العمليات العدائية"، مضيفاً أن طفلاً قتل في مكان قريب من العملية ولكن الولايات المتحدة "ليس لديها معرفة كاملة بكل شخص قتل".
مع بدء المداهمة، قام قريشي بتفجير عبوة ناسفة في الطابق الثالث من المنزل، مما أدى إلى مقتل نفسه وزوجته وطفليه، ووصف الرئيس بايدن ذلك بأنه "عمل أخير من أعمال الجبن".
وقال كيربي إنه تم التعرف على القرشي لاحقًا "من خلال بصمات الأصابع وتحليل الحمض النووي".
ولم تقع اصابات بين الامريكيين، ولكن تعطلت مروحية أمريكية خلال الغارة وتم تدميرها.
كان أبو بكر البغدادي قد استخدم تكتيك القرشي في التفجير عندما واجه القوات الأمريكية في عام 2019، حيث قتل البغدادي نفسه وثلاثة أطفال بتفجير سترة ناسفة خلال غارة للقوات الأمريكية الخاصة على مخبأ على بعد 16 كيلومترا فقط من أطمة.
قالت خدمة الإنقاذ التابعة للخوذ البيضاء، والمعروفة أيضًا باسم الدفاع المدني السوري، إنها عثرت على جثث ستة أطفال وأربع نساء في المنزل المستهدف في الغارة.
وقال بايدن إن جميع الأمريكيين المشاركين في العملية عادوا بسلام.
من جانبه، قال جوردون كوريرا، المراسل الأمني إن تنظيم داعش لم يعد يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا كما فعل في ذروة قوته.
كما أن التنظيم لم تكن لديه نقطة جذب للإرهابيين كما كانت في السابق، عندما اجتذب سيطرته على وسائل التواصل الاجتماعي المجندين وحرضت الآخرين على شن هجمات في أماكن إقامتهم.
كما أن التنظيم الإرهابي لم يتمكن من إطلاق هذا النوع من العمليات الخارجية في أوروبا مثل هجمات باريس عام 2015.
في العام الماضي، لفت فرعها في أفغانستان، تنظيم داعش في خراسان، مزيدًا من الاهتمام، لا سيما فيما يتعلق بالهجوم الكبير في كابول حيث كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها ينسحبون.
لكن كانت هناك مخاوف في الأشهر الأخيرة من مسؤولي مكافحة الإرهاب من أن الجماعة كانت تحاول إعادة تشكيل نفسها في العراق وسوريا وبناء قدرات أكبر.
وشوهد ذلك في الكمائن والهجمات، لا سيما في محاولة كبيرة لكسر هروب سجن كبير في شمال شرق سوريا الشهر الماضي، فضلاً عن الدعاية المتجددة.
تأمل واشنطن أن يوقف مقتل قريشي، نشاط تنظيم داعش.
لماذا كان الحصول على زعيم تنظيم داعش أمرًا مهمًا للغاية بالنسبة للولايات المتحدة؟، قال بايدن: "أشرف الحاج عبد الله على انتشار الجماعات الإرهابية التابعة لـ “داعش” في جميع أنحاء العالم بعد أن هاجم المجتمعات وقتل الأبرياء"، واصفا إياه بأنه "القوة الدافعة وراء الإبادة الجماعية للشعب اليزيدي في شمال غرب العراق في عام 2014".
"نتذكر جميعًا القصص المؤلمة للمذابح الجماعية التي قضت على قرى بأكملها، وبيع آلاف النساء والفتيات في العبودية، والاغتصاب الذي استخدم كسلاح حرب.
وقال "بفضل شجاعة قواتنا، لم يعد هذا الزعيم الإرهابي الرهيب موجودًا".
وقال مسؤولون أمريكيون إن أسرة قريشي واثنين آخرين كانوا يعيشون داخل المبنى المستهدف في الغارة قال متخصصون في مركز أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية لبي بي سي إن مقتل قريشي سيتضرر من تنظيم الدولة الإسلامية.
قال جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "فقدان زعيم يجعل “داعش” أكثر ذعرًا، ونريدهم أن يكونوا مصابين بجنون العظمة ونريدهم أن يبحثوا عن خونة في وسطهم، إنه أمر مدمر تمامًا ورائع.
قالت جمانة قدور من المجلس الأطلسي: "من الجيد دائمًا التخلص من زعيم داعش، لكن هذا بالتأكيد لن يكون آخر ما نراه من داعش".
جوجل نيوز
