من أجمل الكهوف المصرية وأندرها
على عمق 50 كيلومترًا في باطن الأرض.."الجارة" يبوح بسره
هدى زكي
حبا الله مصر بطبيعة فريدة خلابة تسحر الألباب بنهرها وصحاريها وجبالها العالية ووديانها التي تخبئ في طياتها عظيم الأسرار، وتجذب الزائرين من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتلك المشاهد التي لا تضاهى، فإنت كنت من عشاق المغامرة رحلتنا اليوم إلى قلب الصحراء الغربية على عمق 50 مترا، حيث يقبع "كهف الجارة".
يقع كهف الجارة الذي يعد من أجمل الكهوف وأكثرها ندرة في منتصف صحراء الفرافرة بين الواحات البحرية بالصحراء الغربية وأسيوط، ويتميز باحتوائه على مجموعة من المغارات التي تقع على عمق 50مترا بباطن الأرض، وتشكيلاته الرسوبية من الصواعد والهوابط التي تتدلى من سقف الكهف للأسفل من أملاح كربونات الكالسيوم التي تشبه شلالات المياه المتجمدة، وقد اكتشفه المستكشف الألماني جيرهارد رولفز عام 1873 أثناء رحلته إلى واحة الكفرة في ليبيا، ثم العالم "كارلو بيرجمان" عام 1989.
أكد علماء الجيولوجيا أن الكهف تشكل نتيجة الماء النقي المتواجد في باطن الأرض منذ أكثر من 250 مليون سنة، ويبلغ اتساع كهف "الجارة" حوالي 35 مترا ويمتد نحو 70مترا، بينما يصل ارتفاعه إلى 6 أمتار تقريبا، وتغطي أرضيته الرمال، كما تزين جدرانه رسومات ونقوش الإنسان البدائي من العصر الحجري لمجموعة مختلفة من الحيوانات التي كانت تعيش في تلك المنطقة، بالإضافة لأنشطة الصيد والحياة في تلك الفترة الزمنية وهو ما جعله مصدر جذب للآلاف من هواة المغامرة ورحلات السفاري وعلماء الجيولوجيا من مختلف أنحاء العالم.