دبلوماسي روسي: تحركات البحرية الروسية لا علاقة لها بأوكرانيا

 قال ممثل روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف، إن التحركات العسكرية الروسية في البحر الأسود وبحر آزوف هي أنشطة طبيعية للبحرية الروسية، موضحا أن جميع أساطيل البحرية الروسية ستبدأ، غدا أو بعد غد، المشاركة في تدريبات عالمية كبرى، مشددا على أن هذه التحركات لا علاقة لها بأوكرانيا.

جاء ذلك في مقابلة حصرية للدبلوماسي الروسي مع شبكة "فرانس 24" الناطقة بالإنجليزية.

وردا على سؤال حول السبب وراء الوجود العسكري الروسي الضخم على الحدود الأوكرانية، أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن التقارير الإعلامية والمصادر الرسمية الغربية تشير منذ نحو شهرين إلى أعداد مختلفة لهذا الوجود الروسي تراوحت بين 70 ألفا و140 ألفا، موضحا أن جنود الجيش الروسي في هذه المنطقة، شأنهم شأن أي تواجد عسكري لأي دولة داخل أراضيها، يتدربون بشكل طبيعي، مؤكدا أنه لا يمكن اعتبار هذا التواجد العسكري بمثابة تهديد لأوكرانيا أو لأية دولة مجاورة أخرى.

وبسؤاله عن التحركات الدبلوماسية الغربية تجاه روسيا، والتي كان من بينها زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موسكو والتي عبر خلالها عن قلقه إزاء التواجد العسكري الروسي، قال تشيزوف" بالتأكيد سنستمع إلى كل شئ يرغب قادة الدول الغربية قوله بما في ذلك الرئيس الفرنسي، نحن منخرطون تماما في الحوار الدبلوماسي لأن أي مشكلة سياسية في عالمنا المعاصر لا يمكن حلها سوى بأدوات دبلوماسية من خلال الحوار، هذا شئ نؤمن به تماما".

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن موسكو صرحت أكثر من مرة بأنها لا تنوي التحرك تجاه الأراضي الأوكرانية، مشيرا إلى أن زيارة ماكرون لبلاده كانت مفيدة. وقال إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) مستمر في زيادة تواجده في أوروبا في مناطق حدودية مع الأراضي الروسية، على عكس ما تم التعهد به في عام 1990 ومابعدها، مشيرا إلى أن حلف شمال الأطلسي يؤجج التوتر في العلاقات الروسية الأوكرانية من خلال تزويد كييف بالأسلحة وتدريب القوات الأوكرانية. ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن أوكرانيا نشرت نحو نصف قواتها العسكرية على حدودها مع روسيا، مؤكدا أن موسكو لا يمكنها تجاهل ذلك، وأضاف يتساءل:" مع وصف أوكرانيا لروسيا بأنها (عدوانية) و(عدو)، ماذا يمكننا أن نفعل؟" وقال: "بغض النظر عن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو من عدمه، فإن الأراضي الأوكرانية يتم استخدامها بالفعل من قبل حلف شمال الأطلسي بغرض توسيع تواجده والتوسع في تخطيطه العسكري، وهذا بالتأكيد مصدر قلق بالنسبة لبلادي". وحول اتفاقيات مينسك، أوضح تشيزوف أن اتفاقيات مينسك هي القاعدة الوحيدة المتبقية لإيجاد حل سياسي في دونباس، مشددا على ضرورة تنفيذها بالكامل. وأكد تشيزوف أن روسيا ليست طرفا في هذا النزاع، لافتا إلى أن بنود الاتفاقية لم تشر في أي من بنودها إلى روسيا. وأوضح الدبلوماسي الروسي أن آخر جهود صيغة نورماندي، المتمثلة في الاجتماع الذي عقد أمس في برلين بين ممثلي الدول الأربع:(روسيا - أوكرانيا - ألمانيا - فرنسا)، لم تسفر عن أي تقدم، معللا ذلك بأن أوكرانيا لا تزال رافضة لتنفيذ التزاماتها التي تنص عليها اتفاقيات مينسك، إلى جانب رفض كييف لأن تنخرط في حوار مباشر مع "سلطات دونباس"، مضيفا أن روسيا قدمت الكثير منذ إطلاق صيغة نورماندي على عكس بقية شركائها في الصيغة.